تم، مساء أمس الجمعة بالدار البيضاء، تقديم كتاب «مفاتيح الجيوسياسية: فهم واستباق لعبة القوى» لمؤلفه غابرييل بانون، بحضور شخصيات سياسية وثلة من رجالات عالم الفكر والثقافة بالمغرب.

ويحاول الكتاب، الذي يقع في 195 صفحة من الحجم المتوسط، والذي صدر حديثا عن دار النشر (كروازي دي شومان)، تقديم تحليل منهجي وفك شفرة سياسات مختلف الفاعلين في المشهد الدولي، إلى جانب تقديم رؤية جديدة عن سياقات ومسارات العلاقات بين الدول.

وفي كلمة له بالمناسبة، أوضح غابرييل بانون، رجل الأعمال الفرنسي مغربي والخبير الاقتصادي والمستشار الدولي المزداد بالدار البيضاء سنة 1928، أن هذا الإصدار يأتي في سياق يتميز بندرة على مستوى الكتب التي تعالج المواضيع والقضايا ذات الطبيعة الجيوسياسية، كعلم حديث الظهور ، برزت أسسه في سبعينيات القرن الماضي.

وأضاف أن هذه الملاحظة دفعته إلى أن يضع رهن إشارة الطلبة والباحثين والجامعيين مؤلفا ديداكتيكيا يقدم مفاتيح هذا العلم، ويقربهم من الأبعاد الجيوسياسية المحددة للسياسات الدولية، ويمكنهم أيضا من الآليات التي تساعدهم على استشراف المستقبل.

وقال إن الجيوسياسية علم يجمع تخصصات متعددة، منها الجغرافيا والديموغرافيا وحركات الهجرة، معتبرا أنه مهم جدا في مجال الحكامة، لدوره في استباق الأحداث التي تحدد مستقبل الدول.

ومن جانبه، اعتبر مدير دار النشر السيد عبد القادر الرتناني أن غابرييل بانون، المعروف بخبرته الكبيرة والذي عمل مستشارا لعدد من رؤساء الدول خاصة على مستوى القارة السمراء، رجل متشبع بقيم التسامح والسلم والعيش المشترك، وهي القيم التي حكمت مسيرته المهنية والأكاديمية.

وقال إن هذا الإصدار يقدم مفاتيح الجيوسياسية بشكل مبسط لفائدة عموم القراء، وهو عبارة عن دراسة مهمة موجهة للأشخاص الراغبين في فهم لعبة القوى.

وتميز حفل توقيع الكتاب بمنح غابرييل بانون جائزة "أفريكانيتي" تقديرا لجهوده ومساهماته من أجل النهوض بالشباب الإفريقي، ومساعدته على ضبط أسس وقواعد السياسات الدولية ورهاناتها الجيوسياسية.

ومنذ إحداثها سنة 2014، منحت هذه الجائزة ، التي تروم تكريم شخصيات ومؤسسات اعترافا بانخراطها الشخصي والجاد من أجل تحسين الظروف الاجتماعية والانسانية لساكنة القارة الإفريقية وبناء إفريقيا جديدة وتحقيق التقارب بين الشعوب وتعزيز الحوار بين الثقافات، لأزيد من خمسين شخصية ومؤسسة في المجال السوسيو-اقتصادي كالمنظمة العالمية للتجارة واليونيسكو وهيئة الأمم المتحدة والفيدرالية الدولية للصحفيين والكتاب في المجال السياحي ودبلوماسيين وسفراء وشخصيات من عالم السياسة يعملون على تشجيع التميز وإبراز الريادة الإفريقية في سبيل تعزيز التعاون جنوب-جنوب في إطار روح الأخوة والتضامن.