اعتبر رئيس المهرجان الدولي للسينما المستقلة حمادي كيروم، أن هذه التظاهرة الفنية المنظمة بالدار البيضاء من 19 إلى 25 ابريل الجاري، تعد فضاء لتحفيز المخرجين الشباب، ومساعدتهم على خلق رؤية سينمائية مبدعة تقتحم العالمية . وقال السيد كيروم، وهو أيضا ناقد سينمائي وباحث، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء خلال افتتاح الدورة الثالثة للمهرجان أمس الجمعة، إن هذا الأخير يروم أساسا " خلق سينما، نسبيا معرفية، لا تخلو من الفرجة التي تمس الجماهير وتحترم ذوقها ".
وبعد أن لفت إلى أن السينما المستقلة معناها طرح سؤال كبير وعريض حول " كيفية تأمين الفن السابع لاستقلاليته المادية وعدم وقوعه في ما هو تجاري " ، قال إن هذا المهرجان جاء لاستحضار النقاش الفني والفكري، وذلك إسهاما في استعادة السينما لبريقها ونبلها الثقافي والفني الذي فقدته طيلة القرن العشرين .
واعتبر أن احتفاء دورة هذه السنة بالمخرج المغربي سعد الشريبي والمخرج الفرنسي ليو كراكس، جاء لتحقيق هذه الغاية، وذلك بالنظر لإسهاماتهما " التي تطبعها الإنسانية الخالصة وتبعث عن الشعور بأن الحياة تستحق أن تعاش ".
وفي تصريح مماثل، أبرز سعد الشرايبي أن الأفلام المختارة للتباري، في المسابقتين الرسميتين ذات الصلة بالأشرطة السينمائية الطويلة والقصيرة، تطرح أفكارا ومواضيع جادة تستند لأبحاث وتصورات سينمائية عميقة في تركيبتها، وهو ما من شأنه المساعدة على تنمية روح النقد الموضوعي لدى المشاهد .
وأضاف أن المهرجان، بالرغم من كون عمره لا يتجاوز ثلاث سنوات، إلا انه يسلك " طريقه الصحيح نحو المزيد من النضج " ، وذلك من خلال التأسيس لسينما بلا حدود، حيث تستمد الأعمال الإبداعية قوتها من " الاستقلالية في التوجه الفكري وطبيعة المواضيع التي تثيرها دون الخضوع لضغوطات الجهات الممولة ".
يشار أن برنامج هذه التظاهرة الفنية يشمل أيضا سلسلة من الندوات الفكرية والورشات التكوينية ذات الصلة بالفن السابع، خاصة المتعلقة بالسينما المستقلة، إلى جانب معرض للصور وعروض لأفلام وثائقية فضلا عن فيلم معد خصيصا لفائدة الأطفال . |