وم ع

احتفى مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل أمس  الخميس، بحصول المعهد الجديد المتخصص للتكنولوجيا التطبيقية بزناتة على شهادة الجودة البيئية العالية HQE، التي تتوج الكفاءات الطاقية والبيئية والصحية المثالية، ليصير بذلك أول مركز للتكوين على الصعيد الوطني يحصل على هذه الشهادة في مجال البناء (مستوى التفوق).

ويعد تتويج المعهد المتخصص للتكنولوجيا التطبيقية بزناتة بهذه الشهادة ثمرة اتفاقية الشراكة التي تربط مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل بشركة تهيئة زناتة، التابعة لصندوق الإيداع والتدبير، التي بموجبها التزمت الشركة بمواكبة المكتب في الحصول على هذا التصنيف الذي يوثق لمقاربة الجودة في مجال البناء بشكل يستجيب للمعايير البيئية وفق الإطار المرجعي المحدد سلفا.

وفي هذا السياق، أبرزت لبنى اطريشا المديرة العامة لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل،أن هذه الشهادة العالمية تؤكد رؤية مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل التي تجمع بين الجودة واحترام البيئة والإدارة المسؤولة.

كما أشارت إلى أن هذه المؤسسة تم تصميمها وبناؤها لتقديم مستوى من الأداء الطاقي، والبيئي والصحي يتوافق مع المعايير الدولية في هذا المجال، مما يجعلها أول معهد تكوين مهني يتم منحه شهادة مبنى مستدام ذي جودة بيئية عالية، مما يعكس التزام مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل ببناء جيل جديد من المؤسسات الصديقة للبيئة.

وأبرزت اطريشا أنه تم الحصول على هذه الشهادة بفضل التعاون بين مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل وشركة تهيئة زناتة، مشيرة إلى أن الطاقة الاستيعابية للمعهد الجديد الذي تم بناؤه على مساحة 7000 متر مربع منها 2744,64 مترا مربعا مغطاة، تبلغ 493 مقعدا بيداغوجيا، ويوفر عرضا تكوينيا يغطي 12 شعبة في مهن الرقمية والذكاء الاصطناعي والتسيير والتجارة، بالإضافة إلى الهندسة الكهربائية والميكانيكية.

من جهته، أشار مدير قطب العمليات بشركة تهيئة زناتة، قاسم الحجي في تصريح مماثل، إلى أن افتتاح هذا الموقع في زناتة يندرج في إطار السياسة الرامية إلى جعل هذه المدينة مدينة بيئية نموذجية، من خلال إنجاز مرافق عامة تأخذ جوانب التنمية المستدامة في الاعتبار.

وأضاف الحجي أنه “في إطار الشراكة مع مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل كان الأمر يتعلق بالحصول على مبنى حاصل على شهادة الجودة البيئية العالية في مجال البناء، الشيء الذي تمكنا من تحقيقه مع مختلف المقاولات المغربية”.

و يتوفر المعهد على بنيات تحتية متنوعة، تضم قاعتين متخصصتين و 7 قاعات للدروس و 6 ورشات للتطبيقات، من أجل تعزيز التعلم عبر التجربة لفائدة المتدربين من مختلف الشعب.

كما يضع المعهد رهن إشارة المتدربين بنيات مشتركة من أجل تقوية كفاءاتهم الذاتية وتزويدهم بكفاءات جديدة، حيث يضم المعهد المتخصص للتكنولوجيا التطبيقية بزناتة 03 قاعات إضافية مخصصة للغات و للكفاءات السلوكية والمقاولاتية والتعلم الرقمي، فضلا عن ملعب للرياضة من أجل توفير الأجواء الملائمة للمتدربين.

وتوفر المؤسسة التكوينية للمترشحين الشباب والمتدربين والخريجين مركزا للتوجيه المهني، من أجل تزويدهم بالمعلومات وتوجيههم ومواكبتهم في مسار بناء مشروعهم المهني وتجسيده على أرض الواقع تدعيما للخدمات التي تقدمها المنصة الرقمية My way، بالإضافة إلى الأنشطة التي تساعد على الإدماج.

وقد تطلب إنجاز المعهد المتخصص للتكنولوجيا التطبيقية بزناتة غلافا ماليا بلغ 47.6 مليون درهم، منها 25 مليون درهم للدراسات والبناء و22.6 مليون درهم للتجهيز.

ويأتي هذا المعهد الجديد ليعزز الجهاز التكويني بجهة الدار البيضاء-سطات التي تضم 112 مؤسسة للتكوين المهني منها 12 مركزا تعاقديا و 12 مركزا في إطار برنامج إعادة إدماج السجناء.

ويوفر هذا الجهاز عرضا تكوينيا يؤمن 104.400 مقعد في 289 شعبة، تهم 10 قطاعات مهنية وهي: الصناعة، البناء والأشغال العمومية، النقل واللوجستيك، الفندقة والسياحة والمطعمة والاقتصاد الأخضر، بالإضافة إلى الصحة والفلاحة والصناعة التقليدية والتسيير والتجارة، والرقمية والذكاء الاصطناعي.

ويتشكل العرض التكويني بالجهة من 65% تكوين بدبلوم، و26% تكوين تأهيلي، و9% مخصصة للباكالوريا المهنية و المسار الإعدادي.

كما يضم الجهاز التكويني بالجهة 6 داخليات تأوي 1060 سريرا مفتوحا في وجه المتدربين الشباب المنحدرين من مناطق بعيدة، بهدف الاستجابة لحاجياتهم من الإيواء والمطعمة.

يشار إلى أنه سيتم تعزيز الجهاز التكويني لجهة الدار البيضاء-سطات ابتداء من الدخول التكويني المقبل 2023-2024 بمدينة المهن والكفاءات التي تندرج في إطار المشروع 2 لخارطة الطريق الجديدة لتطوير التكوين المهني. وستوفر هذه المؤسسة التكوينية، التي تمتد على مساحة 16 هكتارا، 7 قطاعات رئيسية بطاقة استيعابية تصل إلى 5435 مقعدا بيداغوجيا.