تم إطلاق المدرسة في الخارج التابعة للمدرسة البلجيكية في الدار البيضاء، بحضور السيد بيير إيف جيهولي الوزير - رئيس اتحاد والونيا – بروكسل، والعديد من الشخصيات وممثلي السلطات المغربية والبلجيكية.
استغرق إطلاق هذه المدرسة في الهواء الطلق ثلاث سنوات من الإعداد والتحضير، قامت خلالها فرق مركز تطوير المدارس البلجيكية بالمغرب بوضع تصور شامل لكل نواحي هذا المشروع البيداغوجي المبتكر. اطلعت فرق المركز على أفضل ممارسات التعليم في الهواء الطلق على المستوى العالمي، وتعاونت مع خبراء متخصصين في هذا المجال قادمين من مدارس ومعاهد التعليم العالي في بلجيكا الفرانكوفونية، بالإضافة إلى الاعتماد على مهندسين معماريين من المغرب وبلجيكا. وفي نفس الوقت، تم إعداد دورات تكوينية على المقاس لفائدة المعلمين الذين سيتولون مهمة التدريس في مدرسة الهواء الطلق.
بهذا الصدد، سيتم إنشاء بنية تحتية كاملة لمدرسة الهواء الطلق على قطعة أرضية تصل مساحتها إلى 1.5 هكتار، والتي توجد داخل الموقع الحالي للمدرسة البلجيكية في الدار البيضاء بطريق أزمور. وتمت تهيئة هذه البنية في شكل فضاءات، بعضها للاستقبال وأخرى للتدريس، من بينها: فضاء الاكتشاف، فضاء نباتي، فضاء الحيوانات، محطة الأرصاد الجوية، فضاء التجمع… وبهدف إدماج بعد التنمية المستدامة في المشروع، تم جلب العديد من التجهيزات إلى الموقع، منها عنفة الرياح وألواح الطاقة الشمسية، إضافة إلى محطة لمعالجة المياه. سيشمل فضاء المدرسة ثلاثة فصول دراسية تصل مساحة كل منها إلى 120 مترا مربعا، وتم إنشاؤها باستعمال الخشب، وتثبيتها على أوتاد قوية.
ويتيح حجم هذه المدرسة في الهواء الطلق استقبال حوالي 100 تلميذ دفعة واحدة. خلال مرحلة أولى، ستخصص مدرسة الهواء الطلق لاستقبال تلامذة مستويات التعليم الأولي إلى غاية السنة الثانية ابتدائي، وستكون موجهة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عامين و 7 سنوات، والذين سيستفيدون من تعليم مزدوج: أقسام تقليدية وأقسام في الهواء الطلق.
من خلال هذا المشروع الريادي، تعتزم المدرسة البلجيكية في الدار البيضاء أن تقدم لتلاميذها كل مزايا التعليم في الهواء الطلق عبر نقل جزء من العملية التعليم خارج الأقسام التقليدية. ومن بين المزايا المهمة المعروفة لهذا المفهوم البيداغوجي الذي يركز على الاكتشاف والتجريب والتفاعل مع الطبيعة: الرفع من الأداء المدرسي، تحسين التنمية الذاتية للطفل، تنمية قدرات التعاون وارتباط الطفل بالأرض. فعلى سبيل المثال، يتم تحفيز الأداء المدرسي عبر تعزيز القدرة على التركيز والتذكر وحل المشاكل وذلك بفضل الحالة النشطة التي يوضع فيها الطفل، بحيث يتمكن هذا الأخير من إغناء رصيده اللغوي وتطوير قدراته على التواصل. كما يكون الطفل أيضا أكثر سعادة وأقل ضغطا عندما يدرس خارج الجدران. |