الاثنين 25 نونبر 2024
راصد إنتخابي
آخر الأخبار
مغاربة العالم - الجهة 13
تابعونا على الفايسبوك

«موسم سيتيز» : الدار البيضاء مدينة في طور التحول كما يراها فنانون

كازا 24 الأربعاء 7 فبراير 2018

بروكسيل: أمال التازي/ومع

فنانون ينحدرون من الدار البيضاء أو فقط استهوتهم هذه المدينة العملاقة، وعلى مدى شهر كامل، ببروكسل، في إطار مهرجان (موسم سيتيز) لعرض مواهبهم التي تعكس ما تزخر به هذه المدينة، التي تعيش تحولا مستمرا، من طاقات إبداعية.

هذا المعرض الذي يحتضنه المسرح الفلاماني (كايتيتر)، والذي يجمع ما بين صور الأرشيف، والرسوم، والملصقات، والفن التشكيلي، وتسجيلات صوتية، وصور فوتوغرافية معاصرة، وتسجيلات فيديو، دعوة لاكتشاف هذه المدينة الساحرة التي تعتبر واجهة المغرب الحديث، والتي ما فتئت تلهم المبدعين عبر العالم.

من بين هؤلاء الفنانين أنا رايموندو، المنحدرة من المدينة الإيطالية نابولي، والتي وقعت في حب مدينة الدار البيضاء، والتي انضمت إلى فنانين محليين كفاطمة مزموز، وزينب أندريس عراقي، وياسين العلوي الإسماعيلي، ومصطفى مفتاح، وعائشة البلوي وهشام العسري، " ليس لإنتاج نسخة للمدينة، بل رسم بعض من جوانبها الروحية " كما أكدت على ذلك مندوبة المعرض سلمى لحلو.

وحرصت سلمى لحلو على أن يستهوي العمل الإبداعي لآنا رايموندو " كازابلانكا تيلس " أو " الدار البيضاء تتحدث " الزائر عند دخوله المعرض من خلال تسجيلات تعكس الضوضاء التي تعكس الحركية التي تشهدها المدينة يوميا.

وأوضحت في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن تصميم هذا المعرض قام على خمس نقاط أساسية. " التحول " من أجل سرد تاريخ المدينة التي ولدت فيها والتي اكتشفتها من خلال هذا المعرض. تقول سلمى لحلو إن الأعمال المعروضة في هذا الجزء من المعرض تعكس " قدرة هذه المدينة المتحولة " على استيعاب المغرب بأكمله، خاصة من خلال آليات كالهجرة القروية وهو ما يعكس، في نظرها التنوع الكبير الذي تعرفه هذه المدينة على مختلف المستويات.

وتركز النقطة الثانية، تضيف مندوبة المعرض على ميزة أخرى لمدينة الدار البيضاء، والمتعلقة بتقاليد عريقة للثقافة الشعبية المضادة. " إنها مدينة تقوم على ثقافة شعبية وليس على ثقافة النخب ".

وأوضحت أن المعرض يضع تحت الأضواء رموز هذه الثقافة من خلال موسيقى مجموعة ناس الغيوان وجيل جيلالة وخصوصا مهرجان لبوليفار، وكذا عن طريق الفنون المرئية والمسرح كالطيب الصديقي وأحمد البوعناني.

ويبرز المعرض أيضا البعد " الممتع " للمدينة التي يشتغل سكانها بجد لكنهم تجدهم يبحثون دائما عن الاستمتاع بوقتهم.

خاصية أخرى تمتاز بها مدينة الدار البيضاء تتمثل في ظاهرة النزوح والتي نجدها، حسب المندوبة في الأعمال التي تحدد عملية التنقل التي عرفتها المدينة منذ بداية القرن الماضي إلى يومنا هذا، والتي تعكس الامتداد الجغرافي للمدينة ".

وتمكن اللوحة الضخمة لعائشة البليوي " خريطة الأسطورة " زوار المعرض من اكتشاف امتداد الدار البيضاء، ومختلف المواقع التاريخية التي تحكي ماضي هذه المدينة.

وتتمثل النقطة الخامسة في الجانب التذكاري لهذا المعرض من خلال أعمال انخرط أصحابها في مجهود جماعي من أجل الحفاظ على آثار هذه المدينة التي تعيش تحولا دائما.

كما تتيح أعمال فاطمة مزموز التعرف على بورتريهات مجموعة من المقاومين كالزرقطوني، وعلال الفاسي، والروداني،...

وتتقاسم زينب أندريس عراقي، والتي تقوم بجمع منذ سنوات تحت عنوان (موبيولوجي) تساؤلات معتادة، وشظايا الدار البيضاء، مع الجمهور سلسلتها التي تعكس رؤية الفنانة لهذه المدينة.

ويستعيد ياسين علوي الإسماعيلي، المعروف باسم (يورياس)، في سلسلته "الدار البيضاء لا الفيلم"، في إشارة إلى الفيلم الأسطوري (كازابلانكا) وهي ، "صورة حية للغاية، صورة للشارع، حقيقية حيث تظهر الحياة كما هي " حسبما جاء في تقديم هذه السلسلة.

الصورة المتحركة حاضرة أيضا في هذا المعرض. ففي شريطه " الدار البيضاء ذات يوم " يعهد هشام العسري اكتشاف المدينة إلى طفل وإلى مرآة. " هذه الأداة، والمعروفة بتعنت انعكاسها تكشف عن أشعار حضرية غير متوقعة " تقول مندوبة المعرض.

ويتميز هذا المعرض أيضا بمساهمة محمد الطنجي، الذي دفعه حبه لمدينته الدار البيضاء إلى تحويل منزله إلى أرشيف للمدينة، يقدم بعضا منه بهذا المعرض. ويشكل هذا المعرض الذي حضر حفل افتتاحه الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة عبد الكريم بنعتيق وسفير المغرب ببلجيكا والدوقية الكبرى للوكسمبورغ محمد عامر وشخصيات بلجيكية ومغربية من عالم الثقافة والفنون، بداية لسلسلة من الأنشطة تبرز الدينامية الثقافية والفنية التي تعرفها مدينة الدار البيضاء وذلك في إطار الدورة الثالثة من فعاليات مهرجان (موسم سيتيز).