تم اليوم الخميس بأووندو بالغابون (20 كلم عن العاصمة ليبروفيل)، تدشين مصنع جديد لإنتاج الإسمنت أنجزته المجموعة المغربية "اسمنت إفريقيا" (سيماف)، باستثمار بقيمة 23 مليار فرنك إفريقي (أزيد من 30 مليون أورو).
وترأس حفل التدشين الرئيس الغابوني، علي بونغو أونديمبا، بحضور، على الخصوص، الرئيس المدير العام لمجموعة (سيماف)، أنس الصفريوي، ورئيس الحكومة الغابونية، دانييل أونا أون، والعديد من أعضاء ديوانه، ورؤساء مؤسسات دستورية وممثلو السلك الدبلوماسي المعتمد بليبروفيل.
وتبلغ الطاقة الإنتاجية السنوية لهذا المصنع الجديد (سيماف-غابون) الذي تم الشروع في إنجازه في يونيو 2013، 500 ألف طن من الاسمنت ويمكن أن تصل إلى مليون طن.
وأحدثت هذه الوحدة الصناعية خلال فترة إنجازها حوالي ألف منصب شغل، وأزيد من 200 منصب شغل مباشر وغير مباشر خلال فترة الاستغلال.
وأعرب الرئيس علي بونغو في تصريح للصحافة، عن شكره للمستثمرين المغاربة الذين وضعوا ثقتهم في الغابون ويواكبون جهودها التنموية، ولاسيما في إطار مخطط الغايون الصناعي.
وقال إن "تدشين هذا المصنع يشكل دليلا آخر للمنجزات التي نراها تتحقق في هذا الصدد، ونحن سعداء جدا بمعاينة جهودنا التنموية تحظى بمواكبة من أشقائنا المغاربة الذين يقدمون لنا المساعدة، لتجسيد طموحنا، أنا وشقيقي صاحب الجلالة الملك محمد السادس، المتمثل في نسج شراكة جنوب-جنوب مربحة للطرفين".
وأضاف أن هذا المصنع يشكل بالتالي تلبية للحاجة للتنمية في مجال بناء البنيات التحتية وعلامة ثقة المستثمر في بلادنا.
من جهته، أكد الصفريوي في كلمة خلال حفل التدشين، أن الاستثمار في الغابون يشكل "نتيجة منطقية" للعلاقات المتميزة التي تجمع البلدين الشقيقين والصديقين و"نموذجا" للتعاون جنوب-جنوب.
وأبرز أن الغابون كانت من إحدى الدول الأوائل التي قررت مجموعة (سيماف) الاستثمار فيها، وذلك بفضل الإصلاحات الاقتصادية التي تم القيام بها، ووضع المخطط الاستراتيجي (الغابون الصاعد) بمبادرة من رئيس الجمهورية.
وذكر الصفريوي أن مجموعته حاضرة على مستوى 20 بلدا، من ضمنها 1 بلدا تم الشروع في العمل بها، فيما يتم التحضير للشروع في الدول الثمانية الأخرى، إضافة إلى مصنع جار إنجازه بفرنسا، وهو ما يجعل من مجموعة (سيماف) فاعلا من الطراز الأول في مجال الاسمنت.
وأوضح أنه مع مصنع (سيماف غابون)، ينتقل حجم الإنتاج الإجمالي ل(سيماف) في الغابون إلى 900 ألف طن، ويمكن أن يصل إلى 4ر1 مليون طن، من أجل حاجة وطنية سنوية تصل إلى 700 ألف طن.
ومع الرفع من رأسمال (سيماف غابون) ب29 مليار فرنك إفريقي، تفوق استثمارات المجموعة المغربية في قطاع الاسمنت بالغابون، 52 مليار فرنك إفريقي.
وسيمكن مصنع (أووندو) من صناعة اسمنت من جودة عالية بفضل فاصل من الجيل الثالث، والتكنولوجيا الألمانية، من أجل تغذية الأوراش الكبرى (السدود والموانئ والجسور).
وجرى هذا الاستثمار في احترام صارم للمعايير البيئية الدولية، بما يزيد عن 15 في المائة من المبلغ الإجمالي للاستثمار مخصصة للاستراتيجية البيئية ولمعيار المسؤولية المجتمعية والبيئية.
وفي هذا الإطار، أبرز الصفريوي أن انبعاث الغبار حسب المعيار العالمي يصل إلى 20 ملغ/نورمو/متر مكعب، في الوقت الذي كان فيه حجم هذا الانبعاث خلال إنجاز المصنع الجديد يقل عن 5 ملغ/ نورمو/ متر مكعب، مضيفا أن المواد الأول تخزن في باحات مغطاة وخالية من الغبار لتفادي أي انبعاث له، وكذا لتفادي التسرب للفرشة المائية.
وأضاف أن المجموعة المغربية ستستثمر في مد المصنع بخط السكة الحديدية لتزويد مجموع التراب الوطني، مشيرا إلى أنه تم توفير وسائل لوجستية مهمة لنقل الاسمنت إلى بور جنتيل، العاصمة الاقتصادية للغابون.
وأشار من جهة أخرى، إلى أن مجموعته تقوم حاليا بإنجاز استثمار إضافي في أنشطة الاسمنت الجاهز للاستخدام، بطاقة ب100 ألف متر مكعب في السنة من أجل ضمان احترافية سلسلة الاسمنت.
من جهة أخرى، قال السيد الصفريوي إنه بمعدل اندماج بنسبة 95 في المائة، تثمن المجموعة المغربية الأطر والتقنيين الغابونيين الذين استفادوا من برنامج طموح للتكوين ونقل التكنولوجيا خلال شهور في مصانعها بالمغرب قبل العودة إلى بلدهم لإطلاق استغلال مصنع أووندو.
وأضاف أنه بشراكة مع السلطات الغابونية، تعمل (سيماف) على وضع معيار للاسمنت لضمان جودة وطنية وفق المعايير الدولية، سواء بالنسبة للأوراش الكبرى أو للزبناء بشكل عام.
وحسب الصفريوي، فإنه بفضل صناعة قوية، يمكن للاقتصاد الغابوني إحداث مزيد من القيمة، والحد من الواردات وإخراج العملة الصعبة.
وأشار إلى أنه بالنسبة لقطاع الأسمنت، تمثل الواردات، على الرغم من الاستثمارات الصناعية المنجزة، حوالي 45 بالمائة على مستوى السوق، وهو ما يمثل "حصة مهمة جدا تهدد، في نهاية المطاف، نشاط إنتاج الاسمنت المحلي، وفرص العمل التي يوفرها، ومساهمتها في الثروة الوطنية، لأن المصانع تخفض إنتاجها إلى 40 في المائة من طاقتها".
وأكد أنه على الرغم من هذا التشوش في السوق، فإن (سيماف) "عازمة على مواكبة تنمية الغابون من خلال الاضطلاع بدور فاعل رئيسي في مخطط الغابون الصاعد".
وأعرب الصفريوي عن الأمل في أن تعمل الحكومة الغابونية على اتخاذ تدابير ضرورية من قبيل وقف استيراد الاسمنت، وذلك من أجل حماية قطاع الاسمنت الغابوني والاستثمارات المقبلة.
|