على هامش فعاليات قمة الأطراف حول التغيرات المناخية التي تحتضنها مراكش هذه الأيام وتقريبا لمضامين هذا الملتقى العالمي من كافة شرائح المجتمع، بادرت مجموعة العمران بتعاون مع الجماعة الحضرية لمراكش بإعادة تأهيل فضاء أخضر كان لمدة عقود يرصع النسيج العمراني العريق للمدينة العتيقة لمراكش متوسطا فضاءا عمرانيا لازالت جدرانه ونوافذه المفتوحة عليه شاهدة على الاهتمام الذي كان يوليه المغاربة منذ القدم للساحات الخضراء كمجال للترفيه والتمازج الاجتماعي، سيما وأن رياض لعروس الذي يمتد على مساحة تناهز 3200 متر مربع لا يبعد كثيرا عن المعالم التاريخية المشهورة كباب دكالة وساحة جامع لفنا.
ولعل تلك بعض من الأسباب التي دفعت مجموعة العمران إلى الاعتناء بهذا الفضاء وإدراجه ضمن البرنامج الحافل الذي أعدته للمساهمة في إغناء الفعاليات والتظاهرات التي تسهر عليها والمواكبة لقمة المناخ في دورتها 22، وذلك باعتبارها فاعلا وطنيا يعنى بتنفيذ البرامج الحكومية المتعلقة بالسكن الاجتماعي والتأهيل الحضري وإعادة الاعتبار للتراث العمراني. ومما ميز هذه المبادرة كذلك كونها من جهة تندرج في سياق تفعيل الاستراتيجية التنموية للمجموعة والتي أولت منذ مدة غير قصيرة جوانب البيئة واستدامة المنشآت أهمية بالغة كرستها من خلال مخطط التدبير البيبئي والاجتماعي الذي اعتمدته كقاعدة ومرجع تؤسس عليه برامجها في التنمية الحضرية المستدامة واعتبارا للأهمية التي توليها للشراكة في تدبير مشاريعها سواء على المستوى المؤسساتي أو من خلال الشراكات التعددة التي تجمعها بالمتدخلين الخواص ومكونات المجتمع المدني. وفي هذا لا بد من الإشارة إلى أن من أسباب نجاح هذه المبادرة انفتاح المجموعة على عدد من جمعيات المجتمع المدني وعلى رأسها بالنسبة لرياض لعروس جمعية "صفر قمامة". هذه الجمعية التي سهرت على تأثيث الفضاء، بعد إعادة تأهيله وإصلاحه من طرف العمران، على تأطير أنشطة توعوية شارك فيها شباب من الطلبة والفاعلين الجمعويين من عدة مدن مغربية وذلك لفائدة شباب وسكان المنطقة الذين لم يخفوا بهجتهم وافتخارهم بإعادة إحياء هذا الفضاء الجميل.
هذه الجوانب الإيجابية لهذه المبادرة شكلت موضوع التصريح الذي أدلى به رئيس الإدارة الجماعية لمجموعة العمران ، السيد بدر كانوني، لوسائل الإعلام وخاصة تلك التي حضرت يوم 17 من هذا الشهر بحيث أعرب عن ارتياحه لعودة ساكنة المدينة القديمة لهذا الفضاء الجميل وعزمهم إعادة امتلاكه وإحياء وظائفه العمرانية والحضرية والثقافية ولم لا مواصلة المبادرات التحسيسية بدور المجتمع في الحفاظ على التراث والبيئة معا. |