أطلقت شركة التنمية المحلية «الدار البيضاء للتراث» Casa Patrimoine طلب عروض يهم استشارات معمارية لإنجاز الدراسات الفنية ومتابعة أعمال ترميم وإعادة تأهيل قصبة مديونة ومحيطها، بكلفة ماليه حددت في 6.7 مليون درهم.
و خصصت «الدار البيضاء للتراث» المشرفة على الترميم ميزانية مهمة بالإضافة الى المواكبة والمراقبة اليومية للمصالح التقنية بالعمالة، وذلك من أجل الحفاظ على المعالم التاريخية للقصبة التي تعتبر من أهم الموروثات الحضارية بجهة الدار البيضاء سطات.
وحددت «الدار البيضاء للتراث» زيارة الموقع من طرف المتقدمين المهتمين بهذا المشروع، يوم الخميس 27 أبريل الجاري، على أن يكون يوم الخميس 11 ماي المقبل، آخر أجل لوضع الأظرفة المتعلقة بهذه المناقصة.
و كان وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد مهدي بنسعيد، قد قام بزيارات ميدانية تفقدية بإقليم مديونة في يناير الماضي، شملت عدة مشاريع ثقافية، في إطار برنامج وزارة الشباب والثقافة والتواصل، من أجل التعرف والوقوف بشكل مباشر على وضعية البنى التحتية الثقافية بالإقليم، وعلى سير تقدم المشاريع التي توجد في طور الإنجاز.
ويعود هذا الإهتمام بعد أن أصبحت أسوار القصبة عرضة للتلف وأضحت جوانبها آيلة للسقوط مما زاد في تشويه معالمها التاريخية، خاصة الباب الرئيسي الذي يتواجد بشارع القصبة، حيث أصبحت جنباته عبارة عن مجمع للنفايات والأزبال، بحيث أعطى بنسعيد حينها الضوء الأخضر لإطلاق مشروع إعادة ترميم وتأهيل قصبة الإسماعيلية بمديونة، والتي تشكل تراثا تاريخيا، سيتم ترميمها في إطار الحفاظ على التراث اللامادي الوطني، للحفاظ على المواقع والمنشآت الثقافية في المملكة وإعادة تأهيلها.
ويذكر أن قصبة مديونة التاريخية تعتبر من أهم القصبات التي بناها السلطان مولاي اسماعيل بالمغرب، حيث كانت تعتبر محطة مهمة بالنسبة للقوافل التجارية القادمة من فاس في اتجاه مراكش، وكذا الرحلات التي كان يقوم بها السلطان مولاي اسماعيل من أجل استتباب الأمن بالبلاد، كما اتخذتها سلطات الإحتلال الفرنسي والبرتغالي نقطة مهمة للمراقبة الأمنية لجيوشها لفرض سيطرتها على منطقة الشاوية، لاعتبارها منطقة مؤونة لقوافلها وجيوشها المرتكزة بميناء الدار البيضاء، كما جعلت السلطات الفرنسية سنة 1907 إحدى جنباتها مجزرة لتزويد رعاياها وجنودها المتمركزين بالمنطقة باللحوم الحمراء. |