الجمعة 29 نونبر 2024
راصد إنتخابي
آخر الأخبار
مغاربة العالم - الجهة 13
تابعونا على الفايسبوك

اجماهري: صفوا‭ ‬النية‭ ‬قبل‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬قضية‭ ‬«سامير»!

كازا 24 الاثنين 16 يوليوز 2018

عبد الحميد اجماهري/نائب رئيس جهة الدار البيضاء -سطات 

في‭ ‬بلاد‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬انطلاقة‭ ‬التصنيع‭ ‬وتسريع‭ ‬وتيرته،‭ ‬يصعب‭ ‬أن‭ ‬نجد‭ ‬مبرر‭ ‬الوقوف‭ ‬القبلي‭ ‬على‭ ‬قبر‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬سامير‭ ‬لتكرير‭ ‬البترول‮.‬

في‭ ‬بلاد‭ ‬تشكو‭ ‬من‭ ‬انفلات‭ ‬الوضع‭ ‬المالي‭ ‬ولهيب‭ ‬الأسعار،‭ ‬وتقف‭ ‬على‭ ‬شفا‭ ‬هاوية‭ ‬كبيرة‭ ‬بسبب‭ ‬القدرة‭ ‬الشرائية،‭ ‬يصعب‭ ‬أن‭ ‬نفهم‭ ‬الجلوس‭ ‬الجنائزي‭ ‬أمام‭ ‬انهيار‭ ‬سامير‮..‬
لائحة‭ ‬الفظـاعات،‭ ‬وليس‭ ‬الخسارات،‭ ‬كما‭ ‬وضعتها‭ ‬اللجنة‭ ‬الوطنية‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬سامير،‭ ‬وعممها‭ ‬النقابي‭ ‬الرفيع اليماني‭ ‬
هي‭ ‬ذي‭: ‬
‮-‬‭ ‬تراجع‭ ‬فظيع‭ ‬في‭ ‬مخزون‭ ‬المواد‭ ‬البترولية،‭ ‬مع‭ ‬صعوبة‭ ‬ضبط‭ ‬وضمان‭ ‬الجودة‭ ‬وانسيابية‭ ‬التزود‭.‬
‮-‬‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬المحروقات‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬درهم‭ ‬للتر‭ ‬الواحد،‭ ‬زيادة‭ ‬على‭ ‬الأرباح‭ ‬المضمونة‭ ‬قبل‭ ‬تحرير‭ ‬السوق‭.‬
‮-‬‭ ‬تعميق‭ ‬العجز‭ ‬التجاري‭ ‬بفقدان‭ ‬القيمة‭ ‬المضافة‭ ‬لتكرير‭ ‬البترول‭.‬
‮-‬‭ ‬خسارة‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬20‭ ‬مليار‭ ‬درهم‭ ‬من‭ ‬المال‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬المديونية‭ ‬المتراكمة‭ ‬على‭ ‬الشركة،‭ ‬ونقص‭ ‬حاد‭ ‬في‭ ‬نشاط‭ ‬الميناء‭ ‬النفطي‭ ‬للمحمدية‭ ‬وتأثر‭ ‬الشركات‭ ‬العاملة‭ ‬فيه‭.‬
‮-‬‭ ‬فقدان‭ ‬مايزيد‭ ‬عن‭ ‬3500‭ ‬منصب‭ ‬شغل‭ ‬لعمال‭ ‬المناولة‭ ‬واحتمال‭ ‬تسريح‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬900‭ ‬من‭ ‬الأجراء‭ ‬الرسميين‭.‬
‮-‬‭ ‬احتمال‭ ‬فقدان‭ ‬ما‭ ‬يفوق‭ ‬20‭ ‬ألف‭ ‬منصب‭ ‬شغل‭ ‬لدى‭ ‬الشركات‭ ‬المغربية‭ ‬الدائنة‭ ‬وخصوصا‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة‭ ‬منها‭.‬
‮-‬‭ ‬تأثر‭ ‬لأزيد‭ ‬من‭ ‬200‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬المتعاملة‭ ‬مع‭ ‬مصفاة‭ ‬المحمدية‭ ‬في‭ ‬نشاطها‭ ‬وتوازناتها‭ ‬المالية‭. ‬
‭-‬10‭ / ‬1من‭ ‬سكان‭ ‬المحمدية،‭ ‬سيفقدون‭ ‬مصدر‭ ‬رزقهم‭ ‬المباشر‭.‬
‮-‬‭ ‬حرمان‭ ‬المحمدية‭ ‬من‭ ‬الرواج‭ ‬التجاري‭ ‬والمداخيل‭ ‬الجبائية‭ ‬والدعم‭ ‬للتنمية‭ ‬الرياضية‭ ‬والثقافية‭ ‬والعمرانية‮…‬‭.‬
‮-‬‭ ‬الحرمان‭ ‬من‭ ‬التدريب‭ ‬والتكوين‭ ‬المهني‭ ‬لأزيد‭ ‬من‭ ‬1200‭ ‬طالب‭ ‬وطالبة‭ ‬سنويا‭.‬
‭ ‬عندما‭ ‬تقرأ‭ ‬الحكومة‭ ‬هذه‭ ‬الأرقام‭ ‬وهذه‭ ‬اللائحة،‭ ‬هل‭ ‬يمكنها‭ ‬أن‭ ‬تدعي‭ ‬بأنها‭ ‬تريد‭ ‬فعلا‭ ‬الرفع‭ ‬من‭ ‬المناصب‭ ‬المخصصة‭ ‬للشغل؟
