«جذور» .. معرض تشكيلي بالدار البيضاء للفنانة نادية الشلاوي |
الدار البيضاء تحتضن أشغال المؤتمر الدولي السابع لتكنولوجيا المعلومات والنمذجة |
الرجاء يتعثر أمام الجيش في أولى جولات دور مجموعات عصبة الأبطال |
مصـ.رع 30 شخصا وإصابة 2663 آخرين في حوادث سير مختلفة خلال أسبوع فقط |
مهنيون يشرحون لـ«كازا24» أسباب تنامي انقلاب الشاحنات في الدار البيضاء والمحمدية |
منصة الشباب بعمالة مولاي رشيد.. مبعث أمل للباحثين عن الفرص في مجال الأعمال | ||
| ||
خالد التوباتة / ومع / في إطار جهود تخطي صعوبات الولوج إلى سوق الشغل، يلجأ العديد من الأشخاص إلى مختلف مراكز المبادرة الوطنية للتنمية البشرية (INDH)، المخصصة للإرتقاء بمجال ريادة الأعمال وقابلية التوظيف. فإذا كانت الظرفية الاقتصادية الأخيرة قد أثرت سلبا على العديد من قطاعات التنمية، فإنها كانت مع ذلك بمثابة فرصة مثالية للشباب بغية التفكير في كيفية رسم الخطوات الأولى لمستقبلهم ومنح أنفسهم الوسائل اللازمة لجعل أحلامهم حقيقة على أرض الواقع. ففي الدار البيضاء، تعد منصة الشباب " الرشاد" بعمالة مقاطعات مولاي رشيد ( الدار البيضاء) أحد المراكز الأكثر شعبية بالنسبة للشباب الحاملين لأفكار ومشاريع، حيث استقبلت هذه المنصة منذ عام 2020 ما لا يقل عن 3000 شخص. وفي تفاصيل الخدمات التي تقدمها هذه المنصة، فإنها توفر المواكبة والتوجيه والتكوين بشأن بلورة المشاريع وإدارة الأعمال، حيث يمكن للمستفيدين من هذه الخدمات في نهاية التكوين الحصول على تمويلات تصل إلى 90% من التكلفة الإجمالية للمشروع ( 100.000 درهم كحد أقصى). وتكتسي عملية التمويل أهمية بالغة، لكنها ليست أكثر قيمة بالنسبة لهؤلاء الشباب من الجانب المتعلق بالاستشارة وتنمية المهارات الشخصية والمهنية، والذي يوفره هذا النوع من المراكز، التي تشتغل في إطار البرنامج الثالث من المرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية: " تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب". وهكذا، تقدم منصة مولاي رشيد للشباب أكثر من 30 ساعة من التكوين من أجل الإعداد لإنجاز المشاريع، علاوة على 24 شهرا من المواكبة بعد انطلاق المشروع. أما بالنسبة للباحثين عن فرصة عمل، فإن المنصة توفر 60 ساعة من التكوين بالنسبة للذين لا شهادة لهم، و30 ساعة تكوين للذين توجد بحوزتهم شهادة، و6 أشهر من المواكبة بعد عملية الإدماج. تيديد ياسر، أحد الشباب المستفيدين من التكوين، والذي يحلم ببدء مشروعه الخاص في مجال الطباعة على الملابس، يقول في تصريح وكالة المغرب العربي للأنباء، إن "هذه الدورات التكوينية تتيح لنا التقدم بخطوات ثابتة من أجل تحقيق مشاريعنا وضمان جدواها واستدامتها"، ولتحقيق حلمه وإخراجه إلى أرض الواقع، سيتعين على ياسر أولا إكمال برنامج تكويني يسمح له بإتقان إدارة المشاريع وتدبير عمليات التوريد وتسويق المنتجات. ومن بين الشباب الذين مروا بهذا المركز، وشق العديد منهم طريقهم وحصلوا على حصة صغيرة من السوق، هناك حكيمة مفهوم، التي تدير، بفضل دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ورشة للتطريز بالاعتماد على الحاسوب. وأبرزت حكيمة في هذا الصدد " لم يكن بإمكاني إنجاز مشروعي دون دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، لأن آلات التطريز باهظة الثمن.. وعلى الرغم من أن لدي تجربة طويلة في هذا المجال، إلا أن العديد من أسرار المهنة والإدارة، من بينها استخدام التكنولوجيا، لم تكن مألوفة بالنسبة لي". فبالنسبة لحكيمة، كانت مصادقة اللجنة التقنية للمركز واللجنة الإقليمية على مشروعها بمثابة تذكرة الخروج من الوضع الصعب الذي سببه الوباء. وقالت في هذا الإطار " لقد سمح لي برنامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالتواجد حقا في السوق بل ومنحني دفعة جديدة في كل ما يتعلق بالحياة بعد الجائحة التي دمرت النشاط الاقتصادي"، مشيدة في الوقت ذاته بجودة الاستقبال والتكوين الذي توفره منصة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وتابعت أن تجربتها داخل المنصة أتاحت لها أيضا بناء شبكة من الاتصالات مع الشباب المقاولين الذين استفادوا من خدمات هذا المركز، والذين يساعدون بعضهم البعض دوما بشأن ممارسة أنشطتهم. أما بشأن سر نجاح هذا النشاط المتعلق بعملية المواكبة، فقد عزاه حسن رزق، رئيس جمعية ( نجم ) ومدير منصة شباب عمالة مقاطعات مولاي رشيد، إلى "جودة التكوين، وتكييفه تماما مع احتياجات كل مستفيد". وأوضح في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، "أن هؤلاء الشباب يستفيدون داخل المنصة من الاستماع والتوجيه الذي توفره أطر المنصة، الذين يكرسون عملهم بشكل خاص من أجل النهوض بريادة الأعمال وخلق فرص الشغل. وأكد رزق أن هذا البرنامج التكويني حقق نجاحا كبيرا، حيث إنه ساعد العديد من الشباب على تجاوز أوضاع صعبة ناجمة أحيانا عن حالات الهدر المدرسي، وأحيانا بسبب فترات البطالة الطويلة أو العمل في القطاع غير المنظم. وبشكل عام، فإن الاستقبال الجيد والمساعدة على إيداع ملفات التسجيل والاستماع وتحديد الاحتياجات وتحليلها، والتكوين والمواكبة، وكذا الإدماج الاقتصادي للمستفيد، ثم التتبع والتقييم، هي الكلمات المفاتيح التي يرددها بشكل متكرر كل من المسؤولين والمستفيدين من هذا البرنامج التكويني . بيت القصيد في هذه العملية برمتها، هو أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تواصل بعث الأمل لدى العديد من الشباب الذين يبحثون بشكل نشيط عن فرص في مجال الأعمال، بل ويتوقون إلى خلق الثروة لأنفسهم وللاقتصاد الوطني. | ||