انطلقت اليوم الأربعاء بالدار البيضاء فعاليات النسخة الرابعة لمنتدى" المستقبل في أفريقيا " Future In Africa، المنظمة تحت شعار "Digital 4 Water : الرقمنة من أجل تدبير أفضل للمياه ".

ويهدف هذا الحدث القاري، الذي ينظم على مدى يومين بشكل مشترك من قبل جهة الدار البيضاء - سطات وMaroc Numeric Cluster، إلى مواجهة تحديات المناطق المستدامة في المغرب وإفريقيا.

وبالمناسبة جرى تسلط الضوء على مختلف الفرص التي يتيحها القطاع الرقمي لمواجهة الندرة المتسارعة للمياه في المغرب وإفريقيا، حيث تحتل المملكة المركز 27 من بين 164 بلدا في التصنيف العالمي للإجهاد المائي.

وبهذه المناسبة، أبرز رئيس مجلس الجهة عبد اللطيف معزوز أن هذا اللقاء يروم الربط بين ما يمكن أن يحققه المجال الرقمي في ما يخص اقتصاد المياه والمشاريع المائية الكبرى.

وأضاف أن إشكالية المياه المطروحة على المستوى العالمي والمغرب ليست استثناء، خاصة بالنسبة لجهة الدار البيضاء - سطات، مشيرا إلى أن الاقتصاد في مجال استهلاك المياه يشكل مكسبا كبيرا.

وحسب  معزوز فإن " 98 في المائة من المياه العادمة بالجهة لاتتم معالجتها، تنضاف لها 25 في المائة من تسربات المياه المفقودة خارج مدينة الدار البيضاء"، مؤكدا أنه يمكن تفادي كل ذلك عبر التكنولوجيا الرقمية.

وفي سياق متصل، أبرز أن أهمية هذا اللقاء تكمن في دفع التفكير في هذا الاتجاه من أجل تحسين عائد الاستثمار في المياه وكيفية الحفاظ على هذا المورد الذي أصبح نادرا بشكل متزايد، وخلق فرص الشغل للشباب في هذا الميدان.

من جانبه، أكد السيد المهدي الكتاني رئيس Maroc Numeric Cluster، أن المغرب كان دائما واعيا بأهمية المياه وندرتها، مؤكدا أن المملكة، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، قامت بالعديد من المبادرات لضمان الولوج إلى المياه بالنسبة لجميع المواطنين.

وأشار إلى أن النسخة الرابعة من المؤتمر تعمل على "تحسين معرفتنا بفضل (داتا)، وتطوير أداء تدبيرنا لإشكالية المياه، ثم تحسيس مواطنينا بأهمية تجنب الهدر والخسائر وتطوير قدرتنا على مواجهة تغيرات المناخية".

وواصل أنه يجب علينا تسليط الضوء وتوعية الجميع (مواطنين ومؤسسات ومنظومات بيئية ومقاولات ...) بأن هذا الموضوع الحيوي المتمثل في الماء، يمكن أن يشهد ثورة في الأداء في المغرب والجهة بفضل التكنولوجيا الرقمية.

وتشهد هذه النسخة الواعدة من ( Future In Africa ) مشاركة العديد من المسؤولين يمثلون وزارات ووكالات حكومية من المغرب وعدة بلدان إفريقية مثل السنغال وتونس ومصر، فضلا عن خبراء وباحثين وطنيين ودوليين بارزين في مجالات المياه وتكنولوجيات المعلومات الجديدة.

ويهدف منتدى Future in Africa إلى أن يكون منصة تجمع بين الفاعلين العموميين والخواص في مجال المياه والرقمنة.

ويشجع هذا الحدث على تبادل الممارسات الفضلى ومقارنة أفضل الاتجاهات التي تتطور بوتيرة الاستخدامات التكنولوجية الحالية في تدبير المياه وتوزيعها واستخدامها.

يتضمن برنامج هذا الحدث عقد حلقات نقاش وورشات حول عدد من المواضيع منها، "هل يمكن للرقمنة أن تغير مسار المياه"، و"الابتكار الرقمي والمياه، مصدر لا ينضب للتنمية"، و"الابتكار الرقمي في خدمة المياه"، و"الابتكار الرقمي للمياه في خدمة المواطن"، و"الابتكار الرقمي للمياه في خدمة المجال الفلاحي".