ومع/

تحتضن مدينة الجديدة، حاليا، معرضا فنيا يقدم أعمالا أنجزها مبدعوها انطلاقا من نفايات تم تجميعها، بمبادرة من جمعية "أركان"، خلال إقامة فنية لمدة أسبوع، سعوا فيها إلى منح الحياة إلى أشياء متخلى عنها.

وعن هذا المعرض، قال رئيس جمعية "أركان" للترويج للفن وحماية التراث اللامادي عبد الرحمن وردان "أردنا أن نظهر أن كل شيئ مستعمل يمكن استعادته والاستفادة منه، فكل شيء له حيوات متعددة، وبالمقدور استخدامه لغايات أخرى مفيدة".

فالمعرض، الذي افتتح أمس الأربعاء بالمنتجع السياحي ( مزاغان بيتش روسور)، الذي يعد شريكا في تنظيم هذه التظاهرة الفنية، ضم وردان إلى جانب أربعة فنانين آخرين، قاموا بجمع مخلفات هذه المنشأة الفندقية السياحية وأشياء أخرى اعتبرت أنها غير مفيدة (مخلفات حديدية، قناني ماء، مصابيح، عجلات مطاطية مستهلكة، قناني منظفات الشعر) لتحويلها إلى أعمال فنية تجسد صورا من المجال المحلي (خيول، القرع، الأسماك، تازوطا).

وعن مساهمتها في المعرض، أبرزت الفنانة فاطمة بوسعيد أن "مهمتنا كانت أن نجعل من الفن أداة للتحسيس والتعلم، بهدف ضمان مزيد من الاحترام للبيئة، أملا في الوصول يوما، ولما لا، إلى مرحلة نتخلص فيها نهائيا من النفايات".

فاطمة، وإلى جانب رفاقها سعيد الزرايب وحمزة بن دغام وعبد الوكيل زهير وعبد الرحمن وردان، استطاعوا أن يحولوا أحد فضاءات المركب السياحي إلى ورشة فنية، بتواطؤ جميل من المستخدمين والزبناء الذين قدموا عونا كبيرا لجعل فكرة المشروع الفني تصبح حقيقة واقعة.

وخلقت هذه المبادرة الفنية حماسا حقيقيا لدى المقيمين بالمنتجع السياحي وزواره، الذين انخرطوا في هذا الورش التحسيسي والبيئي، في جو طفولي وبروح تنافسية، تتطلع إلى تحقيق الهدف المنشود من إقامة معرض من هذا النوع.

وتعمل جمعية "أركان"، التي يوجد مقرها بالدار البيضاء، من أجل خلق وابتكار وقيادة مشاريع رائدة مرتبطة بالمجال الفني والثقافة والمواطنة، إضافة إلى القيام بمبادرات فنية متعددة المشارب .

وبفضل توفرها على إقامة للفنانين، وورشة للفن التشكيلي، ومركز للترويج الثقافي متعدد التخصصات، تنظم الجمعية العديد من التظاهرات داخل وخارج المغرب، ومنها معارض دولية للفن المعاصر وندوات وملتقيات وورشات فنية وعروض عامة.