مازال البيضاويون يتساءلون عن مصدر الروائح الكريهة التي تزكم انوفهم بين الحين والاخر، والتي يصل صداها إلى العديد من الاحياء والمناطق القريبة من مطرح النفايات بمديونة، خصوصا في ساعات متأخرة من الليل والى غاية أولى ساعات الصباح.

مصادر عديدة بإقليم مديونة تشير الى أن أحد مصادر هذه الروائح الكريهة، هي ورشات عشوائية لتدوير البطاريات بجنبات مطرح مديونة، يصل عددها الى ست ورشات، تشتغل بطرق عشوائية ودون الالتزام بمعايير البيئة، حيث يقوم المشتغلون بها الى حرق البطاريات القديمة والمستعملة، لاستخراج بعض المواد الاولية والمعادن، كالرصاص والبلاستيك.

عملية حرق هذه البطاريات تتم غالبا في ساعات متأخرة من الليل لتجنب عمليات المراقبة التي تقوم بها السلطات المحلية، وأيضا لتفادي رد فعل الساكنة المحيطة بالمطرح، حيث يخلف هذا النشاط روائح كريهة وأدخنة ناتجة عن تفاعل مكونات البطاريات المستعملة، بالاضافات الى المخلفات السائلة التي تلوث الفرشة المائية للمنطقة، والتي تختلط بعصارة الازبال القادمة من المطرح.

وحسب نفس المصادر يتم استخراج المواد المعدنية من هذه البطاريات بطرق عشوائية، قصد استعمالها في صنع تجهيزات للصيد البحري (ثقالات)، أو البيع بالاسواق الشعبية (لدون)، في إطار تجارة موازية وغير مهيكلة تهدد الشركات والمقاولات التي تشتغل في هذا المجال، بالاضافة الى التبعات البيئية الخطيرة، علما ان هذه الورشات تتواجد فوق أراضي فلاحية.

وكانت الانظار قد توجهت في وقت سابق الى الادخنة القادمة من المطرح القديم كأحد اسباب هذه الروائح الكريهة، لكن الخبرات التي قام بها مجلس مدينة الدار البيضاء، اثبتت أن مصدر هذه الروائح من الورشات العشوائية المنتشرة بكثرة في هذه المنطقة، في انتظار تدخل حازم من السلطات المحلية بإقليم مديونة لتوقيف انشطة هذه الورشات، والحد من اثارها الضارة بالبيئة.