سابينتو مطالب بالفوز للاستمرار في قيادة الرجاء البيضاوي |
الدار البيضاء: مراهقون يسيطرون على أبرز الأحياء الشعبية ليلا بدراجات «مزعجة» |
المحمدية.. النيران تلتهم مطعمين لـ «المشويات» بالشلالات دون ضحايا |
بعد «الديربي».. الوداد يستأنف الاثنين تحضيراته لمواجهة أولمبيك آسفي |
الدار البيضاء تحتضن «القمة المالية الإفريقية 2024» |
الدار البيضاء تتأهب للكشف عن مقوماتها التراثية والتاريخية | ||
| ||
رشيد العمري/وم ع تعيش العاصمة الاقتصادية في الوقت الراهن على إيقاع سلسلة من الأشغال والأوراش المترامية الأطراف في ظل تحولات كبرى تعيشها هذه المدينة الكبيرة. تحولات تترقبها الساكنة المحلية ومرتادي المدينة أملا في الدفع بعجلة المشاريع التنموية، حتى تتيسر شرايين ومسالك هذه المدينة العريقة - الحديثة من جهة، وحتى يعاد الاعتبار لبنايات مركزها التي يعود تاريخها إلى بداية القرن العشرين من جهة أخرى. في هذا الصدد، تطفو على السطح عدد من البوادر المتكاملة بين القطاعين العمومي والخاص يراد من خلالها معانقة الماضي بالحاضر.. فإلى جانب الحداثة والعصرنة التي تسلكها هذه المدينة ربة في مضاهاة الحواضر الذكية الجالبة للأنظار، تم التفكير في الآونة الأخيرة في كيفية العناية والاهتمام ببعدها المعماري والثقافي حفاظا على مقوماتها التراثية والتاريخية. وتكمن الغاية من ذلك في تعزيز جاذبية العاصمة الاقتصادية واستعادة أمجادها سواء على الصعيد الوطني والدولي، وذلك من خلال الجمع أساسا بين عوالم المال والأعمال والسياحة والثقافة. في هذا الإطار كشفت شركة التنمية المحلية الدار البيضاء للتراث خلال ملتقاها السابع الأخير عن فقرات البرنامج الطموح الذي تسعى إلى إطلاقه تماشيا مع رؤية السلطات المحلية والمنتخبة لمدينة الدار البيضاء. من مظاهر هذه الرؤية العمل على ترميم وتجديد الواجهات القديمة التي عبث بها الزمان، وإنشاء مدارات سياحية كفيلة بإبراز المقومات التراثية لهذه المدينة المتميزة بتعداد ساكنتها وتنوع عمرانها فضلا عن مساهمتها البارزة والفعالة في منظومة النسيج السوسيو - اقتصادي للمملكة. وبخصوص هذا البرنامج، أوضح السيد أحمد توفيق الناصري المدير العام للشركة في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه الرؤية هي ثمرة اتفاقيتين أبرمتا مع كل من وزارة الداخلية ومجلس مدينة الدار البيضاء، حيث يتم استلهام في تنزيل هذه الرؤية أهم التجارب المعتمدة على الصعيدين الوطني والدولي وخاصة من مدينتي مرساي وبوردو الفرنسيتين التي لهما باع طويل في هذا المجال. وقال إن هذه العملية ستشمل في البداية مساحة تقدر بمائة هكتار والتي تحتوي على 801 بناية ذات قيمة تاريخية، أي ما يعادل ربع البنايات التاريخية التي يحتويها مركز المدينة. وسيتم تعبئة كافة الجهات المعنية في ظرف ثلاث سنوات لنفض الغبار عن ثنايا جماليتها ورونقها، وذلك تتويجا لما ستسفر عنه نتائج الدراسات التقنية المقترحة لهذا الغرض والتي سيتم إنجازها خلال شهر غشت القادم. وذكر أن هناك العديد من الشركاء ممن أبدوا استعدادهم للانخراط في إخراج هذا المشروع التراثي