يشكل المهرجان الوطني للوتار«ايقاعات المغرب» الذي تنظمه جمعية المغرب العميق لحماية التراث كل سنة بمدينة سطات بدعم من وزارة الثقافة والمجلس الجهوي للدار البيضاء - سطات و بشراكة مع المجلس الإقليمي لسطات، حدثا ثقافيا وفنيا بامتياز خصوصا بعد النجاح الذي عرفته الدورات الستة السابقة من حيث المشاركة والإبداع والحضور الجماهيري، إذ استطاعت هذه التظاهرة الثقافية أن تجمع وتكرم أشياخ آلة لوتار وتخلق مناخا ملائما ومناسبا لحوار الثقافات المغربية المتنوعة وتعرف بالموروث الثقافي اللامادي بهدف المحافظة عليه وتثمينه، ومن تم إعطاء الإشعاع لهذا الفن ولهذه الآلة التي أصابها الإهمال بفعل التطورات الاجتماعية التي تأثرت كثيرا بانعكاسات العولمة على ظروف ووسائل الإنتاج الثقافي بشكل عام. واعتبارا لما سبق فان جمعية المغرب العميق لحماية التراث التي انصب اهتمامها منذ نشاتها على رد الاعتبار للتراث الثقافي اللامادي من خلال تنظيم مهرجانا سنويا لالة لوتار وفنها و الذي أبانت الدورات السابقة لهذا المهرجان على تأصل هذه الآلة في الموروث الثقافي و الفني المغربي الذي جعل منها أرضية تأسست عليها فكرة تنظيم هذا العرس السنوي للاحتفاء بآلة لوتار و روادها الذين ساهموا على مدى عقود في تطويرها كما حرصوا على المحافظة على تراثنا المغربي المتميز بتنوع أشكاله.وذلك لكون هذه الآلة المغربية الاصيلة رافقت أجيالا من أشياخ ورواد الأغنية الشعبية بمختلف أشكالها وأنواعها واللذين تم تكريم بعضهم في الدورات السابقة تقديرا لعطاءاتهم :"كالشيخ احمد ولد قدور، المرحوم محمد رويشة،و الثنائي قشبال وزروال،و الشيخ محمد عويسة والنظام أوهاشم بوعزمة والشيخ العربي الكزار ومولود أوحموش ،و الداهمو،والعربي الغازي الملقب بباعروب والفنانة شريفة رفيقة درب المرحوم محمد رويشة والفنان الكبير محمد مغني والشيخين ابن غانم مصطفى ولد البصير والمير المعزوزي هذا بالاضاقة إلى الباحث قي التراث اديس الكايسي والصانع التقليدي والمختص في صناعة لوتار احمد بوجمل".
وسيستمر المهرجان خلال هذه الدورة في تكريم احد اشياخ هذه الالة مبدع قصيدة "العلوة ",الشيخ احمد ولد قدور, والدورات القادمة ايضا في رد الاعتبار لأشياخ وصناع تقليديين كابدوا من أجل بقاء هذه الالة و هذا الفن مستمرين في إشعاعهما. و عن دوافع تنظيم مهرجانا لالة لوتار الذي يطفئ شمعته السابعة هذه السنة ,يقول عبدالله الشخص, رئيس جمعية المغرب العميق لحماية التراث ومدير المهرجان: "انه نظرا لمحورية آلة لوتار في الفرجة الموسيقية الرعوية المغربية لانها الآلة التي واكبت التشكل الموسيقي إن بدورها الانجازي أو التأسيسي كآلة عريقة و أصيلة ضاربة بجذورها في الكينونة الموسيقية الرعوية سواء تعلق الأمر بهويتها الأنسترمونتالية في سياق العرض الموسيقي أو بأصالتها كإنتاج مغربي أصيل صنعا و ابتكارا هذا مكون له عمقه الأنطولوجي الطقوسي كما يبقى لأسلوب العزف خصوصية متفردة تميز بها فنانون عبر العصور و الأجيال أسهمت في إغناء المنجز الموسيقي عبر آلة لوتار. لهذا فان هذه الآلة أصبحت تفرض نفسها على كل من يهتم بالتراث الموسيقي الوطني و يجعل منها أهمية ثقافية لتتبوأ مكانتها الحقيقية و حقها الطبيعي في الاهتمام و الاحتفاء بها و بروادها سيما و أنها لم نستوف حقها من الاهتمام كمثيلتها من الآلات الموسيقية و الأنماط الموسيقية الأخرى التي نالت حظا وافرا من الاهتمام و الاحتفاء بها." في هذا السياق- يضيف رئيس الجمعية- "تبلورت عندنا فكرة تنظيم مهرجانا تراثيا و ثقافيا يتمحور حول موضوع آلة لوتار نبتغي به و من خلاله بعث هذا التراث الموسيقي و الاحتفاء برواده و مبدعيه ماضيا و حاضرا و توفير ظروف التكوين و المنافسة بين الممارسين من محترفين و هواة من الشباب بالإضافة إلى جعل هذا المهرجان صلة وصل و ملتقى فعاليات فنية و ثقافية و أكاديمية من كل المشارب جهويا وطنيا وحتى دوليا تلتقي على بعث هذا التراث الفني الوطني و جعله قابلا للتطوير و البحث الثقافي و الانتشار الإعلامي وطنيا و دوليا و كذا جعل