الخميس 19 شتنبر 2024
راصد إنتخابي
آخر الأخبار
مغاربة العالم - الجهة 13
تابعونا على الفايسبوك

وحدة اليسر للتعليم الأولي بالهراويين .. بارقة أمل لأطفال المناطق الهشة

كازا 24 السبت 15 أكتوبر 2022

بتراب جماعة الهراويين التابعة لإقليم مديونة بالدار البيضاء، تمثل وحدة اليسر للتعليم الأولي بارقة أمل لأطفال ساكنة هذه المنطقة الهشة، بإتاحتها لهم فرصة الولوج إلى خدمات تعليم أولي ذي جودة تمكنهم من الاستعداد في أفضل الظروف للتعليم الابتدائي، وبالتالي ضمان أكبر قدر من حظوظ النجاح في مسارهم الدراسي مستقبلا.

كما تعتبر هذه الوحدة، التي تم افتتاحها في دجنبر 2021 في إطار شراكة بين اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية بإقليم مديونة والمؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي، نموذجا على مستوى الإقليم في ما يخص تقريب خدمات التعليم الأولي لفائدة المناطق الهشة، وذلك بفضل بنايتها العصرية الحديثة التي تتوفر على المعايير المطلوبة في الفضاءات التربوية التي تستقبل هذه الشريحة من الأطفال، وتجهيزاتها المتكاملة بما فيها حجرات دراسية ذات جاذبية.

 

ويستفيد من خدمات هذه الوحدة التربوية 250 طفلا وطفلة يسهر على تأطيرهم طاقم يتكون من 10 مربيات ومربين فضلا عن طاقم إداري، إلى جانب الاستفادة من خدمات حافلة نقل مدرسي تتكفل بتأمين نقل هؤلاء الأطفال طيلة أيام الدراسة بين منازلهم والفضاء التربوي في خطوة تشجع الآباء على إرسال أطفالهم إلى وحدات التعليم الأولي.

 

وبدا واضحا على أطفال هذه المؤسسة التربوية شعور غامر بالفرح وهم منغمسون في أنشطتهم التربوية المتنوعة والهادفة، بينما حرصت المربيات في حجرات أطفال المرحلة المتوسطة على تعريف الناشئة بعيد المولد النبوي الشريف والرسول الكريم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام تزامنا مع حلول هذه الذكرى النبوية في خطوة تسهم في ترسيخ القيم الدينية الأصيلة في نفوس الأطفال.

 

 

 

وحسب السيدة حنان سريتي المسؤولة الإقليمية بالمؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي على مستوى بنسليمان ومديونة، فإن إقليم مديونة شهد منذ انطلاق المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، إحداث 28 وحدة للتعليم الأولي بالوسط القروي والمناطق الهشة.

 

وتابعت أنه تم إحداث هذه الوحدات في إطار الاتفاقيات المبرمة بين المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي، واللجنة الإقليمية للتنمية البشرية، وبمساهمة الشركاء المحليين للهيئات المنتخبة، بغلاف مالي إجمالي بتمويل من المبادرة يبلغ 3.266.231,83 درهما كتكلفة للتهيئة، وبمبلغ 1.350.000,00 درهما كتكلفة للتجهيز، بينما بلغت تكلفة التسيير 6.600.000,00 درهما، بمساهمة الشركاء في مجالي التجهيز والتسيير بقيمة 1.794.000 درهما.

 

وأشارت إلى أن هذه الوحدات تضم 54 حجرة، وتم توظيف 54 مرب ومربية بناء على طلبات التشغيل المقدمة لقسم العمل الاجتماعي وبيانات الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات في إطار مباراة للانتقاء مع إعطاء الأولوية لشباب الدواوير المعنية المتوفرين على شروط الترشيح، ليستفيد كل المربين والمربيات الذين توفقوا في اجتياز المباراة من تكوين أساس في المجال.

 

في هذا السياق، أبرزت المسؤولة أن مركز اليسر للتعليم الأولي بجماعة الهراويين يعتبر نموذجا لمشروع التعليم الأولي بإقليم مديونة، ويضم عشر حجرات ويستقبل 250 طفلا وطفلة وتبلغ تكلفة تسييره 550.000 درهما عن كل سنة بمساهمة من المجلس الإقليمي لمديونة، مشيرة إلى أنه يوجد أيضا نموذج آخر بتراب جماعة سيدي حجاج وادي حصار بالمركز السوسيو-رياضي الصافية يضم 4 أقسام ويستقبل 90 طفلا وطفلة.

 

من جانب آخر، ذكرت أنه تم أيضا افتتاح أقسام للتعليم الأولي على مستوى المؤسسات التعليمية العمومية بشراكة بين المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين للدارالبيضاء- سطات، والتي همت 150 قسما و48 وحدة موزعة على العالم الحضري وشبه القروي والمناطق الهشة على مستوى إقليم مديونة.

 

من جهته، أعرب عبد الحق عثمان، مربي بوحدة اليسر للتعليم الأولي، في تصريح للقناة الإخبارية M24، التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن شكره للجهات التي بادرت إلى إحداث هذا المركز التربوي بجماعة الهراويين التي تعتبر منطقة هشة، وذلك بهدف تمكين الأطفال من تعليم ذي جودة.

 

وأبرز أن المركز يعمل على تربية هؤلاء الأطفال على قيم المواطنة والتربية السليمة من أجل صناعة جيل قادر على أن يحقق المطلوب منه وأن يلج سلك الابتدائي بطريقة سلسة.

 

وتجدر الإشارة إلى أن المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي هي جمعية غير ربحية حاصلة على صفة المنفعة العامة عام 2009، وتهدف إلى تنمية وتعميم تعليم أولي ذي جودة ومتاح لجميع الأطفال في المغرب، خاصة في المناطق القروية والمهمشة.

 

وتغطي شبكة وحدات المدارس الموجودة تحت إدارة المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي كافة جهات وأقاليم المغرب مع 17000 قسم تعليم أولي خاصة في الوسط القروي.

 

ويعد التعليم الأولي دعامة أساسية للمدرسة المغربية الجديدة لأنه يقع في صلب إصلاح نظام التربية على الصعيد الوطني، ولا سيما منذ إطلاق البرنامج الوطني لتعميم وتطوير التعليم الأولي (PNGDP) سنة 2018. وتنزيلا لهذا البرنامج على مستوى جهة الدار البيضاء – سطات، فقد تم تحديد كهدف رئيسي بلوغ معدل الالتحاق بالتعليم الأولي نسبة 100 بالمائة مع حلول الموسم الدراسي 2027-2028. إذ أن الجهود ما تزال متواصلة لتنزيل هذا الورش الكبير ( التعليم الأولي) الكفيل بتحسين جودة التعليم والنهوض بالمدرسة المغربية.

 

ويبقى التحدي الأساسي تسريع تعميم خدمات التعليم الأولي بمختلف المناطق وخاصة المناطق شبه حضرية والعالم القروي، وبالمقابل وعي الآباء بالأهمية البالغة لتسجيل أطفالهم في مؤسسات التعليم الأولي لتحصيل المعارف ومهارات التعلم الأولية التي تمكن الأطفال من ولوج سلس إلى التعليم الأولي، وهو ما يسهم في الحد من الهدر المدرسي إحدى المعضلات التي تواجه إصلاح المنظومة التربوية