الاثنين 25 نونبر 2024
راصد إنتخابي
آخر الأخبار
مغاربة العالم - الجهة 13
تابعونا على الفايسبوك

تقديم كتاب «حي الحبوس في الدار البيضاء ، أو المدينة العتيقة الجديدة في الحاضرة الاقتصادية»

كازا 24 الجمعة 30 مارس 2018

 وم ع

تم مساء أمس الخميس ،في مدينة الدار البيضاء، تقديم كتاب (حي الحبوس في الدار البيضاء ، أو المدينة العتيقة الجديدة في الحاضرة الاقتصادية) لمؤلفيه جيسلين ميفري و برنارد ديلغادو ، الذي صدر مؤخرا عن منشورات «لا كروازي دي شومان»أو «ملتقى الطرق»، وذلك بحضور نخبة من الكتاب والباحثين والشخصيات العامة البارزة ، علاوة على فاعلين في المجتمع المدني.

و جاء تقديم الكتاب الجديد خلال حفل تميز بمشاركة مؤلفيه ، ورئيس جهة الدار البيضاء -سطات ، مصطفى بكوري ، ورئيس الاتحاد المهني للناشرين المغاربة ومؤسس منشورات "مفترق الطرق" ، السيد عبد القادر الرتناني . ،

و يستعرض هذا الكتاب ، الذي يقع في 309 صفحة ، بالتفصيل ، أصالة حي الحبوس في المدينة البيضاء ، مستحضرا ظروف وأسباب إنشاءه مع بداية القرن العشرين ، وتطوره منذ قرابة قرن من الزمن.

وفي مداخلة لها بالمناسبة ، أكدتميفري على أن «هذا البحث التاريخي» الذي قامت به بمعية برنارد ديلغادو «يسلط الضوء على منهجية إبداعية خاصة جدا في مجال تصميم المدينة عبر كشف أسرار هذه التحفة المعمارية الحديثة ، التي تشكل مدينة حقيقية داخل المدينة».

و بعد أن ذكرت بأن هذا الصرح الحضري الرائع قد تم تصميمه بين 1918 و 1956 من قبل المعماريين الفرنسيين إدموند بريون وأوغست كاديه قبل أن يصبح واحدا من المحاور الحيوية جدا لمدينة الدار البيضاء الجديدة ، أبرزت السيدة ميفري أنه لانجاز هذا المؤلف ، تم القيام ببحث اجتماعي عميق لدى ساكنة الحي للمساهمة،من جهة ، في إغناء الأبحاث حول التراث المعماري في القرن العشرين ، ومن جهة أخرى ،لتقديم شهادات على التطور و الوضع الحالي لحي الحبوس .

ولاحظت  ميفري ، وهي حفيدة المهندس المعماري الكبير أوغست كاديه ، أنه «من أجل تطوير الهندسة المعمارية وإعطائها الروح المطلوبة ،استوحى كلا المهندسين الفكرة من واحدة من الخصائص التاريخية الرئيسية للثقافة الحية بالمغرب، و المتمثلة بالخصوص في المدينة العتيقة ، التي هي في واقع الأمر النموذج الأصلي للمدينة التقليدية في العالم العربي، و المختلفة جذريا عن نموذج المدينة الأوروبية.

من جهته ، وصف بكوري هذا الكتاب بأنه«إنجاز عظيم» سيساهم دون شك في التعريف بهذا الحي الجميل من خلال أبعاد و زوايا مختلفة .

وقال في هذا السياق « بما أن مقر جهة الدار البيضاء – سطات يقع في هذه المنطقة الجميلة ، فقد انضممنا بشكل عفوي في هذا المشروع ، وبالتالي انخرطنا في هذه المبادرة الهادفة الى تشجيع و التعريف بالحرف التقليدية المغربية المتجسدة في هذا الحي ، موضحا أن حي الحبوس أو الاحباس يجذب جميع زوار الدار البيضاء ، المغاربة أو الأجانب ، لأنه لا يرمز فقط الى الاصالة ولكن أيضا الى تلك الرغبة في الحداثة".

و أضاف بكوري أن المعلمين والمهندسين المعماريين الذين شاركوا في بناء هذا الصرح الفريد من نوعه، ساهموا بشكل كبير في إدامة العبقرية المغربية من خلال إبداع هذه التحفة الفنية الحديثة.

من جهته، يرى عبد القادر الرتناني ، أن هذا المؤلف سيساهم في فهم أفضل لعمل ودور المعلمين ،و في إبراز ما تتميز به مهن البناء من ثراء و إبداع يتعين الحفاظ عليهما ، ويرصد من جهة أخرى المشاركة المتميزة للمهندسين المعماريين إدموند بريون وأوغست كاديت.

و أعرب عن أمله في أن يجد البيضاويون أنفسهم من خلال هذا الكتاب الذي يعيد ترتيب جميع مراحل تصميم هذا الحي التاريخي الفريد.

على صعيد آخر ، أعلن الرتناني أن جهة الدار البيضاء - سطات ، بشراكة مع اتحاد الناشرين المغاربة ، سيطلقان قريبا "جائزة كتاب السنة" ، وهي الأولى من نوعها التي يتم إنشاؤها من قبل جهة في المغرب.

وأوضح أن هذه الجائزة الجديدة ستمنح سنويا من قبل هيئة تحكيم ،في ثلاث فئات هي "جائزة أفضل كتاب منشور باللغة العربية" ، و "جائزة أفضل كتاب منشور بالفرنسية" و "جائزة أفضل كتاب منشور باللغة الأمازيغية".

و يروم تقديم فهم أفضل لعمل ودور المعلمين ، و ابراز الثروة والابتكار التي تختزنه مهن البناء ، والتي تم الحفاظ عليها ، فضلا عن تسليط الضوء على اسهامات المهندسين المعماريين ادمون بريون وأوغست كاديت.

و خصص الفصلان الأول والثاني للحديث عن السياق السياسي لفترة تصميم حي الحبوس ، المرتبط بعهد الحماية ،إذ يعود تأسيسه بشكل كبير للاهتمام الذي كان يوليه المرشال ليوتي للتنمية الحضرية للدار البيضاء .

و في الفصل الثالث ، يقدم المؤلفان بورتريه للمهندسين الفرنسيين ، بينما يتناول الفصل الرابع المراحل المختلفة لبناء هذا المشروع الذي استمر أكثر من 40 سنة .

وخصص الفصلان الخامس والسادس "لنموذج المدينة العتيقة " ولإسهام المعلمين ، بينما يعرض الفصل الأخير شهادات حول حياة الحي , واشهر الأحداث التي شهدتها .

و بعد أن شكل في بداياته مستقرا لساكنة عمالية ، أضحى حي الحبوس مكانا لإقامة العائلات المتواضعة و أيضا لعائلات صغار التجار والموظفين وحتى بعض الاعيان ، وذلك بسبب الجاذبية التي تثيرها هندسته المعمارية ، والتي كانت توصف من قبل السلطات انذاك بال"جميلة جدا ، وغالية الثمن ".

و غالبا ما عكس هذا الحي العلاقة الغامضة بين المعمار والقوة الاستعمارية، إذ يستمد معظم مراجعه من التقاليد وممارسات المحلية للبناء ، ويعكس بالتالي سحرا حقيقيا للمهندسين المعماريين الذين صمموا معلمه العمرانية .