الأحد 24 نونبر 2024
راصد إنتخابي
آخر الأخبار
مغاربة العالم - الجهة 13
تابعونا على الفايسبوك

تقديم كتاب «المدينة القديمة بالدار البيضاء..ذاكرة وتراث»

كازا 24 الجمعة 15 دجنبر 2017

قدم مساء أمس الخميس بالدار البيضاء  كتاب«المدينة القديمة بالدار البيضاء.. ذاكرة وتراث» لمؤلفه حسن لعروس، الذي يعرض جزء من ذاكرة هذا الفضاء التاريخية والاجتماعية والثقافية،مع رصد العلاقات التي كانت تجمع بين ساكنته من جاليات مختلفة الانتماء الديني والجغرافي.

ويتضمن الكتاب، الذي صدر عن منشورات مؤسسة مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء بتعاون مع جمعية الدار البيضاء كاريير سنطرال في 307 صفحة من القطع المتوسط، مقطوعات تستعرض جوانب من العادات الاجتماعية لساكنة المدينة القديمة، وتوثيقا لمجموعة من الفضاءات الثقافية والترفيهية، ودورها في خلق حركة ثقافية متميزة أسهمت في بروز أسماء طبعت المشهد الفني والثقافي الوطني خلال مرحلتي الحماية وما بعد الاستقلال، مع سرد لمحطات وأحداث بارزة في تاريخ المغرب الحديث منذ عهد السلطان مولاي الحسن الأول إلى عهد جلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه.

وأوضح المؤلف، في كلمة له خلال حفل التوقيع الذي احتضنه فضاء المكتبة الوسائطية بمسجد الحسن الثاني، أن هذا الكتاب توخى تقديم صورة حقيقية عن أنشطة متنوعة كانت تمارسها ساكنة المدينة القديمة باختلاف أطيافها، مع مسح لبعض المرافق والمؤسسات، معززة بصور من أرشيف المدينة القديمة.

وأضاف أن مؤلفه حاول تقريب القراء من التركيبة الاجتماعية التي شكلت النسيج السكاني للمدينة القديمة، وطبيعة العلاقات التي جمعت بين مكوناتها، مع بسط طرق عيشهم، وعاداتهم وطقوسهم الاحتفالية، خاصة خلال النصف الأول من القرن العشرين.

وبعد تأكيده على أهمية المدينة القديمة، والدور الذي اضطلع به أبناؤها في مقاومة المستعمر الفرنسي، شدد الكاتب على أن أجيال الحاضر والمستقبل تتحمل مسؤولية استلهام التاريخ المشرق للمدينة العتيقة، وتثمين موروثها الإنساني والحضاري، حتى تسترجع المكانة التي تستحقها وتليق بها.

ومن جانبه، أبرز محافظ مؤسسة مسجد الحسن الثاني بوشعيب فقار، في كلمة تليت نيابة عنه، أن الإصدار يعرض لواجهتين، تتمثل الأولى في تقديم تحليل للسلوك الاجتماعي والوقوف على خصوصية العلاقة بين مكوناته، فيما تتيح الثانية للقارئ معرفة العديد من العادات والتقاليد من جهة، والأحداث الوطنية والمواقف الإنسانية للساكنة من جهة ثانية.

واعتبر أن الكتاب، الذي يحمل بين دفتيه قبسا روحيا يفيد القارئ في معرفة ما جهله من تاريخ هذا المكان، من شأنه أن يعيد الثقة لشباب المدينة العتيقة، حيث سيجدون فيه سندا قويا يحفزهم على حب الانتماء للموطن، وعشق الانتماء للوطن.

فيما أشار رئيس جمعية الدار البيضاء كاريير سنطرال إلى أن الكتاب يسافر بالقارئ عبر الزمان ليستعيد به كل الألق والبهاء الذي عاصرته المدينة القديمة داخل الأسوار وخارجها، موثقة وصورة ناطقة وشهادات حية.

وأضاف أن هذه المدينة تتطلع اليوم إلى تموضع جديد داخل المنظومة الحضرية، وإلى أن تستعيد أصالتها بصورة حديثة كنموذج حضاري ذي وجه جديد تماما يحمل وجه مدن المعرفة المميز.