انعقدت، أمس الثلاثاء بالدار البيضاء، النسخة الأولى من اللقاءات المغربية الهولندية حول الماء " Dutch Moroccan Water Days" (DMWD)، وذلك بهدف تعزيز التعاون الثنائي في مجال الموارد المائية.

وتروم هذه اللقاءات، التي شاركت فيها وزيرة التجارة الخارجية والتعاون الإنمائي بهولندا ليشا شخاينماخر ووزير التجهيز والماء نزار بركة، ونظمتها سفارة هولندا بالمغرب بالتعاون مع الجمعية المغربية للماء الشروب والتطهير السائل (AMEPA)، أيضا تسهيل تبادل المعارف، بالإضافة إلى تطوير الفرص التجارية بين الفاعلين في هذا القطاع.

وفي هذا الصدد أكد  بركة في كلمة بالمناسبة، أن هذه اللقاءات تكتسي أهمية بالغة، خاصة أنها تندرج في إطار تفعيل مذكرة التفاهم الموقعة بين المغرب وهولندا على هامش مؤتمر الأمم المتحدة للمياه المنعقد في مارس 2023، لافتا إلى أن هذه المذكرة تهدف إلى تعزيز التعاون في مجال الموارد المائية بين البلدين.

وفي ذات السياق، أوضح الوزير أن تنظيم "Dutch Moroccan Water Days"، هو فرصة لإبراز أدوار الابتكارات والتكنولوجيات المتقدمة في قطاع الماء، وذلك من أجل توفير حلول مستدامة لمواجهة التحديات المرتبطة بتنمية قطاع الماء في المغرب.

من جهة أخرى، أبرز  بركة، أن المغرب نجح في بناء نموذج ناجع لتدبير الموارد المائية من أجل التأقلم مع آثار التغيرات المناخية، وذلك بفضل الرؤية المتبصرة لجلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، والتي عززتها الرؤية الاستباقية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

من جهتها، أكدت الوزيرة الهولندية أن بلدها والمغرب يواجهان تحديات كبرى في مجال الموارد المائبة، مشيرة إلى أن هناك فرصا عديدة للتعاون بين البلدين.

وقالت  شخاينماخر، التي تقوم بزيارة للمملكة في الفترة ما بين 9 و 13 أكتوبر الجاري رفقة 37 مقاولة ومنظمة هولندية متخصصة في مجال المياه والزراعة والبستنة، " يمكننا تبادل خبراتنا والعمل معا لتعزيز الحكامة والتدبير المستدام للموارد المائية".

وأضافت الوزيرة الهولندية " أن المغرب يتمتع بخبرة طويلة في تدبير ندرة المياه، وقد طور خبرات في هذا الميدان، وبالتالي هناك شراكة طبيعية يجب تعزيزها بين بلدينا، ولهذا السبب تم التوقيع على مذكرة تفاهم بين الجانبين في شهر مارس الماضي".

من جانبها، أكدت الكاتبة العامة للجمعية أسماء القاسمي، أن هذه اللقاءات المغربية - الهولندية تهدف كذلك إلى جمع الشركات النشيطة في قطاع الماء بالبلدين من أجل مضاعفة التعاون، سواء من حيث الاستثمار أو الابتكار التكنولوجي.

وقالت  القاسمي: إن " هولندا تتمتع بخبرة عالمية في مجال تدبير المياه، ومع ذلك، فإن التعاون بين المقاولات المغربية والهولندية ما يزال محدودا في هذا المجال"، ولذلك يتعين ربط شراكات في هذا المجال من أجل مناقشة الفرص المتاحة في مجال التزود بمياه الشرب وتحسين الأداء ومعالجة المياه المستعملة وإعادة استخدام المياه في مجال الزراعة الذكية.

تجدر الإشارة إلى أن هذه اللقاءات عرفت تنظيم ورشات ركزت على التدبير المستدام والفعال للمياه، وإعادة استخدام المياه، والاستغلال الأمثل للموارد المائية الجوفية سواء في مجال الشرب أو في الزراعة. وبمناسبة انعقاد هذه اللقاءات، تم التوقيع على عقد بين مركب البستنة بأكادير (IAV) والشركة الهولندية Horti XS، يتعلق بالزراعة المستدامة.