عادت الاحتجاجات من جديد إلى محطات القطار، فقد شهدت محطة الدار البيضاء الميناء، أمس الخميس، فورة غضب كبيرة من قبل العديد من المسافرين بعد تأخر القطارات لأزيد من ساعة ونصف.

وتعبيرا عن اشتداد سخطهم على خدمات المكتب الوطني للسكك الحديدية، عمد العشرات من المسافرين إلى منع قطارين من الانطلاق على بعد ساعتين على موعد الإفطار. ونزل المسافرون إلى السكة للحديدية لإعاقة تحرك القطار بعد ما وصفوه بكثرة التأخرات التي يعانون منها.

ولئن كانت حركة القطارات تسجل عدة اختلالات، مما يثير احتقانا لدى المسافرين على متنها، فإن مصدرا جيد الاطلاع، من داخل إدارة المكتب الوطني للسكك الحديدية، كشف للموقع أن الاختلالات الحالية ما هي إلا نتيجة لسياسات سابقة نهجها المسؤولون السابقون لإدارات المكتب.

وقال المصدر ذاته، وهو إطار سككي، إن محمد ربيع لخليع، المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية، يدفع ثمن سياسة اعتمدها العلج وغلاب من قبله، وتحكمت فيها المقاربة المالية وهاجس إعادة التوازن، موضحا أن الإجراءات التي اعتمدها المدير العام الأسبق وسار عليها غلاب من بعده، أدت إلى تسريح العديد من أطر المؤسسة، الذين كانوا يساهمون في الرفع من جودة خدمات القطار، فضلا عن توقيف عملية تجديد أسطول القطارات لما يزيد عن 12 سنة والتخلي عن مستودع قطع الغيار، الذي كان يلعب دورا كبيرا في سرعة إصلاح الأعطاب التي تصيب القطارات.

وقال الإطار ذاته إن الإجراءات المتخذة في تلك الفترة كانت لها عواقب وخيمة على قطاع السكك الحديدية، مؤكدا أنها امتدت إلى وحدة صناعية مهمة وعمدت إلى توقيفها بعدما كانت تزود المكتب بعربات القطار.

ومن جهة أخرى، كشف المصدر ذاته أنه حتى في عهد الإدارة الحالية تمت عدة صفقات لاقتناء قطارات تبين مع مرور سنوات قليلة أنها لم تكن في المستوى المطلوب، داعيا إلى محاسبة مسؤولي المكتب السابقين والحاليين على الاختلالات التي يعرفها ومن ضمنها تلك المتعلقة بإدارة الموارد البشرية داخل المكتب.