عرف سوق كراء المكاتب بالعاصمة الإقتصادية للمملكة، الدار البيضاء، انتعاشة ملموسة حسب المنعشين العقاريين، المتخصصين في تشييد وكراء وبيع العقارات المعدة لاستقبال مقرات الشركات وفروعها الإنتاجية والصناعية، ليتنفسوا الصعداء إثر تسجيل زيادة كبيرة في الطلب على عقاراتهم من طرف المستثمرين المغاربة والأجانب.

و لمس المهنيون انتعاشا كبيرا في الطلب على المساحات العقارية المكتبية خلال المدة المتراوحة بين يونيو 2017 ويناير 2018، وذالك بعد مرور القطاع بفترة ركود خلال الفترة الممتدة من نهاية سنة 2013 إلى بداية الفصل الثالث من العام الماضي.

وساهم ارتفاع نسبة توافد الشركات الصينية والفرنسية والإسبانية، إلى جانب ارتفاع طلب المقاولات المغربية على هذا النوع من العقارات، في خلق دينامية افتقدها القطاع شهورا طويلة، تميزت بوفرة العرض مقابل ضعف الطلب.

وتفضل غالبية الشركات اقتناء فضاءات مكتبية عن طريق الكراء، حيث أكد مهنيون أن سعر الكراء الشهري يتراوح بين 140 درهما و250 درهما للمتر المربع، بينما تفضل المقاولات المغربية الناشئة اقتناء شقق مكتبية بسعر كراء جزافي يبتدئ من 7000 درهم شهريا.

وكشفت معطيات صادرة عن المصالح الإقتصادية لولاية جهة الدار البيضاء سطات، فإن طلب القطاع الخاص يتركز أساسا على المساحات المكتبية الموجودة بمنطقة «مارينا كازا بلانكا» و«كازا نيرشور» و«منطقة المربع الذهبي»، خاصة بشارع أنفا و شارع الزرقطوني بمنطقة المعاريف.

قطب الأعمال الجديد «كازا أنفا»، الذي يشهد أشغال بناء أبراج عملاقة وسط الدار البيضاء، سجل أرقاما قياسية في تسابق الشركات الدولية والمغربية للظفر بمقر لها في هذه المنطقة، التي يتم تجهيزها وفق معايير دولية.

وسجل المهنيون تغير سياسة معظم المقاولات المغربية، التي أضحى مسيروها يفضلون اللجوء إلى كراء الفضاءات المكتبية، عوض اللجوء إلى الشراء، من أجل التأقلم مع متطلبات مقاولاتهم، واللجوء إلى التوسع بسهولة كلما استدعى الأمر ذلك.