في سياق النمو الحضري المتسارع، قامت مجلة جون أفريك بتقييم جاذبية المدن الكبرى في أفريقيا وصنفت مدينتين مغربيتين (الدار البيضاء والرباط)، ومدينتين من جنوب أفريقيا (كيب تاون وجوهانسبرغ)، ومدينتين من مصر (الإسكندرية والقاهرة) في المراكز العشرة الأولى.

في تصنيفها الجديد لأكثر 30 مدينة إفريقية جاذبية، والذي نشر مؤخرا، وضعت مجلة جون أفريك الشهرية كيب تاون وكيغالي والدار البيضاء والرباط وأبيدجان في المراكز العشرة الأولى. وهو تصنيف يعكس المزايا والتحديات التي تواجهها هذه المدن الكبرى في سعيها لتحقيق التنمية المستدامة والجاذبية الاقتصادية.

وفي مقدمة التصنيف، تثير كيب تاون (المؤشر الإجمالي 7.7) الجاذبية بفضل «حكامة متطورة» وفقا لهذه المجلة الشهرية. بدون نقطة ضعف ملحوظة، تتمتع مدينة جنوب إفريقيا بجودة الحياة (نقطة 7.7)، والبنية التحتية والسكن (نقطة 7.3)، ونقطة جيدة في ما يتعلق بالتشغيل والأعمال (6.9). وهذا فضلا عن خدماتها الأساسية (نقطة 8.1) وجاذبيتها للاستثمار الأجنبي المباشر (نقطة 8.2).

وتأتي في المركز الثاني مدينة كيغالي بمؤشر إجمالي قدره 7.6، إذ تتميز بجودة الحياة (8.4) والنظافة الأسطورية لشوارعها. «أنظف مدينة في العالم» بحسب الأمم المتحدة.

ويعود مؤشرها الإجمالي البالغ 7.6 إلى النقط الجيدة التي حصدتها في البنية التحتية (7.8)، والخدمات الأساسية (8.2)، والتشغيل (7.5)، وهو ما يعوض انخفاض جاذبية الاستثمار الأجنبي المباشر (نقطة 6.9).

وتتقاسم الدار البيضاء (الرابعة بمؤشر إجمالي 7.5) والرباط (الخامسة بمؤشر إجمالي 7.5) المرتبة نفسها في إطار «تنافس بين الأشقاء». تتفوق العاصمة الإدارية في ما يخص الأمن والمساحات الخضراء، ولكن الدار البيضاء تهيمن اقتصاديا بأربعة أضعاف في ما يخص مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر منذ عام 2019.

وكتبت المجلة: «تستفيد الدار البيضاء من ديناميتها الاقتصادية الاستثنائية، حيث تحصل على أعلى النقط في ما يتعلق بعروض العمل». ويعتمد مؤشرها البالغ 7.5 على النقط الجيدة في الخدمات الأساسية (8) والاستثمار الأجنبي المباشر (8.2). في حين تتميز الرباط بجودة الحياة (8.6 نقطة)، وبنيتها التحتية (7.9) وخدماتها الأساسية (8.6)، لكنها لا تزال متأخرة في ما يتعلق بالتشغيل (6.8) والاستثمار الأجنبي المباشر (6.5).

في المركز التاسع، تأتي أبيدجان، بمؤشر إجمالي قدره 7.1، إذ تثير الإعجاب بديناميتها الاقتصادية على الرغم من ضعف البنية التحتية. تعاني العاصمة الإيفوارية، التي حصلت على تصنيف جيد في ما يتعلق بإنشاء المقاولات (نقطة 7.2)، من نقص صارخ في السكن اللائق.

تصنيف جون أفريك مهم للغاية خاصة في غياب المعطيات الموثوقة والحديثة عن مدن القارة. وهو ناتج عن دراسة ميدانية واسعة النطاق شملت 1918 قارئا، بالإضافة إلى معطيات عن الاستثمارات الأجنبية المباشرة، والتي تمثل 30% من النقطة النهائية.