سلع رمضان تؤثث «درب عمر» بالبيضاء.. عروض وفيرة وأسعار تغري الزبناء | ||
| ||
عبد الإله شبل/عن:هسبريس ما إن تلج السوق الشهير “درب عمر” بقلب الدار البيضاء حتى تلفت انتباهك محلات التوابل والتمور والقطاني، لتسافر بك إلى أجواء شهر رمضان الذي لم تعد تفصل عنه سوى أسابيع قليلة. استعدادات على قدم وساق بمختلف المحلات و”القيساريات”، ومنتجات ترحل بالزوار إلى عادات المغاربة خلال الشهر الفضيل. سلع متوفرة تزينت مختلف المحلات والأروقة في سوق درب عمر المعروف في الدار البيضاء، هذه الأيام، واستعرض التجار مختلف السلع لاستقبال شهر رمضان الكريم. القطاني المستعملة في طبق “الحريرة” حاضرة، وكذلك التمور بأنواعها، تنتظر الزبائن من البيضاء ومن خارجها. يؤكد التجار في هذا السوق انخراطهم في استقبال هذا الشهر الفضيل بتوفير السلع التي يحتاجها المغاربة لتأثيث مائدة الإفطار، بالرغم من إكراهات الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي يمر منها العالم والتي أرخت بظلالها على السوق الوطنية. محلات عديدة عرضت ما لديها من سلع ومنتجات، وما كانت تضعه في مخازنها أزالت عنه الستار، لاقتناص فرصة بيعه وترويجه في هذه الفترة من السنة التي يكون فيها الرواج كبيرا. لم تمنع الظروف العالمية، وخصوصا الحرب الجارية بين روسيا وأوكرانيا، إلى جانب ارتفاع أسعار المحروقات، هؤلاء التجار الكبار من الاستعداد لشهر رمضان؛ إنه مناسبة تتطلب التحضير لها مسبقا لتوفير السلع التي يزداد الإقبال عليها. جولة في هذا السوق الشهير الذي يقبل عليه التجار الصغار والمواطنون من مختلف المناطق بالدار البيضاء ومن خارجها، تكشف وفرة السلع قبل شهر الصيام. التوابل (العطرية) حاضرة تنتظر إقبالا عليها، أما أنواع الشاي والقهوة فعرضها سيفوق الطلب، بحسب شهادات التجار. خلال الجولة التي قامت بها، عاينت هسبريس وفرة التمور والقطاني بأنواعها، رغم الخصاص المسجل في مادة العدس، لكن التجار يقللون من ذلك ويؤكدون أنها ستكون متوفرة بشكل كبير خلال هذه المناسبة الدينية بفضل الاستيراد. أسعار متباينة المواد الضرورية في شهر رمضان متوفرة بالكم الكافي، والأسعار تختلف من مادة لأخرى. يؤكد تجار درب عمر، في تصريحاتهم لهسبريس، أن أثمنة هذه المواد تختلف من مادة لأخرى، ومنها ما عرف سعره انخفاضا عما كان عليه سابقا، ومنها ما تجمد ثمنه، وفي المقابل هناك مواد عرفت أسعارها ارتفاعا ملحوظا. المعطيات المتوفرة لدى هسبريس من خلال شهادات هؤلاء التجار، تفيد بأن مواد من قبيل “الشعرية الصينية” و”الأرز” و”الذرة” عرفت أسعارها تراجعا بقرابة النصف عما كانت عليه سابقا، إذ انخفض ثمن “الشعرية” من 9 دراهم إلى 4.5 دراهم للكيلوغرام، و”الماييز” انخفض سعره من 5 إلى 3.90 دراهم، بينما تراجع سعر الأرز من 18 إلى 13.5 دراهم. في المقابل، فإن أسعار بعض المنتجات والسلع عرفت ارتفاعا ملحوظا، حيث تم تسجيل زيادة بدرهمين في مختلف أنواع التمور التي تبدأ أسعارها من 13 درهما، فيما القطاني، وخاصة العدس، يصل ثمنها حاليا إلى 13.8 درهما. وفي السياق نفسه، جرى تسجيل ارتفاع في سعر “الفول” إلى 13 درهما، بينما ارتفع سعر الحمص إلى 20 درهما، وهو ما عزاه التجار إلى قلة العرض في السوق، متوقعين تراجع ثمنه في رمضان بحكم استيراده. وفي الوقت الذي تعرف فيه أسعار الطماطم ارتفاعا في أسواق الخضر والفواكه، فإن الأمر نفسه سجل على مستوى سوق درب عمر فيما يخص مربى الطماطم، إذ عرفت، وفق إفادات التجار، ارتفاعا مقارنة مع السنة الماضية من 13 درهما إلى 19 درهما. رهان على الإقبال يراهن التجار بسوق “درب عمر” و”درب ميلا” الخاص بالتمور على الأسابيع المقبلة من أجل تزايد الإقبال على السلع الخاصة برمضان، مسجلين أن حركية البيع والشراء، إلى حدود الساعة، تظل شبه عادية ولم تعرف رواجا بعد. وأكد سعيد فرح، الكاتب العام لجمعية اتحاد تجار ومهنيي درب عمر، أن وضعية البيع والشراء هذه الأيام عادية، معربا عن أمله بتحسنها كثيرا مع دنو شهر رمضان على غرار المواسم الماضية. وفيما يتعلق بمدى وفرة المواد الخاصة بشهر رمضان من تمور وتوابل وغيرها، قال سعيد فرح إنها ستكون متوفرة بشكل كاف خلال شهر الصيام المقبل، بالرغم من قلة بعض المواد خلال هذه الأيام. وتابع المتحدث لهسبريس بأن التجار يعملون جاهدين من أجل توفير السلع الخاصة بالشهر الفضيل، مؤكدا أن السوق سيكون معززا بمتخلف المواد الضرورية التي تعرف استهلاكا من طرف المغاربة. وأوضح أن غلاء بعض المواد هذه الأيام، يرجع بالأساس إلى كونها محلية، مشيرا إلى أن تعزيز السوق الوطنية بمواد مستوردة في الأسابيع المقبلة سيجعل الأثمان تتراجع. وأضاف ممثل التجار بالسوق الشهير أن بعض الباعة تضرروا كثيرا جراء انخفاض سعر الشحن الدولي عما كان عليه سابقا، وهو ما جعلهم يبيعون بعض السلع بأثمنة منخفضة عن الثمن الذي تم اقتناؤها به السنة الفارطة. | ||