الثلاثاء 26 نونبر 2024
راصد إنتخابي
آخر الأخبار
مغاربة العالم - الجهة 13
تابعونا على الفايسبوك

اختتام فعاليات الدورة التالثة للمهرجان التفافي لجهة الدار البيضاء سطات

كازا 24 الثلاثاء 25 يونيو 2019

بولاغراس مصطفى

اختتمت فعاليات الدورة الثالثة للمهرجان الثقافي لجهة الدار البيضاء سطات الذي نظمته جمعية قدماء التلاميذ البيضاويين للدار البيضاء الكبرى أيام 18-19-20 يونيو 2019 تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.

وتعتبر هذه الدورة محطة من محطات منظومة وبرنامج العمل المشترك الذي يجمع أعضاء جمعيتنا الأصيلة، كما تعتبر خطوة ولبنة استشرافية تسعى إلى تحقيق التنمية الثقافية، والتي نسعى إلى أن تكون تلك البذرة الطيبة الرامية إلى نشر وترسيخ ثقافة التعايش بين الثقافات الإنسانية عبر أرجاء المعمور.

إن إنجاز هذه المحطة دلالة على العزيمة والإصرار على استكمال تحقيق ذلك الحلم الإنساني الجميل الذي يدفعنا إلى نبذ كل الفوارق الجنسية والعرقية، لكونه مستلهما من خصوصيات ثقافتنا المغربية الأصيلة والمبدعة السمحة ولنعانق آفاقا إنسانية وكونية رحبة.

إننا نود هنا التذكير بأن هذا المهرجان يندرج في سياق الاستثمار في الإنسان والرهان عليه، وهو الأمر الذي تتبناه جمعيتنا ضمن استراتيجية مبدعة وخلاقة ذات أبعاد تنموية وإنسانية مستلهَمة من التزام وطني عام تقوده وترعاه قيادتنا الحكيمة لجلالة الملك حفظه الله وتجسده مبادئ المؤسسات والهيآت العمومية والمجتمعية تعزيزا لآلية التواصل واستنادا إلى مقاربة تقوم على العمل المشترك والانفتاح والإشعاع.

لقد تم تنظيم هذه الدورة الثالثة بناء على انتظاراتنا وتطلعاتنا إذ عرفت مشاركة العديد من الأساتذة الأكاديميين الجامعيين والخبراء المغاربة اليهود والمسلمين المتخصصين الذين أسهموا بمداخلاتهم القيمة من خلال تنشيط موائد علمية مستديرة تمحورت حول موضوع الإسهام الكبير والتأثير الراسخ للمغاربة اليهود في إشعاع الحضارة المغربية عبر التاريخ إلى وقتنا الراهن.

لقد تم تسطير برنامج حافل ومتنوع للمهرجان وتم وضعه وتنفيذه على نحو متميز نال إعجاب المشاركين والحاضرين وأبان عن تجربة أعضاء الجمعية وحنكتهم في تنظيم مثل هذه التظاهرات الثقافية الكبيرة.

ففي يوم الثلاثاء 18 يونيو 2019، نُظِّم بمقر القبة بحديقة الجامعة العربية حفل الافتتاح استهله السيد رئيس جمعية قدماء التلاميذ البيضاويين بالدارالبيضاء الكبرى، السيد الحاج التهامي بناصر، بكلمة رحب فيها بالحضور مؤكدا على أن مسيرة الجمعية لن تتوقف وسوف تتواصل لتبل رسالتها وأهدافها في ظل الرعاية الملكية السامية لمولانا صاحب الجلال الملك محمد السادس نصره الله وأيده وكذلك وفق مبادئها الإنسانية النبيل التي دافعت عنها منذ تأسيسها ولا تزال من أجل أن تعمَّ قيم التعايش والتآخي بين أفراد المجتمع المغربي قاطبة. والحقيقة أن هذا الأمر أصبح ممكنا في واقع الأمر زمانا ومكانا.

وتوالت الشخصيات على منبر الخطابة للتذكير بأهمية اختيار عنوان المهرجان ودلالاته الفكرية والفلسفية والاجتماعية، فتناول الكلمة الكاتب العام لمجلس الطوائف اليهودية بالمغرب، السيد سيرج بيرديغو، الذي عبر عن سروره وامتنانه لإشراك المغاربة اليهود في مثل هاته المناسبات التي قل نظيرها في بلدان العالم الشيء الذي يعبر عن العلاقات التاريخية الوطيدة والمتينة التي تجمع هؤلاء المغاربة من الديانة اليهودية بوطنهم العزيز المملكة المغربية. كما أشاد بالدور الكبير الذي يقوم به السيد الحاج التهامي بناصر، رئيس الجمعية، من خلال الدور الإنساني الذي تقوم به الجمعية من خلال المناسبات الدينية عبر القيام بعدد من الأعما الاجتماعية.

