الاثنين 25 نونبر 2024
راصد إنتخابي
آخر الأخبار
مغاربة العالم - الجهة 13
تابعونا على الفايسبوك

الأديبة هند تقدم روايتها« إيلما.. أفيوني» بڤيلا الفنون بالبيضاء

كازا 24 الثلاثاء 30 يناير 2018

حسن نور/مراسلة خاصة 

في إطار تقاليد الاحتفاء بالمنشورات الأدبية بمبادرة من طرف مؤسسة أونا يحتضن فضاء دار الفنون بالدار البيضاء يوم الأربعاء 31 يناير الجاري ابتداء من الساعة السادسة مساء لقاء مفتوحا مع الأديبة و الباحثة هند لبدك حول روايتها الصادرة باللغة الفرنسية «إيلما ، أفيوني».

تنفرد وقائع هذا اللقاء المفتوح بمشاركة هذه الصفوة الفكرية والنقدية : الأستاذ الباحث محمد السعيدي، الدكتور عبد الكريم برشيد، الدكتور نور الدين الدنياجي و الدكتور ندير عبد اللطيف.

يشكل هذا اللقاء مناسبة سانحة لتسليط الضوء على المقومات الأسلوبية لأعمال الأديبة هند لبدك التي تنهض كمغامرة نصية في إطار مشروع تحديثي يسبر أغوار الوجود الإنساني في مستوياته المعقدة بكل أبعادها الروحية، وعوالمها الباطنية.

في التقديم الذي خص به الرواية، يقول محمد السعيدي، الأستاذ الباحث، الشاعر والقاص: «تعتبر الدكتورة لبدكَ من بين المؤلفين المتمكنين إلى حد بعيد من الكتابة باللغتين العربية والفرنسية، في النصوص السردية كما في الكتابات القصصية. يعكس أسلوبها قيمة أدبية رفيعة كما تِؤكد ذلك إصداراتها السابقة:«نحيب الملائكة»«برزخ الأرواح العاشقة»،«مدامع الورد»، «محراب النور».

كما أن كتاباتها تساير ما ذهب إليه الشاعر الكبير أرتر رامبو: « بإمكان أي شخص أن يصير شاعرا»، لذلك فإن أبطال أعمال هند لبدكَ يتكلمون لغة شاعرية، ما نقف عليه بكل يسر في في إصدارها الجديد المعنون: «إيلما ، أفيوني» الذي أعرضه على القراء الفرانكفونيين من خلال هذا التقديم. من المؤكد أن «إيلما ، أفيوني» رواية مثيرة، كُتبت وفق بنية تقنية جديدة وهي تجمع بين متعة السرد والشاعرية الفنية،ما يثبته على نحو رائع الأسلوب الرائق للمتألق شارل بودلير في ديوانه الشهير « زهور الألم ».

إننا نقف في «إيلما ، أفيوني» على الميلانخوليا والحزن المتحكمين في الأسلوب الأدبي لبودلير؛ هكذا يفقد شارل، بطل هذا العمل الروائي، عشيقته بين ذراعيه.

تتحول حياته، بعد ذلك، إلى متتالية انغلاق، إلى متتالية ألم، إلى جحيم. تطارده صورة «إيلما» التي تلازمه، وتقذف به في كل ما يراه في كل اللحظات.

صورتها محمولة أمام عينيه فوق الجبال، في البحار، في الحدائق والأزهار. صوتها يمتزج بتغريد العصافير، بجريان الأنهار وهمس الأشجار.

إن فعل الكتابة لدى هذه الأديبة يطرح أسئلة الكائن في وجوديته وجوهر كينونته، انطلاقا من لعبة انطباعية تزاوج بين الواقع والمتخيل.

يساهم مشروعها الأدبي بإشراقاته المؤمثلة في إغناء رصيد مكتبة النصوص النثرية، حيث تقترن الكلمة باللمسة الرومانسية التي تستدعي التفكير النقدي لتأطير معالمها الظاهراتية و خلفيتها الروحية. .

في مقدمة «مدامع الورد» المعنونة بـ«الجوهر الإبداعي» ، أقر الكاتب الموسوعي محمد أديب السلاوي بأن هند لبدك تطرح عدة إشكاليات تفاعلية : من إشكالية النص ذي النفس الصوفي – الشعري بالنظر إلى أطروحاته الروحية، وإشكالية الرؤى والخطاب في النص المفتوح على فضاءات إبداعية، إلى إشكالية اللغة الحلمية المشبعة بالإيقاع الرومانسي دون الخضوع إلى إشكالية التجلي والحلم في الفضاءات الرومانسية.

يضيف محمد أديب السلاوي بان السؤال المحوري ينصب حول الإشكالية القديمة والحديثة في الآن ذاته، المتعلقة بالجوهر الإبداعي للكتابات الأدبية.

حول عالم«محراب النور»، أوضح الباحث والشاعر محمد السعيدي بان الإبداع من منظور هند لبدك تنوع وتعدد بعيدا عن كل المسالك المتعارف عليها، مع اعتماد رؤية رومانسية وحالمة في آن . فقد تمكنت من شعرنة سردها الروائي بحس ودقة بليغين.

في معرض نصه النقدي المعنون بـ«ذخيرة المشتاق»،أكد الباحث المتخصص في الدراسات الصوفية عبد الفتاح الخياري مدى الرباط الوثيق الذي يجمع الأديبة هند لبدك بالطبيعة الروحية والحب الرباني بوصفه جوهر وجودنا وحالتنا الروحية .فهو الذي يشكل قوة الكون وطاقته المتجددة ، كما أنه الشرارة الأولى للخلق والفيض.

راكمت الأديبة هند لبدك عدة تجارب أدبية، ناسجة على منوالها الخاص خيوط انطباعاتها الذاتية والموضوعية إزاء النور الباطني بحس إبداعي أخاذ ومؤثر، محتفية بالمقام المحمدي بكل إشراقاته وفصوص حكمه التي ساهمت في ترسيخ مبادئ الثقافة الروحية.

في تضاعف نصوصها السردية، نستشف مداركها الصوفية وتأملاتها الباطنية ، داعية إيانا إلى تمثل مدارات رمزية ومجازية. فهي تؤثث عوالمها الباطنية ، مضفية عليها أعماق الحياة بحثا عن لغة استثنائية : لغة " السهل الممتنع".

تتضمن رواية« إيلما ، أفيوني» شذرات دالة تشكل الحبكة النصية ومركب حياة هذه الكاتبة الموهوبة.

أما غلاف هذه الرواية المرجعية فتجسده اللوحة التعبيرية « الغابة المائية»  للفنان التشكيلي يوسف لبدكَ، عضو نادي كاليفورنيا للفنانين و الحاصل عل الميدالية الشرفية من أكاديمية فرنسا «فنون،علوم وآداب».

بيان باطني يشيد بالقيم النبيلة للحقيقة الصوفية.

للإشارة فإن هند لبدك ألفت عدة ذخائر نصية ضمن منشورات أمنية للإبداع والتواصل الأدبي والفني : نحيب الملائكة (2011)، برزخ الأرواح العاشقة (2012) ، مدامع الورد (2013)، محراب النور (2015).

تجربتها الأدبية ثمرة مسار أكاديمي متميز ( 2016، دكتوراه الدولة في التواصل والإشهار، كلية الآداب والعلوم الإنسانية ابن امسيك، الدار البيضاء. 2007، ماستر تخصص القانون الخاص، كلية بيير بينيون، فرنسا. 2005، إجازة في القانون الخاص، جامعة الحسن الأول، سطات).