عن /2M

أدرجت «اللجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي» التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو»، ترشيح ملف «فن كناوة» على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية، وذلك خلال الاجتماع السنوي الرابع عشر للجنة المذكورة، المزمع انعقاده في بوغوتا بكولومبيا في الفترة الممتدة من 9 إلى 14 دجنبر 2019.

نائلة التازي، مؤسِّسة مهرجان كناوة وموسيقى العالم بالصويرة، تكشف لموقع القناة الثانية، في الحوار التالي، أهمية هذا التسجيل المرتقب وانعكاساته الإيجابية في إخراج «فن كناوة» من نطاق المحلية إلى العالمية، وأيضا في حفظه وحمايته.

س:على مدار السنوات الماضية، خضتم معركة كبيرة لتعزيز ورد الاعتبار لهذا الفن. اليوم، في الوقت الذي تستعد فيه اليونسكو أخيرا لوضعه على قائمة التراث الثقافي غير المادي للإنسانية، هل تشعرون أن مهمتكم قد أنجزت؟. 

ج: بدأ نضالنا من أجل ثقافة كناوة منذ سنة 1998 ، قبل 22 سنة عندما تأسيس مهرجان كناوة وموسيقى العالم، ثم قررنا في عام 2009، إنشاء جمعية "يرمى كناوة" من أجل الحفاظ على التراث الكناوي وتعزيزه، حيث يتجاوز التزامنا مدة أربعة أيام من المهرجان؛ ذلك أن ثقافة كناوة تستحق أكثر من هذا، لقد عملنا على تحسين ظروف لًمْعَلّمْ الكناوي، ووضعنا مختارات من الموسيقى الكناوية.

وأخيرًا، نحن نعمل في حدود إمكانياتنا، لتعزيز هذا الفن على الساحة الموسيقية العالمية.
في عام 2009 ، قدمنا طلبا إلى وزير الثقافة ، من أجل وضع ملف الترشيح لدى اليونيسكو، وكررنا الأمر عدة مرات، غير أن مسعانا لم يتحقق إلا مع الوزير الحالي محمد لعرج، الذي نشكره على تقديم هذا الطلب أخيرًا.

حيث ستشكل هذه الخطوة، إن تم الاعتراف بهذا الفن على قائمة اليونسكو بداية عهد جديد لكناوة، وستصبح مسؤولية الحفاظ على هذا التراث وتعزيزه جماعية.

في ذلك اليوم ، سنكون سعداء بالفعل لأننا قدنا هذه المعركة إلى النهاية على الرغم من الشكوك والصعوبات. وسيبعث هذا الأمر الفرح والفخر في نفوس جميع المغاربة.

س: في انتظار موعد الاجتماع السنوي الرابع عشر، للجنة الدولية الحكومية لصون لتراث الثقافي، المقرر عقده في دجنبر المقبل ببوغوتا الكولومبية، ما هي الخطوات أو الإجراءات التي يجب على مختلف الفاعلين اتخاذها من أجل تحقيق هذه الغاية؟.

تستعرض اللجنة الملف، وتقدم تقريرا إلى اللجنة الدولية الحكومية، التي ستقرر في دورتها السنوية، ملف الطلب يتم تقديمه من قبل وزارة الثقافة التي اعتادت، إدارة التراث وخبراؤها على هذا النوع من الإجراءات، كما ستقوم وزارة الثقافة ووفدنا في اليونسكو بالعمل وفق الخطوات الضرورية للدفاع عن القضية، حيث ستكون حججنا قوية جداً فيما يتعلق بالعمل الذي تم تنفيذه لأزيد من عشرين عاماً.
يشار أنه من بين 508 عناصر مدرجة في قائمة اليونسكو، هناك 7 عناصر مغربية، اثنان منها مشتركان مع بلدان أخرى. ومن أصل 092 1 موقع للتراث العالمي، هناك 9 مغربية و 52 في القارة الأفريقية. ولإعطائكم فكرة، فإن إيطاليا والصين لديهما أكثر من 50. القارة الإفريقية ما تزال أمامها جهود تبذلها من أجل الحفاظ على التراث، والمغرب يتقدم في هذا الموضوع.
ما الإضافة التي ينتظر أن يحملها تسجيل "فن كناوة"، ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لليونيسكو؟
تحدد اتفاقية التراث العالمي التزامات الدول ودورها في الحفاظ على التراث، حيث تتعهد الدول بتقديم تقرير إلى لجنة التراث العالمي عن حالة حفظ ممتلكاتها المسجلة والتدابير التشريعية والتنظيمية المتخذة ... هذه التقارير المنتظمة تمكن اللجنة من تقييم الوضع تحديد الحاجة إلى برامج محددة لحماية التراث، ولكن أيضا لزيادة الوعي العام، من أجل حماية هذا التراث من خلال برامج التعليم والإعلام، كما يسمح هذا الإدراج أيضًا بتبادل الخبرات والممارسات الجيدة بين الدول الأطراف.
التراث الثقافي غير المادي، هو تقليدي ومعاصر وعلى قيد الحياة في نفس الوقت. لا يمكن اعتباره إلا تراثًا عندما يتم التعرف عليه على هذا النحو من قِبل المجتمعات والمجموعات والأفراد الذين يقومون بإنشاءه وصيانته ونقله. بدون مشورتهم، لا يمكن لأحد أن يقرر لهم إذا كان هذا التعبير أو الممارسة الخاصة جزءًا من تراثهم.