الخميس 28 مارس 2024
راصد إنتخابي
آخر الأخبار
مغاربة العالم - الجهة 13

«جشع» حراس السيارات المزيفين بالدار البيضاء .. حينما يطفح الكيل

تابعونا على الفايسبوك

قصة المغربي الوحيد الذي يدرس الصينيين بلغتهم

أهريرش سعاد/ عن موقع 2M الاثنين 10 أكتوبر 2016

هو ابن مدينة الرباط، فيها ترعرع ونشأ إلى حين حصوله على شهادة الباكالوريا، والتي كانت بمثابة بوابة نحو عبور ناصر بوشيبة إلى المرحلة الجامعية وإكمال مساره الأكاديمي، مسار اختار أن يتميز فيه عن أقرانه بالهجرة إلى الصين عوض دول الجوار كفرنسا وذلك بفضل حبه للثقافة الآسيوية، فكان التميز حليفه دائما حيث أصبح المغربي الوحيد الذي يحاضر في الجامعات الصينية وباللغة الصينية، ويقدم دروسا في التسيير المقاولاتي والعلاقات الصينية الافريقية. في هذا الحوار، نتعرف أكثر على مسار بوشيبة، منذ البداية إلى الآن، إلى جانب أهم انجازاته والصعوبات التي واجهته عند انتقاله إلى الصين. 

من هو ناصر بوشيبة؟

- أستاذ مغربي بجامعة Sun Yat Sen بمدينة كوانجو الصينية، وهي المدينة التي تتميز بتواجد أقدم المساجد في الصين وتعرف استقرار نسبة كبيرة من الجالية العربية، حيث أقوم بتدريس العلاقات الصينية الإفريقية خاصة في جانبها المتعلق بالمغرب وإفريقيا، إلى جانب التسيير المقاولاتي، من خلال دراسة النموذج الاقتصادي الصيني ومحاولة استنتاج كيف يمكن للدول الإفريقية الاستفادة منه من أجل النهوض باقتصادها بحكم أن بدايتهم متشابهة وعانوا من وطأة الاستعمار. 

ما هو مسارك الدراسي وكيف جاءتك فكرة الهجرة إلى الصين؟ 

- من الشائع جدا في المغرب، أن كل طالب يريد إكمال دراسته بعد الباكالوريا بالخارج، يختار إما الهجرة إلى أوروبا وخاصة فرنسا، الولايات المتحدة الأمريكية او غيرها من الوجهات التقليدية، غير أنني كنت مؤمنا أن الشخص إذا ما أراد أن يكون متميزا في أي مجال فعليه أن يختار مسارا مختلفا عن أقرانه، في هذا الإطار وبعد حصولي على شهادة الباكالوريا سنة 1995، اخترت الانتقال إلى الصين ذلك أن أخي كان يقيم هناك، إلى جانب أنني مهتم بالثقافة الآسيوية، خاصة في جانبها المتعلق بفنون الحرب حيث كنت عضوا بنادي ابي رقراق لرياضة التيكواندو.

بعد انتقالي إلى الصين كنت مطالبا بتعلم اللغة الصينية حيث درستها لمدة سنة، ثم بعد ذلك تخصصت في دراسة الطب الرياضي الصيني لمدة 4 سنوات، ثم في سنة 2001 اكتشفت أن تلقن اللغة الصينية مع الأجانب لا يساعدك على تعلمها كمن يتلقاها مع الصينيين، بالتالي قررت إعادة إجراء امتحان الباكالوريا مع الصينين، وأكملت مساري في تعلم هذه اللغة إلى جانب دراستي للتسيير المقاولاتي، حيث أنشأت مقاولة خاصة بي، قبل أن أقرر سنة 2009 العودة إلى مدرجات الجامعة من أجل دراسة النظريات السياسية. 

ما هي الصعوبات التي واجهتك عند انتقالك للعيش فى الصين؟

- عرفت الصين بأنها دولة منغلقة على نفسها وغير منفتحة على العادات الأجنبية، وذلك منذ حصولها على الاستقلال إلى غاية سنة 1990، بالتالي كان أهم عائق واجهني عند الانتقال للعيش فيها كان عائقا ثقافيا، إلى جانب عائق اللغة، غير أنه في الوقت نفسه فقد أثارتني كثيرا الثقافة الصينية حيث أعجبت بافتخارهم بتاريخهم وتراثهم، إلى جانب وعيهم بأهمية الحفاظ عليه للأجيال القادمة، وهو ما يفسر ارتفاع الميزانيات المخصصة لحماية التراث الصيني، وهو ما نأمل أن نجده في بلادنا خاصة أنه ذو تاريخ عريق.

هل أنت راض على ما وصلت إليه، وما هي أهدافك المستقبلية؟

- الحمد لله كان لدي مسار أكاديمي جيد في مجال التسيير المقاولاتي، حيث ساهمت في صياغة العديد من المناهج في هذا المجال، وهي المناهج التي يعتمدها الصينيون للتدريس في العديد من الجامعات، وكذلك رافقت الكثير من الشباب في إنجاح مشاريعهم الناشئة، غير أنني أؤمن دائما أنني لازلت في بداية الطريق، بالتالي أطمح أن أنقل تجربتي التي راكمتها بالصين إلى المغرب، خاصة في ظل السياسة العامة التي أصبح يعتمدها هذا الأخير تجاه الصين والتي تعد عاملا مساعدا على تقوية العلاقات المغربية الصينية، حيث أشتغل مع مجموعة من الفاعلين على اطلاق مبادرة لتسهيل ولوج الشركات المتوسطة والصغرى المغربية الى سوق المليار ونصف نسمة.

في هذا الإطار، هل تعتقد أنه من الممكن أن يصبح المغرب وجهة سياحية للجالية الصينية، إلى جانب كونه سوقا اقتصاديا؟

 - السائح الصيني أصبح محط تنافس من طرف العديد من الدول وذلك بحكم تميزه بالكرم مقارنة بباقي السياح، في هذا الإطار أجد أن المغرب جد مؤهل ليكون وجهة سياحية مفضلة للسائح الصيني، خاصة أن هذا الأخير يفضل المناطق ذات الطابع الصحراوي، وهو ما يمكن أن توفره له المملكة في العديد من المناطق كالداخلة، مرزوكة.. إلى جانب ذلك أشير إلى أن المغرب يتمتع بسمعة جيدة في الصين، بالتالي علينا أن نستغل هذا المعطى في جلب أكبر عدد من السياح، لكن شريطة أن نكون عند حسن توقعاتهم من خلال احترام عاداتهم وخصائص أكلهم، إلى جانب ضرورة الأمن.

أهريرش سعاد/ عن موقع 2M