و م ع

كان عشاق أب الفنون ،مساء أمس الخميس، مع عرض للتجربة المغربية في مجال المسرح الجامعي ، قدمته كل من فرقة (ورشة المسرح و الدراما ) التابعة لكلية الآداب و العلوم الانسانية بن مسيك – جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء،و فرقة (فونتازيا ) التابعة للمدرسة الوطنية للتجارة و التدبير ، المشاركتين في فعاليات الدورة 30 للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء .

وقد أثبت الفرقتان معا من خلال عرضيها الدراميين أن المسرح الجامعي خلق لنفسه بالفعل مساحة جعلت منه مكونا لا غنى عنه ضمن المشهد المسرحي المغربي، خصوصا بعد تفعيل وتكريس ممارسة فن الخشبة في فضاء الجامعة المغربية من خلال انخراط العديد من المؤسسات التعليمية في بلورة ملامح تجربة مسرحية ناجحة، من ضمنها تجربة المهرجان الدولي للمسرح الجامعي لمدينة الدار البيضاء .

و هكذا ، بصمت فرقة (ورشة المسرح و الدراما ) من خلال مسرحية (علاش..؟) و فرقة (فونتازيا ) من خلال مسرحية ( الحاوية) على حضور جيد فوق الخشبة استحسنه الجمهور الحاضر ، حيث تميز أداؤها بالاحترافية و الابداع سواء من حيث النص المسرحي و الاخراج و الديكور و الملابس و الماكياج و الاضاءة و التشخيص و لوازم الاكسسوار . ومسرحية (علاش..؟) التي احتضنها المركب الثقافي مولاي رشيد ، وأخرجها الفنان عبد الفتاح عشيق تحيل فيها (عيشة) على الحياة ، لكنها لا تحمل معنى الحياة سوى الاسم، ولم تجد عيشة فسحة لحياة كريمة وسط مجتمع منحته كل شيء ولم تنل منه سوى المعاناة . والعرض المسرحي الذي يمتد على مدى 45 دقيقة بوح لشخوص تعيش حول عيشة بذوات مكلومة تائهة بين المعيش المهمش و الحلم بغد افضل .

أما مسرحية الحاوية ،التي تم عرضها بالمركب الثقافي الحسن الثاني ،و هي من إخراج الفنان أنور حساني ،و تأليف أحمد عباس الحياك ، فتحكي على مدى 54 يوميات زوجين ، تسرق منهما الحياة الصعبة نعمة السعادة ، فتذيب الحب و الرومانسية بينهما و تعوضهما بالمعاناة و الشقاء مما جعلهما يفران بعيدا عن ذكرياتهما.

وعلى خشبة مسرح المركب الثقافي عين الشق ، تتبع الجهور مسرحية "صورة فضاء داخلي" لفرقة (زويترم) التابعة لجامعة هيلدهايم الالمانية ،فترصد على مدى 45 دقيقة الخصائص و السلوكات التي يعبر بها الفنان عن أحاسيسه فوق الخشبة ، حيث يتم انتظار الوقت المناسب لبناء مشاهد متحولة فوق الخشبة.

و بهدوء ،لكن بثقة يتم بناء اطار كوريكرافي تقليدي يحكي ، داخل صورة جماعية ، ذاكرة الحرية و الوحدة و الفرحة و الحاجة .

ويعرف المهرجان المنظم تحت شعار " تفاعل " مشاركة مجموعة من الفرق الجامعية تمثل فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وروسيا وجمهورية التشيك والمكسيك والبنغلادش وكوريا الجنوبية وكوت ديفوار وغينياو الجزائر وتونس ومصر، بالإضافة إلى عدد من الفرق الجامعية المغربية.

و تتكون لجنة التحكيم ، خلال هاته الدورة ، من الفنان التشكيلي والناقد الفني عز الدين الهاشمي الإدريسي ، والمسرحي والمخرج رشيد أمحجور ، والأستاذ الجامعي فولفغانغ شنايدر ، والكاتبة والجامعية لطيفة لبصير ، ومديرة المدرسة العليا للفنون الدرامية بمورسيا السيدة سونيا مورسيا.