الاثنين 25 نونبر 2024
راصد إنتخابي
آخر الأخبار
مغاربة العالم - الجهة 13
تابعونا على الفايسبوك

مؤسسة أكاديمية المملكة المغربية للتعاون الثقافي تكرّم محمد شفيق

كازا 24 الجمعة 27 أبريل 2018

عقدت مؤسسة أكاديمية المملكة المغربية للتعاون الثقافي الدورة الثانية لجائزتها السنوية في حفل تميز بالاحتفاء بأعمال ومسار محمد شفيق، عضو أكاديمية المملكة المغربية، وعميد سابق للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، ومتخصص في اللغتين العربية والأمازيغية.

اختتمت الدورة الخامسة والأربعين لأكاديمية المملكة المغربية التي عقدت في 24 و25 و26 أبريل في الرباط تحت عنوان «أمريكا اللاتينية أفقا للتفكير»، على إيقاع مراسيم تكريم محمد شفيق، الشخصية التي بصمت الفضاء الثقافي والفكري لبلادنا. وأكد السيد عبد الجليل الحجمري، أمين السر الدائم للأكاديمية قائلا بهذه المناسبة «محمد شفيق وبالإجماع رجل متميز، شخص هائل وواحد من أبرز الشخصيات في مشهدنا الثقافي».

وأضاف السيد الحجمري «إنه مفكر فريد لا غنى عنه، يمتلك مواقفا فكرية مطلقة. لقد تولى مسؤولياته العديدة بعزم وتصميم، خاصة في مجال التعليم، ولم يتوقف أبدا عن الإشارة إلى أخطاء السياسات السياسوية التي انتهى بها المطاف إلى أن تكون سبب الكوارث الحالية».

ولد محمد شفيق عام 1926 في منطقة صفرو، والتزم منذ سن مبكرة بالنضال من أجل استقلال المغرب.

بعد حصوله على شهادات في التاريخ واللغة العربية والتفتيش التربوي، بدأ محمد شفيق مساره في التدريس ثم في الإدارة كمفتش مدرسة. وواصل تسلق السلم حتى أصبح، في عام 1967، المفتش المركزي في وزارة التربية الوطنية.

بين عامي 1970 و1972، عين نائبا لكاتب الدولة في التعليم الثانوي والتقني والعالي. وفي عام 1972، أصبح كاتبا للدولة لدى الوزير الأول، قبل أن ينضم إلى الديوان الملكي مكلفا بمهمة بين عامي 1972 و1976.

بعد هذا الفترة، تم تعيين محمد شفيق مديرا للمدرسة المولوية في الوقت الذي كان فيه صاحب الجلالة الملم الملك محمد السادس يتابع دراسته فيها بين عامي 1976-1982. وفي عام 1980، أضحى عضوا في أكاديمية المملكة المغربية.

في وقت لاحق، عندما تم إنشاء المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية في 17 أكتوبر 2001، عينه صاحب الجلالة الملك محمد السادس عميدًا لهذه المؤسسة، وهو المنصب الذي شغله حتى نونبر 2003. وبالموازاة مع هذا المسار الغني في خدمة الوظيفة العمومية، تميز محمد شفيق في عالم البحث، لا سيما في مجال الثقافة الأمازيغية.

وأصدر محمد شفيق العديد من المؤلفات المرجعية التي كانت رائدة في المشهد الثقافي، بما في ذلك
• أفكار متخلفة، 1972 •
ما يقوله المؤذن، 1974
• نظرة عامة على ثلاثة وثلاثين قرنًا من التاريخ الأمازيغي، 1989
• المعجم العربي الأمازيغي (قاموس الأمازيغية)، المجلد 1 (1990)، المجلد 2 (1996)، المجلد 3 (1999).
• أربعة وأربعون درساً في باللغة الأمازيغية، 1991
• الدارجة المغربية، مجال توارد بين الأمازيغية والعربية، 1999
• اللغة الأمازيغية وبنيتها اللسانية، 2000
• من أجل مغرب عربي مغاربي، 2000

محمد شفيق هو، أيضا، مؤلف سلسلة من المقالات العلمية حول مسألة الأمازيغية.

كانت أفكاره جديدة واستفزازية في سياق ثقافي حيث كانت المناقشات حول اللغة والثقافة الأمازيغية على أشدها. ولطالما دفعت رؤيته ونهجه التأريخي والفكري إلى إظهار أنه لا يوجد تضارب بين اللغتين العربية والأمازيغية.

وإلى جانب كل ما ذكر، لابد من الإشارة إلى أن محمد شفيق يعد ناشطا في مجال حقوق الإنسان، وهو عضو في المجلس الوطني لحقوق الإنسان، وكان أيضًا عضوًا مؤسسًا في المنظمة المغربية لحقوق الإنسان. وحول هذه الشخصية الفذة يختتم السيد الحجمري قائلا «سيكون من الضروري مواصلة القراءة والاستماع إلى محمد شفيق، حتى لا يستمر في الوعظ في صحراء من الصمت الصاخب».