هل‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تفكر‭ ‬وتُقنع‭ ‬بأنها‭ ‬تهتم‭ ‬للمال‭ ‬العام؟
هل‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تفكر‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬مثل‭ ‬المحمدية‭ ‬عدد‭ ‬سكانها‭ ‬يقارب‭ ‬النصف‭ ‬مليون؟
وعندما‭ ‬تقرأ‭ ‬كمواطن‭ ‬أو‭ ‬مناضل‭ ‬ما‭ ‬هيأه‭ ‬عمال‭ ‬وأطر‭ ‬سامير‭ ‬عن‭ ‬لائحة‭ ‬الخسارات‭ ‬تقف‭ ‬مشدوها‮:‬
هل‭ ‬لدينا‭ ‬قرار‭ ‬عام‭ ‬يمكنه‭ ‬أن‭ ‬يفكر‭ ‬في‭ ‬مصيبة‭ ‬كهذه‭ ‬بضمير‭ ‬وقلق‭ ‬؟
ربما‭ ‬تعودنا‭ ‬الخسارات
ربما‭ ‬جعلناها‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬رومانسية‭ ‬الفشل‭ ‬الذي‭ ‬نتغنى‭ ‬به‭ ‬
وربما‭ ‬قد‭ ‬نكون‭ ‬اعتدنا‭ ‬الخسارة‭ ‬كجزء‭ ‬من‭ ‬نموذجنا‭ ‬التنموي‮..‬
لكن‭ ‬هل‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نعترف،‭ ‬ونحن‭ ‬في‭ ‬عز‭ ‬المقاطعة‭ ‬وما‭ ‬ترتب‭ ‬عنها‭ ‬من‭ ‬تفاعل‭ ‬مثير‭ ‬للقلق،‭ ‬بدور‭ ‬سامير‭ ‬في‭ ‬تلطيف‭ ‬صدمة‭ ‬الأسعار‮ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬ثم‭ ‬نغض‭ ‬الطرف‭ ‬عنها،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته،‭ ‬عندما‭ ‬يتعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بها‭ ‬هي‭ ‬ذاتها؟
هل‭ ‬يعقل‭ ‬بأن‭ ‬تتأمل‭ ‬الحكومة‭ ‬المعضلة‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬العجز‭ ‬ثم‭ ‬لا‭ ‬تفكر‭ ‬في‭ ‬الحل‭ ‬،‭ ‬بتاتا،‭ ‬وهي‭ ‬تراه‭ ‬بين‭ ‬يديها؟‮…‬
لقد‭ ‬نوع‭ ‬العمال‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬التحسيس‭ ‬والتفكير‭ ‬في‭ ‬المعضلة‭ ‬وقدموا‭ ‬مقترحات‭ ‬منطقية‭ ‬وعقلانية،‭ ‬وسارعوا‭ ‬إلى‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬أشكال‭ ‬الطيف‭ ‬السياسي‭ ‬والمدني‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الدفع‭ ‬نحو‭ ‬الحل،‭ ‬ولا‭ ‬أفق‭ ‬لحد‭ ‬الساعة،‭ ‬اللهم‭ ‬محاولات‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬النسق‭ ‬الرسمي‭ ‬المسؤول‭ ‬أولا‭ ‬وأخيرا،‮ ‬كما‮ ‬يبدو من خلال‭ ‬فشل الحكومة‭ ‬‮!‬
وقد تواصل‭ ‬العمل‭ ‬عبر‭ ‬تأسيس‭ ‬الجبهة‭ ‬الوطنية‭ ‬لإنقاذ‭ ‬سامير‮:‬‭ ‬لرمزيتها‭ ‬وتاريخها‭ ‬وحضورها‭ ‬في‭ ‬النسيج‭ ‬الاجتماعي‭ ‬لجزء‭ ‬من‭ ‬الوطن،‭ ‬مع‭ ‬العلم‭ ‬أن‭ ‬العمال‭ ‬والأطر‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬مسؤوليتهم‭ ‬فعل‭ ‬ذلك‭ ‬لو‭ ‬قام‭ ‬الجميع‭ ‬بما‭ ‬يجب‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬شروط‭ ‬تجاوز‭ ‬الأزمة‮..‬
نشتم‭ ‬صراعا‭ ‬ولوبيات،‭ ‬ونحمد‭ ‬الله‭ ‬أننا‭ ‬لم‭ ‬نعد‭ ‬بعد‭ ‬دولة‭ ‬نفطية‮..‬
يا‭ ‬إلهي‮:‬هل‭ ‬كان‭ ‬بعضُنا‭ ‬البعض‭ ‬سيرمي‭ ‬بعضَنا‭ ‬البعض‭ ‬في‭ ‬آبار‭ ‬النفط،‭ ‬مثل‭ ‬يوسف‭ ‬وإخوته،‭ ‬لو‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬بحوزتنا؟
وهل‭ ‬كنا‭ ‬سنغرق‭ ‬البلد‭ ‬برمتها‭ ‬عندما‭ ‬يكون‭ ‬النفط‭ ‬فيها‭ ‬شرقا‭ ‬وغربا؟
نحن‭ ‬لا‭ ‬نملك‭ ‬سوى‭ ‬مصفاة،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬نصفِّ‭ ‬النية‭ ‬‮…!‬