وقع المجمع الشريف للفوسفاط على أداء جيد على جميع المستويات، مستفيدا في ذلك من الظرفية المواتية للأسواق العالمية، ومن قدرته التنافسية المعززة بسياسته التصنيعية، لاسيما على مستوى إنتاج الأسمدة. وحسب الحصيلة، التي عممها المجمع الرائد عالميا في إنتاج الفوسفاط ومشتقاته، فقد ارتفع رقم المعاملات مع متم شهر شتنبر الماضي بنسبة 14% مسجلا 41.1 مليار دهم، ليتأكد بذلك المنحى التصاعدي الذي سجله المجمع خلال الأشهر الماضية. وتعد هذه الحصيلة الإيجابية ثمرة الاستراتيجية التصنيعية التي انخرط فيها المجمع قبل سنوات، على مستوى تصنيع الأسمدة والحامض الفوسفوري. وهما المادتان اللتان عرفتا ارتفاعا على مستوى الأسعار، وعلى مستوى المبيعات، فيما استقر ذلك بالنسبة للفوسفاط. وبالأرقام، ارتفع رقم معاملات الأسمدة بنسبة 23% فيما ارتفع رقم معاملات الحامض الفوسفوري بنسبة 15 % علما بأن الأسمدة أصبحت المهيمن رقم واحد على تركيبة مبيعات المجمع، حيث مثلت نسبة 56 %، متبوعة بالفوسفاط بنسبة 18% والحامض الفوسفوري بنسبة 16 %.
واستفاد المجمع من قدرته التنافسية على مستوى الكلفة بفضل رفع الإنتاج، لاسيما بعد دخول الوحدة الصناعية الرابعة بالجرف الأصفر مرحلة ذروة الإنتاج.
في هذا الإطار، ساهم خط الأنبوب في ربح 1.3 مليار درهم من كلفة الإنتاج خلال الأشهر التسعة من هذا العام، فيما وفر هذا الخط على المجمع 5.5 ملايير درهم منذ إطلاقه سنة 2014. كما جاءت هذه النتيجة الإيجابية بفضل سياسة التنويع التي انتهجها الفاعل الوطني للاستجابة لزبنائه المتنوعين بالقارات الخمس، والذين يزيد عددهم عن 160 زبونا. وإلى جانب ذلك واصل المجمع سياسته الاستثمارية، حيث بلغت الاستثمارات، التي باشرها مع متم شهر شتنبر الماضي 7.2 ملايير درهم. وفي تعليق له، عزا مصطفى التراب، الرئيس المدير العام للمجمع الشريف للفوسفاط، هذه النتيجة إلى الطاقة الإنتاجية للوحدات الصناعية الجديدة، إلى جانب تنافسية المجمع فيما يتعلق بكلفة الإنتاج، لاسيما بفضل خط الأنبوب، مضيفا أن ذلك ساهم في تحسين هامش الأرباح EBTDA. وتعد مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط مؤسسة رائدة على المستوى العالمي في مجال إنتاج الفوسفاط، حيث تمكنت، من خلال استراتيجية صناعية واضحة المعالم، من فرض نفسها كشركة رائدة في السوق للمنتجات الفوسفاطية ذات القيمة المضافة العالية. هذه الريادة تعززت بفضل انخراط المكتب في مرحلة استراتيجية صناعية جديدة، على مدى بعيد، بهدف توسيع قدرة إنتاج الفوسفاط والأسمدة، وتقليص التكاليف، والاستثمار في البحث والتطوير. وبالنسبة لاقتصاد كلفة الإنتاج، فإن تكنولوجيا نقل لباب الفوسفاط عبر الأنابيب، مثلت قفزة نوعية للمجمع، إذ تغيرت في العمق سلسلة الإنتاج الصناعي للمجموعة من خلال توجيه نقل الفوسفاط نحو نظام مندمج ومتكامل للباب الفوسفاط بين الحوض المنجمي لخريبكة والموقع الصناعي للجرف الأصفر، وهو ما سيسمح بنقل 38 مليون طن من الفوسفاط سنويا من مناجم خريبكة نحو وحدات التثمين بالجرف الأصفر. وستسمح عملية نقل لباب الفوسفاط عبر الأنابيب، كذلك، من اقتصاد 3 ملايين متر مكعب من المياه سنويا، بفضل المحافظة على الرطوبة الطبيعية للفوسفاط المستخرج، كما سيكون له أثر إيجابي على بصمة الكربون، حيث سيقلص انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون بحوالي 930 ألف طن سنويا، واقتصاد 160 ألف طن من الفيول سنويا. وتعزز هذه الرؤية المسؤولة بيئيا، التي تعد العمود الفقري لاستراتيجية OCP الاقتصادية، النموذج التدبيري للمجموعة.. |