الإشعاعي إلى حيز الوجود من مختلف المصالح المركزية والجهوية ذات الصلة بالقطاعات المعنية، إلى جانب مساهمة جمعيات المجتمع المدني، وذلك إسهاما في استكمال ملامح العاصمة الاقتصادية حتى تزهو بأحلى حللها وتبدو في أبهى صورها. من جانبه أكد المهندس المعماري كريم الرويسي بصفته نائب رئيس جمعية "الدار البيضاء الذاكرة" أن التراث المعماري للدارالبيضاء ينفرد بخصوصيات جمة حيث شرع في نشأة بنايات هذه المدينة في النصف الأول من القرن العشرين عبر الجمع بين الحداثة والتجارب المعمارية العالمية التي شكلت العاصمة الاقتصادية مهدا لها قبل انتقالها إلى مدن أخرى بكل من أوروبا وأمريكا. وعلى هذا الأساس، اعتبر مدينة الدار البيضاء قاطرة في ميدان التعمير، مشيرا إلى أنه بعد عمل طويل من قبل مكونات المجتمع المدني من أجل الالتفات لهذه البنايات والحفاظ عليها وصيانتها، تأتي بادرة انصهار العديد من الفاعلين في هذا الملتقى المنظم تحت شعار "تحديات تجديد الواجهات التراثية للدار البيضاء" بهدف الخروج بدليل يكتنز بين طياته سلسلة من التقنيات والإرشادات الموجهة لفائدة المتخصصين والعموم بهدف التفنن في صيانة وترميم بنايات الدار البيضاء. من جانبها أبرزت المهندسة المعمارية كريمة بردوز أستاذة بالمدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بالرباط أن الاهتمام بالتراث أضحى ضرورة ملحة لكونه يعد جزء لا يتجزأ من المدن التاريخية المغربية. وأوضحت أن "الحفاظ على التراث يقتضي أولا التعريف بهذا الإرث النفيس ووضعه في سياقه التقني حتى ندرك طبيعة ما تحصلنا عليه من الأجداد وما يمكن تركه لمن يأتي بعدنا من الأخلاف". وتابعت أنه يمكن أن يتأتى ذلك عبر تدوين هذا التراث في الكتب وتلقينه في المقررات الدراسية لفهم كيفية التعامل معه في مختلف تجلياته وأبعاده سواء منها المادية أو اللا مادية. في السياق ذاته صرحت السيدة نبيلة الرميلي رئيسة مجلس مدينة الدارالبيضاء أن جماعة سيدي بليوط ستكون أوفر حظا في الاستفادة من هذا البرنامج لكونها تزخر بكثافة مهمة من هذا النوع من البنايات المعمارية التراثية العريقة. وأضافت أنه رصد لهذه الغاية ما قيمته 120 مليون درهم، وذلك حتى تعيد مدينة الدار البيضاء أمجادها التراثية في حلة جديدة اقتداء بالخبرات والتجارب التي راكمها الأخصائيين في المجال. وواصلت أن المدار السياحي، الذي سيتم إحداثه ضمن هذه الأشغال يراد من ورائه رصد تاريخ مختلف البنايات المعمارية وعراقتها وكذا إضفاء المزيد من الرونق والجمالية لتأكيد جاذبية العاصمة الاقتصادية والرقي بمكوناتها، وذلك وفقا لانشغالات المجلس الذي يراهن على جعل منها مدينة بيئية بامتياز، حيث تنتشر المساحات الخضراء المسقية بالمياه المعادة الاستعمال. وعلى العموم فالبرنامج بمثابة سلسلة أوراش عمل تنصب في مراميها على سبل اكتساب الممارسات الفضلى التي يمكن اعتمادها في تقنيات التشخيص و الترميم و تجديد الواجهات، وذلك رغبة في الوصول إلى تفكير عملي تتبعه إجراءات ملموسة لإعادة تأهيل تراث حاضرة الدار البيضاء التي تحظى بأكبر نسيج معماري تراثي لفن الآرت ديكو في العالم. | ||