انتظم،صباح اليوم الاثنين، طابور طويل من المواطنين ،ممن ينتظرون أن يرأف لحالهم سائق سيارة أجرة من الحجم الكبير بمحطة النهاية81 قرب شارع ادريس الحارثي بطريق مديونة، ليتمكنوا من الوصول لمركز مدينة الدار البيضاء.

في الصف الطويل، وتحت أشعة شمس صيف حارقة، وقف مواطنون كثر، ثمة امرأة في الستينيات من عمرها ظلت تعلن الوقت وتقول إنها ستتأخر عن موعد من طبيب اختصاصي يتابع حالة مرضها المزمن.

بين الجمع البشري انتصب شاب بتسريحة شعر غريبة، كان يضع سماعتي أذن كبيرتين فوق رأسه..كأنه يواجه الانتظار الطويل لوسيلة النقل العمومية بالموسيقى.

بحانبه وقف عامل بحي درب عمر التجاري كان يرتدي «بلوزة» بجيوب عديدة وينتعل صندلا جلديا تظهر أصابع رجليه وقدميه المشقوقتين.

في الشارع لغط لا ينتهي، زحام وأصوات منبهات السيارات و«طاكسيات» يتفنن سائقوها في تعذيب المواطنين.

«خويا حدي گراج علال..إلي بغا مرحبا وألي مبغاش الله يعاونو»..يخاطب سائق طاكسي «الكورسيي» سعيد الذي ينظم حركة المكدسين في الصف البشري ويتسلم درهما واحدا من كل سائق طاكسي شحن الركاب من هذه «القاعة».

في الطريق زحمة لا تنتهي..زادتها اكتظاظا توقف عربات ترامواي الدار البيضاء بشكل سيشل لغاية الخامس من غشت المقبل حركة السير في تسعة محطات للترام،انطلاقا من درب غلف وصولا لمشارف شاطئ عين الدياب.

هذا التوقف الاضطراري للعمل بمحطات الترامواي جاء بسبب أشغال تهيئة الممر تحت الأرضي، عند مفترق الطرق غاندي، وهو ما يتطلب توفير عدة جوانب تقنية وأمنية لضمان سلامة المسافرين، مما استدعى إغلاق مؤقتا للمحطات الطرام.

في صباح نفس اليوم،خرج محمد بوراحيم،نائب عمدة مدينة الدار البيضاء المكلف بقطاع النقل،ليفجر في وجه البيضاويين والبيضاويات «قنبلة موقوتة» سيكون لها ما بعدها.

وأعلن نائب عمدة مدينة الدار البيضاء في تدوينة له على «الفايس بوك» قائلا:« للأسف الحافلات الجديدة قد لا تكون جاهزة لنقل المواطنين البيضاويين يوم فاتح نونبر 2019، أي عند انتهاء عقد التدبير الحالي .»

موضحا أن «تدبير مؤسسة التعاون بين الجماعات للملف ، تدبير فاشل وارتجالي ..طلب العروض المتعلق بشراء الحافلات و كذا الخاص بالاستغلال يعاد و يؤجل لعدة مرات... لقد سبق أن اقترحت اثناء دورة موسسةالتعاون منذ شهور ، خلق شركة للتنمية المحلية حتى نكون جاهزين لأي طارئ و تدبير المرحلة الانتقالية بدون مشاكل. ولكن اقتراحي للأسف لم يقبل ...بصفتي نائبا لرئيس جماعة الدارالبيضاء المفوض له قطاع التنقلات الحضرية ، لا معلومات و لا قرار لدي ... وكل معلوماتي حول الملف مصدرها ما ينشر في الصحافة.... مسؤوليتي الأخلاقية و السياسية تجاه البيضاويين تحتم علي أن أنبه إلى خطورة الوضع و ما قد يشكله هدا الغموض والارتجالية من صعوبات على تنقل المواطنين يوم فاتح نونبر 2019 .»