المحمدية.. النيران تلتهم مطعمين لـ «المشويات» بالشلالات دون ضحايا |
بعد «الديربي».. الوداد يستأنف الاثنين تحضيراته لمواجهة أولمبيك آسفي |
الدار البيضاء تحتضن «القمة المالية الإفريقية 2024» |
«ذئاب تمشي على إثنين» يجمع نجوم الكوميديا المغربية لأول مرة |
الجديدة: انعقاد الدورة الثانية للمهرجان الوطني «البريجة للمونودراما» |
الدار البيضاء بدون صفيح.. حلم على مرمى حجر من التحقق | ||
| ||
الدار البيضاء بدون صفيح.. هذا الحلم أصبح على مرمى حجر، والقضاء على ما يزيد عن 500 حي قصديري كانت تنتشر في مختلف ضواحي المدينة الـ"ميتربولية"، مهمة ليست بالسهلة لكن تضافر جهود شركة العمران الدار البيضاء- سطات تحت وصاية الوزارة الوصية ومختلف الفرقاء من سلطات محلية ومجالس منتخبة وفاعلين جمعويين، جعل المستحيل ممكنا لمدينة تريد معانقة غد أفضل خاصة وأن سبعة مدن في ضواحيها بالجهة إلى حيث تنتمي جرى إعلانها مدنا بدون صفيح. ويشارف مشوار شركة العمران الدار البيضاء- سطات وباقي الشركاء لإعادة إسكان قاطني دور الصفيح بالدار البيضاء يشارف على الانتهاء. وفيما تندرج المجهودات لتخليص الدار البيضاء من الأكواخ القصديرية ضمن برنامج "مدن بدون صفيح" الذي انطلق منذ 2004، فإن هذه العملية تحبل بالعديد من الإكراهات والتحديات التي تنتصب أمام الفرقاء الراغبين في بلوغ هذا المرمى الذي وضعه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، على رأس الأولويات لتحقيق تنمية مستدامة وخلق فضاءات حضرية من شانها توفير ظروف العيش الكريم لمختلف المغاربة دون تمييز.
من الأسوأ إلى الأحسن.. رحلة إعادة الإيواء من أجل العيش الكريم نور الدين ياسمين، واحد من البيضاويين الذين استفادوا من عملية إعادة الإيواء التي تخللت برنامج القضاء على الأحياء الصفيحية بالعاصمة الاقتصادية للمملكة، وهو أحد السكان القدامى في "كاريان سنطرال" الشهير الذي أصبح أثرا بعد عين منذ شهر مارس 2016، وإذ استفاد نور الدين ياسمين بمعية "با العوني" أحد جيرانه من بقعة أرضية مجهزة في منطقة الهراويين، فإن الأمر لم يرقه في البداية كما أفاد متحدثا، مشيرا إلى أنه لم يستسغ لأول وهلة فكرة مغادرة الحي المحمدي في كبد المدينة المليونية إلى منطقة الهراويين لكن الأمور قد تغيرت الآن ويبدو أكثر غبطة بعدما انقلبت حياته رأسا على عقب لكن هذه المرة كانت من الأسوأ إلى الأحسن. ابن الكاريان "المقاوم" الذي تحول نحو منطقة الهراويين، قال إنه كان يرتبط بالحي المحمدي ارتباطا وثيقا، كما جل قاطني الكاريان خاصة ممن كانوا يزاولون أنشطة ترتبط بـ"قيسارية الحي المحمدي"، لكن الآن يثمن رحيله عن كوخ قصديري كان يأويه وأسرته نحو مسكن إسمنتي بعدما استفاد وجاره من بقعة أرضية مساحتها مترا مربعا، استطاعا بناءها بشراكة مع طرف ثالث فتحصلت لكل واحد منهما شقة يرى أنها أنجزت وفق ما كان يراوده من أحلام. "لقد قضيت ردحا من عمري بين جدران قصديرية.. ولم أشأ أن يقضي أبنائي عمرهم كما قضيته أنا في حي صفيحي والزمن القرن الواحد والعشرون.. إن الأمور تتغير والسكن في كاريان أصبح يشكل وصمة عار.. لهذا فإن توديع الكاريان وإن كان قرارا ليس بالهين في البدء إلان إنه شكل منعطفا في حياتي وحيوات أفراد أسرتي.. ليتبدى جليا أن الوداع كان يستحق القفز نحو منطقة الهراويين". في المقابل، وبينما كانت الدار البيضاء تحبل بأزيد من 500 حي صفيحي، يأوي إليها آلاف البيضاويين، فإن هذه "الكاريانات" ظلت لسنوات ثقلا يجثم على صدر المدينة الـ"ميتروبولية"، وقد انخرطت وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة بشراكة مع مسؤولي المدينة المليونية في تخليصها من هذا الوزر، وقد تحملت "مجموعة