الأحد 19 يناير 2025
راصد إنتخابي
آخر الأخبار
مغاربة العالم - الجهة 13
تابعونا على الفايسبوك

لقاء ثقافي يحتفي بالشاعر والناقد حسن نجمي بالدار البيضاء

كازا 24 الاثنين 13 يناير 2025

بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ81 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال وتحت شعار: «الثقافة الشعبية أحد روافد الهوية المغربية»، تحتفي جمعية سمفونية الزهور للثقافة والفنون بشراكة مع جمعية غاليري الأدب بالشاعر والناقد حسن نجمي وكتابه «غناء العيطة»، وذلك يوم السبت 18 يناير 2025 بالمكتبة الوسائطية لمسجد الحسن الثاني بمدينة الدارالبيضاء.

تأتي قيمة هذا اللقاء في كونه يحتفي بأحد أبرز الوجوه الشعرية من الجيل الثالث من المشهد الشعري المغربي المعاصر وأعني جيل الثمانينيات. وهو جيل تميّزت نصوصه بإبدالات هامّة على مستوى الرهان على عناصر فنية وجمالية بالمقارنة بجيل السبعينيات الذي وإنْ كان يُعتبر مؤسساً للحداثة في بعدها الثقافي المركّب، ظلّت الكثر من نصوصه يطغى عليها البعد الإيديولوجي.

واستطاع نجمي داخل جيله أنْ يؤسس لنفسه شعرية تنأى بنفسها أنْ تكون مجرّد صدى لتجارب شعرية عربية وعالمية. ورغم الانتماء المبكّر لحسن نجمي إلى القصيدة، فإنّه استطاع أنْ يُوازي في اشتغالاته على مستوى الكتابة بين الشعر والرواية والنقد في بعدها الأكاديمي الذي دفع الشاعر إلى مناقشة أطروحته حول الشعر الشفاهي بالمغرب.

وهي أطروحة كان لها صدى كبير في المغرب، لأنّها اعتبرت أوّل بحث أكاديمي يُخضع غناء العيطة إلى فحص نقدي ورؤية أكاديمية تكشف بشكل قوي عن التواشجات الفنية والعناصر الجمالية التي تُميّز غناء العيطة.

وقد حرص نجمي على إعطاء قيمة كبيرة للموروث الشعبي المغربي وجعله قاطرة للتفكير في العديد من القضايا التي تصل بالاجتماع المغربي. إنّ الراث الشعبي يُعد رافداً من روافد الذاكرة الجمعية، أيْ أنّه ليس مجرّد ماضٍ مُعتقّ في جرار الكلام، بقدر ما يفرض نفسه اليوم كحاضر يُدين فداحة الواقع.

بيد أنّ الاهتمام بغناء العيطة وذاكرتها لم يشغل حسن نجمي عن الكتابة الشعرية ونظيرتها الروائية، إذْ يحرص دائماً على عيش نمطٍ من التفكير المزدوج بين الأجناس الأدبيّة ويساهم بشكل كبير في تجسير العلاقة بين هذه الأجناس التي مهما اختلفت من ناحية الشكل، فإنّها تبق مؤثرة في بنية مفهوم النص المعاصر الذي تتلاقى فيه العديد من الأجناس الأدبية وفق قالب مركّب.