التعادل الإيجابي يحسم مباراة «الديربي البيضاوي» بين الرجاء والوداد |
نشرة إنذارية: طقس حار مرتقب من السبت إلى الاثنين بعدد من مناطق المملكة |
«الديربي البيضاوي».. التشكيلة الأساسية للرجاء والوداد |
حافلات الدار البيضاء.. تغيير مؤقت في جزء من مسار الخط الرابط بين داوليز والسالمية |
رغم أنه بدون جمهور.. تعزيزات أمنية بملعب «العربي الزاولي» لتأمين «الديربي البيضاوي» |
15 عاماً على هجمات الدار البيضاء.. ماذا تغير في سيدي مومن؟ | ||
| ||
عن/الدوتشڤليه /الهام الطالبي - الدار البيضاء 15 عاماً مرت على هجمات الدار البيضاء الدامية عام 2003 التي هزت المغرب والمنطقة آنذاك، وكان أغلب المهاجمين ينحدرون من حي سيدي مومن الذي ارتبط اسمه بالجريمة والتطرف. DW عربية زارت هذا الحي لترصد ماذا تغير بعد 15 عاماً. «أحاول جاهداً أن أمحو تلك المرحلة من حياتي. إنها نقطة سوداء في ماضينا»، يقول خالد (اسم مستعار)، البالغ من العمر 36 عاماً كان يعيش في الحي الصفيحي «السكويلة في سيدي مومن، حيث خرج أغلب المتورطين في التفجيرات الدامية التي هزت مدينة الدار البيضاء بالمغرب في 16 ماي 2003 وأسفرت عن مقتل 45 شخصاً من بينهم 11 انتحارياً.
كان من الصعب على خالد سرد تفاصيل تلك المرحلة الحساسة من حياته التي انتهت باعتقاله جراء حملة مداهمات طالت متطرفي المنطقة عقب أحداث 16 ماَي الدامية. «كانوايستغلوننا فقط» وعن الأسباب التي دفعته إلى ترك الفكر المتطرف، يقول خالد كانت شقيقتي الصغرى ستتزوج آنذاك، وخلال اعتقالي رفض خطيبها الزواج منها بسببي، أحسست بالألم جراء ذلك». يعتبر خالد أن نبذ المجتمع له ولعائلته وإحساسه بأنه تعرض للاستغلال من قبل أولئك المتشددين دفعه إلى التخلص من تلك الأفكار المتطرفة. ويشير خالد «أحداث 16 ماي وما نجم عنه من ضحايا، ومعاناة عائلتي وأسر الشباب الذين فجروا أنفسهم، كل ذلك جعلني أدرك بأن تلك الأفكار المتطرفة لا علاقة لها بالدين الإسلامي وأنهم كانوا يستغلوننا فقط». ويشتغل خالد في التجارة الآن بعد ما تخلى عن تلك الأفكار المتشددة. ويقول في هذا السياق: «كان من الصعب عليَّ التعافي من تلك المرحلة الصعبة لكن نجحت في نهاية المطاف».
الوضع في حي «الرحامنة»'الصفيحي بسيدي مومن لا يختلف كثيراً، حيث لا يزال السكان يعيشون في السكن العشوائي، أكوام من النفايات تحاصر البيوت القصديرية، رائحة تزكم الأنوف، وخبز حاف منتشرة على الأرض، يتاجر فيه السكان لتأمين لقمة العيش، وعربات مجرورة تعرض الخضر والسمك، تجمعات شبابية في كل مكان من بينهم من يتعاطى المخدرات، بينما يكتفي البعض الآخر بمراقبة المارة. إبراهيم كرو ناشط مدني، وأحد أبناء الحي الذي عاش تفاصيل تلك الأحداث الدامية من حي سيدي مومن. يشعر كرو بالحزن على حال منطقته وشبابها، ويقول في هذا السياق لـDW عربية: «خلال تلك المرحلة كان الشباب يتوجه إلى التطرف. أما الآن فقد أصبحوا يدمنون على المخدرات، كما أن جميع أنواع المخدرات توجد في المنطقة ما يتسبب في انتشار الجريمة». ويضيف كرو بنبرة يعلوها الغضب: «الشباب هنا يهربون من واقعهم بالمخدرات». وصمة عار
وأشار كرو إلى أن حي سيدي مومن يضم شريحة كبيرة من الشباب، أغلبهم من حاملي الشهادات الذين يعانون من البطالة، لافتاً إلى أن وصمة عار أحداث 16 ماي ما تزال تلاحق ساكني الحي. يشار إلى أن السلطات المغربية دشنت في 2015 السادس مركزاً للتكوين المهن متعدد التخصصات بحي سيدي مومن، ليستفيد الشباب المنحدرين من أسر فقيرة والمنقطعين من التكوين بهدف إدماجهم في سوق العمل. وكانت أحداث 16 ماي قد عجلت بإطلاق عملية إعادة الهيكلة وتوفير السكن اللائق التي استفاد منها سكان المجمعات العشوائية السكويلة وطوما، حيث خرج معظم المتورطين في تلك الهجمات الدامية. تطبيع مع الجريمة والمخدرات! تغيير المناهج
ويدعو المختص في علم النفس إلى ضرورة تغيير المناهج الدراسية وتوعية الأطفال والشباب «بأهمية حب الحياة والاندماج في المجتمع، لكي لا يكونوا فريسة سهلة لجماعات متطرفة أخرى». الحق في العيش الكريم وشدد أمحاسني على ضرورة توفير العيش الكريم لهذه الفئة، مشيراً إلى أن «هؤلاء الشباب ترعرعوا في سكن غير لائق ينامون في غرفة واحدة حيث العلاقة الحميمية بين الأب والأم ليست ببعيدة عن أنظارهم ومسامعهم، ما يجعلهم يفتقدون لتوازن النفسي والتربية السوية». واعتبر المتحدث ذاته أن مبادرات الجمعيات لدعم الفئات الهشة في سيدي مومن غير كافية بسب الكثافة السكانية الكبيرة في المنطقة، مؤكداً على «ضرورة تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية إلى جانب التوازن العائلي، وتغيير المناهج الدراسية لتكوين جيل أكثر انفتاحاً على آخر ومتسلحاً بالعقل النقدي». | ||