الفنان النحات جواد عزيز من طينة الفنانين التشكيليين الكبار القلائل الذين يحترفون فن النحت بالمغرب، وخصوصا النحت على المعادن، من مواليد مدينة ارفود بالجنوب الشرقي للمغرب، اهتمامه بجنس النحت دون غيره بدأ منذ الطفولة.
تابع دراسته بالمغرب وأكملها بفرنسا حين التحق بالمدرسة العليا للفنون والمهن بباريس، شارك في مجموعة من الدورات التكوينية بهولندا، ليلتحق بعدها بالمغرب كمهندس بالمعادن، وبالموازاة مع عمله الرسمي بإحدى شركات صناعة الإشهار بالدار البيضاء، كان يزاول أعماله الإبداعية والمتعلقة بالنحت على الحديد، في آخر الأسبوع وفي أيام العطل.
ليقرر في الأخير التفرغ لأعماله الإبداعية، بالرغم من الصعوبات التي اعترضته والمتمثلة في قلة أدوات الاشتغال بالمغرب، والتي أرغم على استيرادها من الخارج بأثمنة باهظة، وعدم وجود مساعدين مهتمين بالمجال ولهم الرغبة الحقيقية في التعلم وممارسة أو القيام بمثل هذا العمل المضني، إضافة إلى المضايقات التي تعرض لها من طرف بعض الجيران الذين لم يتقبلوا رؤية منحوتات لكونها تشخيصية وبدعوى أنها حرام. الفنان الموهوب عزيز جواد، ورغم التكاليف الباهظة التي تتطلبها الأعمال الحرفية التي يشتغل عليها، خصوصا انه يشتغل دائما بتقنيات خاصة به تميزه دون غيره، ورغم صعوبة الاشتغال بميدان النحت على الحديد، نظم وشارك في مجموعة من المعارض الكبرى منها الوطنية ومنها الدولية، ومن بين أعماله التي تتميز بها مدرسته، أكبر فرس في العالم والذي لم يكتمل بعد نظرا لتكاليفه الباهظة، بالرغم من العروض التي تلقاها بهذا الخصوص وذلك بنقله وإكماله خارج ارض الوطن، ومن أعماله أيضا أكبر عقرب بمادة الحديد في العالم، كان يأمل أن يحظى بالفوز بها ضمن منجزات (غينيس) الدولية، لكن للأسف، حالت الإمكانيات المادية دون أداء ثمن المشاركة... ومن انجازاته التي انتهى من الاشتغال عليها، والتي استغرقت حوالي ستنين من العمل الجاد والمضني، والتكاليف الباهظة الذاتية التي تطلبها، ولإيمانه بقضية الوحدة الترابية ومغربية الصحراء، هو مجسم لأكبر جمل بالعالم، وجدير بالذكر أن مميزات هذا الجمل، هو انه مصنوع من الحديد، يبلغ طوله 850 سنتمتر، وعلوه 750 سنتمتر، وعرضه 250 سنتمتر، ووزنه تقريبا طن ونصف، منحوت بالنجمة الخماسية ( حوالي 800 نجمة من ثلاث أحجام مختلفة)، ارتأى الفنان النحات الوطني، إهداءه لملك المغرب محمد السادس، وللشعب المغربي قاطبة، بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء -41- بتاريخ 6 نونبر2016، حيث سيتم نقله من مدينة الدار البيضاء إلى مدينة العيون، لما للمدينة من رمزية بالمجتمع المغربي لتنصيبه بها كخطوة أولى.
على أن يتم مستقبلا استكمال باقي مكوناته الأخرى، والمتمثلة في إضافة مجسمين أخريين لجملين، مصحوبين بمجسمات لرجل شيخ يركب أكبرهم حاملا الراية المغربية، وامرأة وشاب وطفل صغير ممثلين جميع شرائح المجتمع، وإضافات أخرى تقنية رقمية، متمنيا من الجهات المعنية بالعيون تقديم يد المساعدة، على أن يتم ذلك بساحة المسيرة، وأن يكون رأسه موجها للقصر الملكي بالرباط كرمز للبيعة. |