وقد كان لحضور الحاخام الأكبر وقع كبير لدى كافة الحضور مما أضفى على المهرجان صبغة دينية تؤكد على تلاقح الحضارات والديانات بالمغرب، حيث قام أحد الحاخامات بالدعاء لصاحب الجلالة الملك محمد الساد نصره الله وأيده وللشعب المغربي قاطبة، ثم تناول الكلمة السيد مولاي عمر المريني ليقدم الدعاء باللغة العربية.
وتليت كلمة باسم الجمعية ألقاها السيد مراد موهوب الكاتب العام للجمعية.
وقد حضر حفل الافتتاح عامل مقاطعات آنفا السيد رشيد عفيرات و مسؤولو السلطات المحلية بالعمالة.


وفي اليوم الثاني للمهرجان، نظمت مائدتان مستديرتان بمقر المركب الثقافي والإداري للمندوبية الجهوية لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية للدا البيضاء سطات. وتمحورت المائدة العلمية الأولى حول إسهام المغاربة اليهود في ميادين الفن والثقافة والفكر والتاريخ والآداب، وقد قام بتسيير هذه الجلسة العلمية وتأطيرها الأستاذ حسن حبيبي (جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء). وشارك في أشغالها السيدة راشيل مويال (كاتبة وصاحبة مكتبة بطنجة) والأساتذة مولاي المامون المريني (أستاذ بجامعة القاضي عياض بمراكش) وأحمد أشعبان (أستاذ بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء) ومولاي عبد الله شريف الوزاني (أستاذ بجامعة محمد الخامس بالرباط) وفيصل الشرايبي (أستاذ بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء).

وتمحورت المائدة العلمية المستديرة الثانية حول إسهامات المغاربة اليهود في مجالات الاقتصاد والقانون والتربية والعلوم والتكنولوجيا، وتم تأطيرها وتسييرها من قبل الدكتور شكيب جسوس (طبيب). وعرفت هذه الجلسة العلمية الثانية مشاركة الأساتذة غابرييل مالكا (عميد جامعة محمد السادس للبولتكنيك بابن جرير) وجاك كنافو (مدير عام سابق لمؤسسة تربوية وعضو المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي) والأستاذ غابرييل بانون (رجل الاقتصاد والقانون ومستشار سياسي دولي).


كما عرف اليوم الثالث أنشطة متنوعة تمثلت في تنظيم زيارات لمسجد الحسن الثاني وبيعة اتدكي وكنيسة القلب الكبير بالدار البيضاء ثم زيارة منطقة بن احمد بإقليم سطات إذ تفقد وفد كبير من الزوار المشاركين في المهرجان موقع "موالين الضاد" حيث توجد مزارات دينية يهودية تزخر بها المنطقة. وتم نقل الزوار بمساهمة الشركة الوطنية للنقل "ستيام". لقد كانت هذه الزيارة فرصة للضيوف للاطلاع على الموروث الديني اليهودي الذي لا يزال يستقطب العديد من المغاربة اليهود من كافة بقاع العالم.

ومساء يوم الخميس 20 يونيو 2019، تم تنظيم حفل الاختتام الذي احتضنه مقر جهة الدار البيضاء سطات والذي كان حفلا رائعا متميزا حضره ضيوف من مختلف فئات وهيئات المجتمع البيضاوي والمغربي حيث قدمت مقطوعات وموشحات من فن الموسيقى الأندلسية الخالدة الت أدتها ببراعة فرقة الطرب للموسيقى الأندلسية الرائدة القادمة من طنجة عروس الشمال برئاسة الفنان الأستاذ يوسف الحسيني، وزانته لوحات تشكيلية جميلة ورائعة رافقت المهرجان منذ افتتاحه، أبدعها ثلة من الفنانين المغاربة.

ونظم حفل عشاء مغربي أصيل على شرف الحضور الكرام.

وتمت تلاوة برقية الولاء التي رفعها رئيس الجمعية الحاج التهامي بناصر وأعضاء الجمعية إلى أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس حفظه الله ونصره معبرين عن شكرهم وامتنانهم لجلالته على رعايته الملكية السامية التي اعتبروها وساما على صدر كل من ساهم في تنظيم وإنجاح هذه التظاهرة الكبيرة.
كما تقدم السيد رئيس جمعية قدماء التلاميذ البيضاويين باسمه الشخصي ونيابة عن كافة أعضاءها بموفور الشكر وعميق التقدير إلى كل الشركاء الذين أسهموا في إنجاح هذا المهرجان الكبير وإلى أعضاء اللجنة المنظمة والحضور المدعوين