تم مساء أمس الإثنين بالرباط، تقديم العمل الجديد للكاتبة منى هاشم الصادر تحت عنوان "مدن وقرى المغرب.. الأصل، التاريخ والأساطير"، وذلك في إطار فعاليات الدورة ال29 للمعرض الدولي للنشر والكتاب التي تتواصل فعالياتها إلى غاية 19 ماي الجاري.

ويأتي الكتاب، الصادر باللغة الفرنسية بدعم من مجلس الجالية المغربية بالخارج، في شكل أطلس عملي وشامل بأكثر من 460 مدخلا معجميا تضم أسماء جميع المدن والقرى عبر التراب الوطني مع تبيان ارتباطاتها اللغوية والتاريخية والأنثروبولوجية. 

وتسعى الكاتبة من خلال هذا المؤلف إلى تقديم العناصر الأساسية لفهم تاريخ المغرب من منظور علم أسماء الأماكن، وذلك من خلال البحث في تاريخ التسميات والجغرافيا ونمط الحياة والذاكرة والحضارات المتعاقبة على تلك التجمعات البشرية. وأثثت المؤلفة كتابها بمجموعة من القصص الأسطورية والحكايات الشعبية الشيقة. 

وقالت هاشم، في كلمة بالمناسبة إن "شغفها بالسفر عبر ربوع المملكة وتنقلاتها الكثيرة بين مدن وقرى المغرب أثار لديها الفضول لمعرفة كل شيء عن أصل تسميات هذه المدن والقرى"، وهو ما دفعها إلى سبر أغوار التاريخ بحثا عن ضالتها.

وأضافت الكاتبة أنها وجدت نفسها أمام "مادة علمية ذات أبعاد بحثية متعددة، ويجب إخضاعها للدراسة من كل الزوايا"، مبرزة أنها اتبعت منهجية علمية "دقيقة في عملية البحث والتوثيق معتمدة مقاربة تاريخية وأنثروبولوجية وجغرافية".

وأوضحت هاشم أن المؤلف يعتبر لبنة إضافية في مشروعها الفكري الذي يهدف إلى التعريف بتاريخ المغرب الذي يمتد لقرون، مشيرة إلى أنها تسعى من خلال هذا العمل إلى إظهار مدى العمق التاريخي للحضارة المغربية عبر توثيق تاريخي دقيق لأحداث واقعية. 

يشار إلى أن منى هاشم روائية وباحثة في التاريخ، حاصلة على شهادة الدراسات العليا في الأدب المقارن من جامعة الحسن الثاني في الدار البيضاء، وهي مؤلفة لعدة كتب منها "وليدات الشاوية"، و"قاموس الألقاب المغربية"، و"التاريخ المبهر للمغرب"، و"المخطوطات المفقودة"، و"ابن تومرت أو الأيام الأخيرة للملث مين"... 

وشاركت منى هاشم في برامج إذاعية وتلفزية وثائقية تتمحور حول التراث الثقافي والمعماري وعلم الأنساب والألقاب في المغرب.

وتعرف هذه الدورة ال29 للمعرض الدولي للنشر والكتاب التي تنظمها وزارة الشباب والثقافة والتواصل بشراكة مع ولاية جهة الرباط-سلا-القنيطرة، وجهة الرباط-سلا-القنيطرة وجماعة الرباط، مشاركة 743 عارضا يمثلون 48 بلدا، وتقدم للقراء 100 ألف عنوان، في ثلاثة ملايين نسخة، مع نقاشات تتخلل 241 فقرة ثقافية.