عباس الجراري يدعو من آزمور لتعميق البحث العلمي في فن الملحون لتجديده وتطويره | ||
| ||
دعا عميد الأدب المغربي الدكتور عباس الجراري ، اليوم السبت بمدينة أزمور، إلى تعميق البحث العلمي الجامعي في فن الملحون من أجل تجديده وتطويره . وقال في تدخل خلال ندوة حول موضوع " فن الملحون المغربي ..بين مظاهر الخصوصية والتفرد ، وملامح الإشعاع والامتداد " نظمت في إطار فعاليات الدورة الثامنة للملتقى الدولي للملحون ( 24/ 27 ماي الجاري)، إن يتعين فتح أبواب الجامعات، بشكل أكبر ، أمام الباحثين والطلبة والشيوخ ، لتعميق البحث في هذا الفن الأصيل . وبعد أن وصف الملحون بأنه " بحرا لا ساحل له " ، قال إن تعميق البحث في الملحون يتطلب تضافر جهود مجموعة مهمة من الباحثين ، وليس باحثا واحدا ، بالنظر لتشعب أغراضه ومجالاته ، لافتا إلى أن فن الملحون ليس هو المجموعة القليلة من القصائد التي تغنى وتنشد ، ولكنها مجموعة كبيرة جرى إنتاجها من طرف مجموعة من الشعراء. وأكد على أن مجموعة من الباحثين حرصوا على حمل المشعل في مجال البحث العلمي الخاص بالملحون " وهذا مهم للغاية "، لكن هذا التراث يتطلب في الوقت الراهن التعمق في الجزئيات ، وهو ما لم يكن متاحا قبل حوالي خمسين سنة ، حين شرع في البحث في الملحون . وأشار إلى أن كتاباته خلال تلك المرحلة كانت محاولة للتعريف بفن الملحون وتقديمه ، لأن الملحون وقتئذ كان حبيس الذاكرة وكنانيش بعض المهتمين . وفي السياق ذاته أبرز الباحث الجامعي نور الدين شماس أهمية تعميق البحث في فن الملحون الذي يعد كما قال" ديوان المغاربة وسجل حضارتهم وعاداتهم " ، مشيرا إلى أن الملحون يعد مجالا واسعا لتوثيق الحياة الاجتماعية للمغاربة . وتابع أن من خصوصيات فن الملحون ، الذي يعد مكونا من مكونات الثقافة الشعبية المغربية ، هو قدرته على مواكبة الركب الحضاري في مختلف تجلياته . أما الباحث الجامعي عبد الوهاب الفيلالي ، فشدد بدوره على ضرورة تعميق البحث في الملحون في تجاه الإدراك والمدارسة ، وذلك من خلال التركيز على جزئياته ، وهو ما يستدعي الإلمام أكثر بمجموعة من الفنون . وتوقف أيضا عند بعض خصائص الأنماط البنائية لفن الملحون ( المبيت ، مكسور الجناج ، السوسي) ، وغناه ، وتنوع قياساته . ومن جهة أخرى دقق الباحث منير البسكيري في كيفية تعاطي الملحون مع المرأة ، لافتا إلى أن فن الملحون وضع المرأة في مقام رفيع . وقال إن التغزل بالمرأة هو من أكثر الأغراض التي تناولها شعراء الملحون ، لأن وضع جسد النساء ضمن سياقات إبداعية يساهم في خلخلة البناء اللغوي والرؤيوي . وتشارك في هاته التظاهرة ، التي تنظم تحت شعار" فن الملحون المغربي بين مظاهر الخصوصية والتفرد وملامح الإشعاع والامتداد"، فرق ومجموعة من الفنانين من المغرب وفرنسا وبلجيكا والجزائر. وتروم هاته التظاهرة ، المنظمة من قبل من قبل الجمعية الإقليمية للشؤون الثقافية تحت إشراف عمالة إقليم الجديدة ، المساهمة في الحفاظ على هذا الموروث الثقافي الأصيل . وحسب المنظمين ، فإن هذه التظاهرة تكتسي أهميتها ، في ضوء إطلاق مبادرة هامة لتسجيل الملحون ضمن لائحة التراث الثقافي اللامادي لدى منظمة اليونسيكو، وذلك خلال لقاء تشاوري نظمته أكاديمية المملكة المغربية ووزارة الثقافة بتاريخ 9 يناير 2018 . وتمت الإشارة أيضا إلى أن أهمية هاته التظاهرة ، المنظمة بدعم من مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط ، والمجلس الإقليمي للجديدة ، والجماعة الترابية لأزمور، فضلا عن الحفلات الفنية الموسيقية ، تكمن أيضا في تكريم الدكتور عباس الجراري خلال هذه النسخة ، التي حملت هاته الدورة اسمه " دورة فضيلة الدكتور عباس الجراري" كاعتراف بعطاءاته الكثيرة في مجال البحث العلمي المتعلق بالملحون . | ||