نظمت مؤسسة التجاري وفا بنك بالفضاء الفني التابع لها بالدار البيضاء، مساء يوم الخميس الماضي ، الطبعة الـ 14 من سلسلة محاضرات«تبادل من أجل فهم أفضل».

حضر اللقاء شخصيات من عالم المال و الأعمال وأساتذة أكاديميين، وبعض جمعيات المجتمع المدني.

اللقاء خصص لتكريم الأستاذ محمد الغالي برادة بمناسبة صدوركتابه:  60 Une élite de transition : les entrepreneurs marocains des années

محمد برادة سبق أن شغل منصب أستاذ للتعليم العالي منذ سنة 1969، كما تقلد مناصب عدة، منها وزير المالية، وسفير سابق للمغرب بباريس، ورئيس مدير عام لشركة الخطوط الملكية المغربية، ورئيسا مديرا عاما للمكتب الشريف للفوساط.


في كلمته ، أشار محمد الكتاني، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة التجاري وفا بنك إلى الهدف من استضافة الأستاذ محمد الغالي برادة والتي تأتي 
 في إطار لقاءات "تبادل من أجل فهم أفضل"، كون محمد الغالي برادة الكاتب، والإنسان، والباحث، والمقاول، والاقتصادي"، مضيفا بأنه يعتبر من خلال مساره التعليمي واﻻقتصادي والسياسي متعدد المرجعيات والتخصصات، في فترات عدة منذ بداية الاستقلال .

كما أشار محمد الكتاني إلى دوره البارز في مخطط التقويم الهيكلي بالمغرب، عندما كان وزيرا للمالية من 1986 إلى 1993، إلى جانب تقلده مناصب أخرى دبلوماسية واقتصادية.


وعاد محمد الكتاني للوحقبة السابق من ستينيات القرن الماضي منوها بالمقاوﻻت المغربية التي يرأسها رجال أعمال مغاربة حيث شكلت تلك النخبة فترة انتقالية رسمت خريطة الطريق أمام الجيل السابق والحالي ، وقال عنهم أنهم يستحقون كل التقدير ، كما وصف رجال أعمال تلك الفترة ب"النخبة التي تميزت بحس العمل والوطنية واحترام الالتزامات، وشاركت في تنمية المغرب، باعتبارها فضلت الانتقال من التجارة نحو الصناعة والاستثمار".


وذكر محمد الكتاني رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة التجاري وفا بنك أن مؤسسته التي انطلقت منذ سنة 1904، واكبت المقاولات المغربية في فترات بداياتها خلال القرن الماضي، وهي المقاولات ذاتها التي مازالت نشيطة ومحركة للتنمية اﻻقتصادية ضمن النسيج الاقتصادي الوطني.


كما أشاد الكتاني إلى المؤلف "نخبة انتقالية: المقاولون المغاربة في سنوات الستينيات" واعتبره بمثابة شهادة تقدير تاريخية في حق مقاولي الستينيات الذينالرفع من المستوى الاقتصادي بالمغرب ما بعد الاستقلال 
وفي عرضه قال الأستاذ محمد الغالي برادة مؤلف الكتاب إلى أن هذا اللقاءالذي جمعه بنخبة من الجامعيين ورجال الاقتصاد و جمعيات مهتمة بالشأن الثقافي والعلمي، يبرهن على دور مؤسسة التجاري وفا بنك المتميز في دعم البحث العلمي والجامعة المغربية.

وذكر أن كتابه ألفه سنة 1967 كأطروحة لنيل دكتوراه الدولة بفرنسا، ويعد وقفة تأمل وتحليلا لمنطلقات هؤلاء المقاولين، الذين شكلوا بدايات الرأسمال الخاص المغربي الذي سبق الخوصصة، إلى جانب تمحيص عميق ومتعدد الأبعاد لمعطيات تهم نظم تمويلهم، وأدوارهم في تحويل المجتمع، ومحفزاتهم، وسلوكاتهم، واستثماراتهم، وكيف استطاعوا صياغة التغيير والدخول في منافسة مع نظرائهم بالخارج.


واستشهد برادة بلقاءات جمعته مع 39 صناعيا مغربيا في الستينيات من أجل إنجاز هذا البحث، بينهم مولاي علي الكتاني، والد محد الكتاني، الرئيس المدير العام لمجموعة التجاري وفا بنك
.