الخميس 28 نونبر 2024
راصد إنتخابي
آخر الأخبار
مغاربة العالم - الجهة 13
تابعونا على الفايسبوك

الجبالي الرئيس السابق للحكومة التونسية يُحرج خريجي المدرسة المركزية بفرنسا في منتدى بكازا

كازا 24 الاثنين 19 فبراير 2018

وضع حمادي الجبالي،رئيس الحكومة التونسية السابق في عهد الرئيس منصف المرزوقي التي حملها الربيع العربي بعد الإطاحة بنظام زين العابدين بن علي، صباح اليوم الاثنين ،منظمي النسخة السادسة للمنتدى المركزي بالدار البيضاء من مهندسين مركزيين خريجي المدرسة المركزية بفرنسا والمدرسة العليا للكهرباء،في موقف مٌحرج ، بعدما اختار التحدث باللغة العربية، عكس سائر المتدخلين ، واختار لغة مباشرة وصريحة وهو يتحدث في ورشة:«إفريقيا الصناعية: من أجل صعود مشترك ».

واستعرض الجبالي، الذي قادأول حكومة في تونس بعد الإطاحة بنظام بنعلي سنة 2011 قبل أن يقدم استقالته سنة2013، تجربة بلاده تونس في التصنيع طيلة العقود الماضية، معبرا عن اعتقاده بأن«ظروف الشعوب الافريقية متقاربة إلى حد التشابه»، وزاد قائلا:« لقد مرت جٌل بلداننا من الاقتصاد المسيٌر إلى «الفوضى الليبرالية» والتي هي غالبا مستوحاة من تجارب خارجية وإملاءات مفروضة خاضعة لاعتبارات سياسية وإيديولوجية ومصالح محلية واقليمية ودولية ».

وأوضح الرئيس السابق للحكومة التونسية أن هذه الإملاءات هي مفروضة خاضعة لمصالح دولية واقليمية ،مما يضعنا اليوم أمام سؤال مشروع «أين وصلنا بإفريقيا، أو بالأحرى أين أوصلتنا هذه التجارب؟..وألخص الجواب بمعطيات و حقائق ليست من عندي بل هي متداولة والجميع يعرفها ولا فائدة في الإطالة بذكرها، إلا من بار الاستشهاد عند تقديم مقترحات وحلول عملية .»


واستعرض الجبالي العديد من المؤشرات القاتمة التي تعكس أوضاع القارة الافريقية ،بينها أن«نصف سكان إفريقيا البالغ عددهم 1.2مليار نسمة ،أي ستمائة مليون نسمة هم يعيشون تحت عتبة الفقر ،بأقل من دولار واحد في اليوم ،ونصف سكان إفريقيا أيضا، تقل أعمارهم عن 19 سنة،و في كل عام يدخل 12 مليون عامل جديد إلى القوة العاملة في القارة ،ونسبة النمو السكاني في إفريقيا هي الأعلى في العالم بمعدل 2.6 في المائة ،فيما تبلغ نسبة نزوح سكان الأرياف إلى الحواضر 3.6 في المائة،وهي أعلى نسبة عالميا ،كما أن 70% من سكان إفريقيا هم في سن العمل وهم إما يعانون من البطالة أو من غياب الأمن الوظيفي ،وقد تراجع معدل النمو الاقتصادي في إفريقيا من 3.7% عام 2015 إلى 1.7% سنة 2016،كما أنه من بين 48 بلدا الأقل نموا في العالم نجد أن 34 بلدا موجودة في إفريقيا .»

وأعرب الجبالي عن اعتقاده بان مثل هذه المعطيات تظل مزعجة بالنسبة للجميع ، ولكنه وضع قائم ولا مفر منه ويحب مواجهته بـ«كل موضوعية بعيدا عن الدوغمائية والخطب الرنانة والوعود الزائفة ،والتي تمثل أغلب المؤتمرات والقمم السياسية، تلك التي تعدنا بجمع المليارات تحت عنوان الإعمار ولكن ليس لديهم حتى بعض الدولارات ،ولابد من وضع حد لهذه المسرحية البائسة وعقلية التسول والمن ،فشعوبنا ذات حضارة وتاريخ وليس قدرنا أن نعيش هذا الواقع المُرّ »على حد قوله.

وشكلت مداخلة الرئيس السابق للحكومة التونسية باللغة العربية «مفاجأة» في منتدى يتكلم المشاركون فيه الفرنسية فقط، من صناع القرار في المجال العمومي وعالم الأعمال والمهندسين المركزيين خريجي المدرسة المركزية بفرنسا والمدرسة العليا للكهرباء .

وجاء اختيار الموضوع الرئيسي لأشغال المنتدى حول المغرب وإفريقيا انسجاما مع التزامات المغرب بضمان شراكة مستدامة مع دول القارة الإفريقية، وأن مساهمة الخريجين المركزيين والمدرسة العليا للكهرباء ترتكز على تقديم توصيات ملموسة لصناع القرار في المغرب وفي البلدان الإفريقية الشريكة حول المواضيع التي تطرق إليها المنتدى.

وشهدالمنتدى تنظيم ثلاث ورشات انصبت على البحث عن نموذج لتنمية الصناعة بإفريقيا، بما فيها الصناعة الفلاحية و النسيج و المناجم و الصناعة الكيميائية من خلال إعادة نشر كل أو جزء من سلسلة القيمة .

وهمت الورشة الثانية الخطوات المرافقة لتطوير الصناعة بافريقيا ، مع اقتراح مجموعة من الآليات للتمويل و الوصول إلى رؤوس الأموال تم مساعدة الدول من خلال تهييء البنيات التحتية و القوانين و التكوين و الرأسمال البشري.

أما الورشة الثالثة فتطرقت إلى كيفية تسريع التصنيع بالقارة الافريقية ، لكسب الريادة من جديد و خلق رافعة تكنلوجية.