افتتحت أمس الثلاثاء بالدار البيضاء النسخة ال 8 للمعرض الدولي لتكنولوجيا الماء والتطهير(SITeau)، التي تلتئم من 2 إلى 4 يوليوز الجاري.

وتعد هذه النسخة، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، من قبل مقاولة (فيلد أتيتود) والائتلاف المغربي للماء وشركائهما، فرصة جديدة للتبادل واللقاء وإقامة الشراكات بهدف مواجهة التحديات المتكررة والجديدة المتعلقة بالمياه والصرف الصحي والطاقة.

وبالمناسبة جرى تنظيم ندوة دولية حول موضوع "من الإجهاد إلى الأمن المائي: أي حلول لمواجهة تعقيدات المياه؟ "، و التي شكلت فرصة لتناول مكانة المياه في تعقيداتها في ضوء تغيرات المناخ والندرة، مع التأكيد في الوقت ذاته على ضرورة الالتقائية بشأن السياسات القطاعية من أجل حلول مبتكرة.

وفي تصريح للصحافة بهذه المناسبة، أكدت رئيسة الائتلاف المغربي للماء حورية التازي صادق أن القيمة المضافة لهذا المعرض والأنشطة الموازية له، تتجلى في مواكبة الظرفية الحالية والتي تفرض تحديات كبرى وعلى رأسها التغيرات المناخية.

وبعد أن أكدت  التازي صادق على الأهمية الاستراتيجية للمشاريع الكبرى التي اعتمدتها بلادنا بشكل استباقي من أجل مواجهة ندرة المياه، قالت إن أهمية هذا الملتقى تكمن أيضا في توفير فضاء للتفكير والنقاش من أجل مساءلة المقاربات والآليات المعتمدة لمواجهة تحديات الأمن المائي.

من جهته أبرز الأمين العام لمنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الإفريقية (UCLG Africa) جان بيير ايلونغ امباسي، الأهمية الكبيرة التي يكتسيها هذا الحدث، وذلك بالنظر للتحديات المتعددة المطروحة، والتي " تتطلب الاستعداد لفترات صعبة، واعتماد سلوك أكثر تقييدا بشأن استهلاك المياه، علاوة على تدبير أكثر ذكاء للموارد المائية.

وفي معرض تطرقه للمغرب، على سبيل المثال، أكد السيد مباسي أن المملكة تمكنت من بلورة، على المدى الطويل، سياسات "ناجعة جدا" بشأن تدبير المياه وحكامة الموارد المائية.

وتابع أنه على شاكلة عملية مزيج الطاقة التي نجح فيها المغرب، عمل أيضا على تطوير "مزيج مائي" من خلال العديد من المبادرات المبتكرة، من ذلك على وجه الخصوص الطرق السيارة للمياه وتحلية ماء البحر.

وفي سياق متصل، فإن" إشكالية المياه تطرح بشكل حاد، في الوقت الراهن، وذلك بسبب ارتفاع الطلب على هذه المادة الحيوية، ولكن أيضا بسبب تسارع ظاهرة تغير المناخ، ومن هنا جاء الاهتمام المتعلق بضرورة تدبير أكثر عقلانية للموارد المائية "، كما جاء على لسان غيوم سينتيني رئيس مركز الخبرة (Plan Bleu) التابع لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP).

وأشار السيد سينتيني، إلى أن هذه الندوة الدولية تساهم في التعريف بمختلف الإجراءات التي اتخذتها المملكة في مجال تدبير المياه، لافتا إلى أن المغرب متقدم على عدد من الدول، خاصة في مجالي إعادة استخدام المياه العادمة وتحلية الماء.

تجدر الإشارة إلى أن البرنامج العلمي لهذه التظاهرة يتضمن بالإضافة إلى هذه الندوة الدولية، منصة للتبادل "The intergenerational 4 Water"، إضافة إلى تكوينات بخصوص الجوانب القانونية والمؤسسية للمياه والوساطة، ثم ورشة عمل حول موضوع "التكنولوجيات الخاصة بمجال تحلية المياه”.

ويشمل البرنامج أيضا تنظيم معرض لمهن المياه والتطهير والطاقة.