العمران"، الذراع العقاري للدولة ما نسبته 97 في المائة من عملية إعادة إيواء قاطني دور الصفيح بالعاصمة الاقتصادية وفق ما أكده السيد يونس بن الراضي، المدير العام لشركة العمران الدار البيضاء- سطات. اللافت، أن عمليات إعادة إيواء قاطني دور الصفيح بالدار البيضاء، ليست بالهينة، سيما وأن قاطني الكاريانات بالعاصمة الاقتصادية كانوا يمثلون ثلث (3/1) مجموع قاطني دور الصفيح بالمغرب ككل، على حد قول السيد يونس بن الراضي، بما جسد تحديا جسيما أمام "مجموعة العمران" والوزارة الوصية فضلا عن باقي الشركاء من سلطات محلية ومنتخبين، إذ فيما تتحمل الشركة الوطنية مهام تهيئة المناطق الجديدة إلى حيث سينتقل قاطنو دور الصفيح المرحلون فإن السلطات المحلية هي المكلفة بالسهر على إحصاء وتعداد المستفيدين وكذا تنسيق عمليات ترحيلهم بينما يضطلع المنتخبون بمهام التحسيس وتعبئة المعنيين بعمليات إعادة الإيواء لتحقيق المرامي المرجوة في توفير ظروف العيش الكريم لجميع سكان الدار البيضاء انسجاما والتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله.
القضاء على أكبر التجمعات الصفيحية بالمدينة الـ"ميتروبولية" منذ انطلاق برنامج مدن بدون صفيح في 2004، تغيرت كثيرا معالم الدار البيضاء القلب النابض بالمغرب، وقد أسفرت المجهودات المبذولة من "مجموعة العمران" بمعية كافة الفرقاء والمتدخلين عن اجتثاث الكثير من الأحياء الصفيحية التي عمرت طويلا في ضواحي المدينة في السنوات الغابرة قبل أن تجد نفسها بفعل التمدد العمران للمدينة في كبدها، على أن لغة الأرقام لا تكذب كما أفاد السيد محمد بوخلال، المدير العام المساعد بشركة العمران الدار البيضاء سطات مشيرا إلى أن البرنامج مكن من القضاء أكبر التجمعات الصفيحية بالمدينة كما الشأن بالنسبة لكاريان سنطرال بواقع 6920 أسرة وكاريان بنمسيك (9683 أسرة) ودوار زرابة (1100 أسرة) ودوار طوما (3501 أسرة) ودوار السكويلة (7527 أسرة) وكاريان باشكو (2490 أسرة) ودوار السليبات (1660)... لكن الطريق ليست دائما مفروشة بالورود في مشوار القضاء على أحياء الصفيح بالدار البيضاء، وفق السيد محمد بوخلال، وقد أكد على أن عواملا أخرى تتداخل فيما بينها لتفرض نفسها طرفا قويا في معادلة القضاء على دور الصفيح بأكبر حاضرة في المغرب، من قبيل الهجرة القروية وكذا مشاكل مرتبطة بالأسر المركبة التي تتسبب في ظهور أكواخ قصديرية بين عشية وضحاها، فضلا عن توفير الوعاء العقاري لتهيئة مناطق إعادة الإيواء وغيرها من الإكراهات.. بما يستعصي معه القضاء على هذه الكاريانات في الآجال المعقودة.. لكن الأمر ليس بالمستحيل بفعل سياسة الالتقائية التي ينتهجها مختلف الفرقاء والشركاء بما يعد بغد أفضل للعاصمة الاقتصادية التي تتأهب لإعلانها مدينة بلا صفيح. وبالتطرق لبعض الإكراهات واستنادا على إحصائيات رسمية فإن شركة العمران الدار البيضاء- سطات، وبعدما أنيطت لها مهام إعادة إيواء 85 ألفا و679 أسرة كما جرى إحصاؤها كرقم مبدئي فإنها حققت تقدما في هذه العملية بلغ نسبة تصل إلى 110 % بعدما تغير عدد الأسر المعنية مع مرور سنوات قليلة إلى 100 ألف و54 أسرة، جرى إيواء 98 في المائة منهم إلى حدود شهر يناير 2019. وإذ تترجم الأرقام صعوبة بلوغ مرمى تخليص الدار البيضاء من أحياء الصفيح فإن السيد محمد بوخلال، يؤكد على أن المهمة التي تتحملها مجموعة العمران تحت وصاية وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة تعد مهمة نبيلة تروم توفير ظروف العيش الكريم للبيضاويين قاطبة مع مراعاة حدوث تمازج اجتماعي تذوب معه الفوارق الاجتماعية ويتحقق معه فخر الانتماء إلى أحياء إسمنتية بمواصفات تصان معها كرامة قاطنيها بلا استثناء.