هذا المهرجان مناسبة سانحة لإحقاق حق الفنانين الممارسين في التكريم و الاحتفاء بهم و رد الاعتبار لهم كذاكرة فنية تجشمت وجع المحافظة و المكابدة العاشقة لهذا التراث الوطني بعصامية محرومين من أي دعم أو اهتمام يسند مسيرة ممارستهم إلا من عشق لهذه الآلة و إصرار على تطوير إبداع فني وطني حيث ساهموا في تأثيث ذاكرة فنية وطنية". من هنا يؤكد عبدالله الشخص "انه قد آن الأوان لتتضافر الجهود مع مجموعة من الشركاء الذين نوجه لهم الشكر على دعمهم المتواصل وعلى راسهم القطاعات الوصية على الثقافة من وزارة ومنتخبين محليين وجهويين ومؤسسات ذات الصلة من أجل إنصاف هذا التراث الوازن و العمل على بعثه في وجدان الأجيال. عبر الاحتفاء به بتصورات مغايرة تتجاوز الاحتفالية التقليدية التي لا نلغي أهميتها إلى تطوير آليات العرض و تنويع أساليب العروض.فرغم ان الجمعية استطاعت بامكانياتها الذاتية المتواضعة في تمويل و تقديم اول عرض لسيمفونية لوتار من العيطة الحصباوية في فعاليات الدورة الأولى و عرض سيمفونية لوتار من الأطلس المتوسط و سيمفونية لوتار من تقديم شباب واعد في المجال خلال الدورة الثانية. و انصب اهتمامها ايضا على تفعيل و تطوير الندوة العلمية التي أصرت الجمعية على استمراريتها المحورية في فعاليات دورات المهرجان لإيماننا بأهمية المواكبة الأكاديمية لأي حدث ثقافي بالدراسة و المقاربة و توثيق أعمالها في أفق خلق تراكم علمي و أكاديمي وازن يؤسس لتقليد فكري يضمن توثيق كل ما ينجز حول هذا التراث الفني من مقاربات و دراسات عبر إشراك باحثين ومهتمين في المواضيع ذات الصلة بالمنجز الفني لآلة - لوتار- و ذلك من أجل توسيع قاعدة التلقي و التواصل و اغناء دائرة الاهتمام بهذا التراث المتميز من ذاكرتنا الفنية و الثقافية الوطنية المغربية الا انها اي جمعية المغرب العميق لحماية التراث لا تستطيع لوحدها رغم ما تبدله من جهود و من طاقة في تطوير عملها دون انخراط المزيد من الشركاء و الداعمين على أكثر من مستوى من أجل إيفاء هذا التراث الوطني حقه في الاحتفاء. و التثمين و التكريـم و المحافظـة عليه و نشره و التعريف به على أوسع نطـاق." برنامج الدورة السابعة للمهرجان في إطار فعاليات الدورة السابعة للمهرجان الوطني للوتار: » إيقاعات ألمغرب « وبمناسبة اليوم الوطني للسجين تنظم جمعية المغرب العميق لحماية التراث بشراكة مع المديرية الاقليمية للثقافة وبتنسيق مع مراكز الاصلاح والتهذيب باقاليم سطات وبرشيد وابن سليمان ايام 6 -8و14 دجنبر2017 سهرات فنية لفائدة نزيلات ونزلاء اصلاحيات برشيد وابن احمد وابن سليمان وسطات و ذلك إيمانا من الجمعية بأهمية هذه البادرة التي تهدف إلى إشراك هذه الشريحة من المجتمع في مختلف الأنشطة المسطرة في إطار هذا المهرجان ، وذلك لاتاحة الفرصة لنزيلات و نزلاء هذه الإصلاحيات التواصل مع العالـــم الخارجي و التخفيف من عزلتهم وإدخال الفرحة إلى قلوبهم وتيسير إعادة إدماجهم داخل المجتمع.وستشتمل فقرات هذه السهرات الفنية التي تهدف إلى تحسيس السجناء بغنى التراث الموسيقي التي تزخر به بلادنا على مجموعة من الأغاني الشعبية التراثية المغربية التي تعتمد على آلة لوتار والتي ستساهم في أخراج النزلاء من الرتابة التي يعيشونها داخل الإصلاحية وتضفي أجواء من البهجة على فضاءات هذه المؤسسات الإصلاحية. كما سيتم يوم الخميس 21 دجنبر2017 انطلاق سهرات المهرجان بحفل تكريم الشيخ احمد ولد قدور مبدع قصيدة العلوة على ان تستمر السهرات يومي 22و23 دجنبر بالمركز الثقافي لمدينة سطات من احياء مجموعات لفن لوتار تمثل جميع الايقاعات عبر جهات المملكة للطرب الحساني والكناوي والسوسي والاطلسي والحصباوي والشاوي. وستعرف هذه الدورة ايضا تنظيم الندوة العلمية يوم 22 دجنبر 2017 بقاعة الندوات بالمركز الثقافي حول موضوع " استراتيجيات القطاعات الوصية على الثقافة لحماية التراث أللامادي ينشطها مجموعة من الفعاليات الثقافية والفنية من ذوي الاختصاص بمشاركة وزارة الثقافة ومنتخبين محليين وجهويين وممثلين عن المجتمع المدني.
|