اعتبر باحثون وأساتذة التأموا مساء أمس السبت، في ندوة علمية بأزمور، أن الاعتراف الأممي بتراث الملحون تراثا لاماديا للإنسانية يمكن من تحقيق مقاصد تتعلق بالتوثيق والتعريف والإشعاع.

الندوة التي ناقشت موضوع، ماذا بعد الاعتراف الأممي بتراث الملحون كتراث لامادي للإنسانية؟، وذلك بمناسبة اختتام المهرجان الدولي لفن الملحون "ملحونيات"، فصلت في هذه المقاصد التي يمكن تحقيها من خلال 3 مداخل محورية.

وأوضحوا أن الأمر يتعلق أولا بتدريس شعر الملحون بالجامعة المغربية الذي سيمكن من توجيه البحث العلمي لدراسة التراث المغربي وسبر أغواره.

وحسب هؤلاء المتدخلين، فإن المدخل الثاني يتعلق بإحياء مراكز الملحون بالمغرب، التي احتضنت شعراء الملحون ومنشديه وهواته وطقوس قول الشعر وإنشاده وتداوله وتعلمه واستمراره.

أما المدخل الثالث فيهم التوثيق الشعري والنغمي من خلال طبع دواوين شعراء الملحون، وهو محور تأكيدي للعمل الجبار الذي تقوم به أكاديمية المملكة المغربية، والذي يعد مرجعا ضروريا لتفعيل باقي المحاور وتنشيط عملها.

في هذا الصدد أكد عبد المجيد فنيش باحث ومبدع في فرجة الملحون والمنسق العام للجنة أنطولوجية الملحون لأكاديمية المملكة المغربية، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه الندوة تندرج في إطار فتح باب أسئلة المقاربات الجديدة التي يجب أن تنخرط في حيوية الملحون بحكم أن للتصنيف دفتر تحملات، ينبني على مجموعة من المعايير، تنصب في السؤال المتعلق بجوانب الثقافة الإنسانية المشتركة للشعر الغنائي.

من جهته أبرز نورالدين الشماس، وهو باحث متخصص في الملحون وعضو في لجنة أكاديمية المملكة المغربية ورئيس الرابطة الوطنية لجمعية الملحون، أن الطفرة والارتقاء والتتويج الذي قاد الملحون إلى تصنيفه تراثا إنسانيا لا ماديا، لم يأت من عبث، ولكن جاء عبر إرهاصات دامت سبعة قرون.

ومن أجل بلوغ هذه الأهداف، جرى توقيع اتفاقية شراكة بين جمعية دار الملحون بأزمور مع الجمعية الإقليمية للشؤون الثقافية بإقليم الجديدة.

في هذا السياق أوضح أحمد مجتهد رئيس جمعية دار الملحون بأزمور، أن اتفاقية الشراكة هاته جاءت لتساهم في تحقيق هذه الأهداف مجتمعة، حيث إن الدار ستعرف برمجة مسابقات لشعر الزجل وفق برنامج عام سيخرج للوجود نهاية شهر نونبر المقبل إضافة إلى برمجة أنشطة أخرى لها علاقة بهذا الفن العريق.