مشوار مستمر لتخليص الدار البيضاء من ثقل الـ"كاريانات" لأن مشوار تخليص الدار البيضاء من دور الصفيح لا يزال مستمرا وقد وضعت شركة العمران الدار البيضاء- سطات بشراكة مع مختلف الفاعلين مقومات تنفيذ عمليات إعادة إيواء قاطني دور الصفيح استنادا على مقاربة شمولية تتمثل في اعتماد صيغة الإيواء بواسطة بقع مجهزة للبناء الذاتي وذلك استجابة لرغبات 95 بالمائة من الأسر المعنية التي تفضل هذه الطريقة، فيما تمت برمجة عملية إعادة إسكان خمسة بالمائة من الأسر المتبقية في شقق بأسعار جد مشجعة لا تتجاوز قيمتها 140 ألف درهما نزولا عند رغبتها وكذا درءا لتفشي عمليات اقتناء الأكواخ القصديرية من لدن بعض الأسر للاستفادة مستقبلا من عمليات إعادة الإسكان. وانسجاما مع هذه المقاربة الشمولية واستجابة لرغبات المستفيدين من عملية إعادة الإيواء، فقد استفادت كل أسرتين من بقعة أرضية مجهزة على مساحة تصل حتى 82 مترا مربعا، نظير أداء مبلغ 20 ألف درهما على أن الأسر تستطيع إبرام شراكات مع مقاولين بواقع شراكة ثلاثية بين كل مقاول على حدة وأسرتين مستفيدتين، لبناء منزل بمواصفات رفيعة على البقعة الأرضية المعروفة بـ"الصينية" أو "الطابلة"، كما أنه ووفق المعمول به في حالات مماثلة لما شهده حي الهراويين الجديد حيث انتقل السكان القدامى بـ"كاريان سنطرال" بالحي المحمدي، يستفيد المقاول الشريك، نظير تحمله تبعات البناء، من شقتين فيما يتملك المستفيدان الآخران الشقتين الأخرتين في منازل تعلو بأربع طبقات، تتخللها أزقة مبلطة، وتحفها حدائق فضلا عن مرافق عمومية بثت نفس جديدا في المستفيدين من أجل حياة كريمة. وإزاء ذلك، فإن حصيلة وبرنامج "مجموعة العمران" بجهة الدار البيضاء- سطات في أفق سنة 2020، تفوق التوقعات، إذ فيما تولت شركة العمران بالجهة، معالجة 78 في المائة من مجموعة ساكنة أحياء السكن غير اللائق بواقع 106670 أسرة تم إعادة إسكان 56000 أسرة منها فيما يتم حاليا استكمال ترحيل 18500 أسرة أخرى إلى وحداتها السكنية الجديدة، فضلا عن اضطلاع الشركة بمهمة إنجاز 83 في المائة من مجموع البرنامج التكميلي لمعالجة السكن غير اللائق خلال الفترة الممتدة من 2014-2018، إذ سيشمل البرنامج 11665 أسرة متبقية من برنامج التدخل الأولي 2006-2011، بينما يهم برنامج التأهيل والإدماج الحضري 2015-2020، تجهيز 90 حيّا ناقص التجهيز تقطنه ساكنة تقدر بـ99350 نسمة، بتكلفة إجمالية 2668 مليون درهم. | ||