الأرصاد الجوية: درجات حرارة مرتفعة نسبيا مرتقبة الثلاثاء في عدد من أقاليم المملكة |
دراسة حديثة.. تسجيل معدل انتشار قياسي للأنترنيت بالمغرب |
لفتيت: وزارة الداخلية تعمل على مواصلة تحرير الملك العمومي ووضعه رهن إشارة الجماعات الترابية |
الرجاء ينهي تداريبه استعدادا لمواجهة الجيش الملكي في عصبة الأبطال |
«تيبو إفريقيا » وبرنامج الأمم المتحدة يحتفلان بشراكتهما لرفع مستوى الوعي حول فيروس نقص المناعة المكتسبة |
أتاي.. هذا هو أول من شرب الشاي بالمغرب (ج2) | ||
| ||
في كتاب «تذكرة المحسنين بوفايات الأعيان وحوادث السنين»، يترجم عبد الكبير الفاسي (ت 1879) للسلطان العلوي محمد بن عبد الله، ويستطرد المؤلف ليخبرنا بأن أول من شرب الشاي بالمغرب هو عم السلطان المذكور، زيدان ابن اسماعيل. الكتاب ذاته كشف أن زيدان بان اسماعيل، كان أميرا، آنذاك، أصيب بمرض نتيجة لإفراطه في تناول المسكرات، فتمكن طبيب نصراني من إشفائه بفضل تناول «الأتاي» محل الخمر. وحسب كتاب «من الشاي إلى أتاي.. العادة والتاريخ» للمؤرخين السبتي والخصاصي، فإن الشاي دخل المغرب في الأول بثوب المسكرات، وهو ما أكده الكاتب الفرنسي ميشال كاسريال صاحب مؤلف «نساء حرائر بالأطلس الكبير، أن في واحات درعة على سبيل المثال كان شرب الشاي يعتبر مشروب الرجال، بينما تعدت النساء على استهلاك «تاصابونت»، وهو مشروب مسكر يصنع من التمر ولا يقربه الرجال». ويضيف الكاتب: «يتناول الرجل الشاي بمعزل عن المرأة وقد يقترن الشاي بمجالستها لكنه حضور يؤكد التمييز بين نمطين مختلفين من العلاقات القائمة بين الجنسين.. فالرجل يشرب الشاي مع العشيقة أو العاهرة، وتصبح أحيانا كلمة «أتاي» مرادفا للعبة الجنس والإغراء والرغبة». المؤرخان السبتي والخصاصي كشفا أن الشاي ظل طيلة القرن 18 في المغرب مادة ينحصر استعمالها في البلاط والوسط المخزني، حيث كان الشاي ولوازمه من بين الهدايا التي اعتداد السفراء الأوروبيون أن يقدموها للسلطان وممثليه المحليين، إلى جانب سكر القالب والثياب الرفيعة. وفي نهاية القرن 18 وبداية القرن الموالي، انحصر استهلاك الشاي في الوسط المخزني، وعند كبار الأثرياء على العموم، وفي ما بين الثلاثينات والستينات من القرن 19 انتشر الشاي داخل الوسط الحضري. وفيما بين 1860 و1878، وصل المشروب الجديد إلى البوادي المجاورة للمدن. وفيما بين 1880 و1892، وصل اتسع نطاق استهلاك الشاي داخل مجموع البوادي، في حين وفي مستهل القرن الماضي كاد المشروب أن يعم الوسط الجبلي. كانت لوازم الشاي لا تتوفر سوى عند عائلات تعد على رؤوس الأصابع، تلجأ إليها العائلات الأخرى للتزود بتلك اللوزام عند الحاجة، ويبدو أن شرب الشاي لم يصبح في متناول كافة الفئات الاجتماعية إلا منذ الأربعينات من القرن الماضي. يتبع... | ||