الأحد 24 نونبر 2024
راصد إنتخابي
آخر الأخبار
مغاربة العالم - الجهة 13
تابعونا على الفايسبوك

خبير زراعي: الأمطار الأخيرة ستستفيد منها بعض المزروعات لكنها تبقى ضعيفة لملء السدود

كازا 24 الأربعاء 28 فبراير 2024

عن/2M

قال الخبير البيئي والزراعي، محمد بنعطا، إن التساقطات المطرية المسجلة في الأيام الماضية بالمغرب تحمل بشرى خير لإنقاذ الموسم الفلاحي، مضيفا ضمن فقرة "ثلاثة أسئلة"، أن هذه "الأمطار ستستفيد منها بعض المزروعات كالحبوب، لكنها تبقى ضعيفة ولا يمكن أن تملأ الفرشات المائية والسدود".

التفاصيل في نص الحوار:

س: بداية، كيف تقيمون حجم وآثار التغييرات المناخية على المغرب؟

ج: أثار التغييرات المناخية على المغرب بدت واضحة جدا على مستوى ندرة التساقطات المطرية، من ناحية الكم وأيضا على مستوى توزيع الأمطار طيلة فترات السنة. المعطيات الإحصائية بينت أن الموارد المائية التي كانت في سنوات الستينات لم تعد نفسها في الفترة الحالية، وذلك نتيجة التغير المناخي.

سدود المملكة أصبحت بدورها تواجه هذا التحدي، بحيث باتت تعرف انخفاضا في المنسوب المائي لا يتعدى 10 بالمائة على المستوى الوطني.

ومن جهة ثانية فإن إشكالية ندرة الموارد المائية لم تأخذ بعين الاعتبار في برامج الدولة لاسيما في النموذج الفلاحي عبر اعتماد مزروعات جديدة على حساب مزروعات تتلاءم وطبيعة المغرب، وبالتالي بعد مرور سنوات أصبحنا نعيش ونواجه أزمة الجفاف واستنزاف الموارد المائية.

المياه الجوفية هي الأخرى استنزفت، بحيث جميع الفرشات المائية على صعيد المغرب وصلت لمرحلة خطيرة، وهو ما يهدد بلادنا بأزمة عطش. 

 

س: ما رأيكم في الإجراءات الاستعجالية التي اتخذتها الدولة لمواجهة أزمة الجفاف؟

ج: أظن أن الإجراءات الاستعجالية التي أقرتها الدولة ومن بينها تحلية مياه البحر هي مسألة ضرورية، لأن المغرب يواجه تحدي العطش.

أما الإجراءات الأخرى كخفض صبيب المياه في بعض المدن وإغلاق الحمامات لمدة ثلاثة ومحلات غسل السيارات كان لابد القيام بها لتدبير المياه قبل الوصول إلى هذه المرحلة الحرجة جدا التي تعيشها بلادنا.

كما نجد أن المواطن لا يعي خطورة الوضع المائي بالمغرب، لذلك فإن الحملات التحسيسية على الصعيد الوطني عبر الإعلام ومختلف القنوات التواصلية ضرورية لإشعار المواطنين بهذا الوضع الحالي ومنع تبذير المياه.

لكل ذلك، لا بد من إعادة النظر في النموذج الفلاحي الذي نهجه المغرب قبل عشرين سنة والذي كان يتجه إلى تصدير المنتجات الفلاحية على حساب استنزاف الفرشات المائية والتي تدخل ضمن المخزون الاستراتيجي للماء، كما يجب تشديد الرقابة على حفر الآبار والثقوب المائية.

في فيما يتعلق بالفلاحة، سجل في الأيام الماضية في الأسبوع الأول من شهر فبراير الجاري تساقطات مطرية مهمة في بعض المدن، هل ترون أن هذه الأمطار يمكن أن يكون لها أثر إيجابي على الموسم الفلاحي؟

نزول الأمطار رغم تأخرها إلا أنها تحمل بشرى خير. في بداية الموسم الفلاحي كان الجفاف واضحا، حيث كان ينتظر في شهر يناير تساقط الأمطار على أقل 25 ملمتر لكي ينطلق الموسم بشكل جيد غير أنه سجلنا غيابها في هذا الشهر.

فهذه الأمطار الأخيرة يمكن أن تروي الأرض والمراعي وستستفيد منها بعض المزروعات كالحبوب، لكن تبقى هذه الأمطار ضعيفة لا يمكن أن تملأ الفرشات المائية والسدود، ونتمنى أن نسجل الأمطار في شهر الربيع لكي يكون المحصول الزراعي لابأس به.