الأحد 24 نونبر 2024
راصد إنتخابي
آخر الأخبار
مغاربة العالم - الجهة 13
تابعونا على الفايسبوك

مغاربة من«رينغستيد» يكتبون قصة نجاح

كازا 24 الأحد 10 دجنبر 2017

حسين ميموني/ومع/

يسطر العديد من المغاربة المقيمون في مدينة رينغستيد الدنماركية (حوالي 65 كلم جنوب كوبنهاغن) قصة نجاح حقيقية حيث ممارسة الفنون القتالية أكثر من مجرد الرياضة، بل رافعة للاندماج.

ويتميز هؤلاء المغاربة من أجيال مختلفة، وأغلبهم ينحدرون من الأقاليم الجنوبية للمملكة، بالشجاعة والإقدام خلال مباراياتهم المتنوعة في رياضات مثل "المواي تاي" و"الكيك بوكسينغ" و"الفول كونتاكت".

وأكد محمد أوبلعيد، مدرب الفريق المغربي، والذي لعب ضمن صفوف نادي رينغستيد للمواي تاي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه "تم تتويج ثمانية أبطال من أصل تسعة رياضيين اخترناهم للتباري خلال البطولة الأخيرة ليوم ثاني دجنبر الجاري في رينغستيد، التي عرفت مشاركة 400 رياضي من هولندا والسويد وإيطاليا وألمانيا والدنمارك".

ويظهر عطاء هؤلاء الرياضيين بشكل واضح من خلال الميداليات والجوائز والكؤوس والأحزمة من مختلف الأحجام والنقوش التي يحتفظ بها هذا النادي الرياضي.

وقال أوبلعيد، الذي يستند إلى عكاز بسبب كسر في قدمه اليمنى، "هذا هو الحصاد المتواضع للعمل المكثف الذي بدأ منذ أكثر من عقد من الزمان. كل كأس يروي قصة مباراة، كل حزام هو تتويج لأيام طويلة من الجهد والعرق".

وأوضح أوبلعيد، البالغ من العمر 38 عاما، والذي ازداد في رينغستيد، كيف أن الحلبة سحرته وهو في عمر 13 عاما مع صداقة ربطته بمواطنه الذي كان يعيش في روسكيلد على بعد حوالي 30 كلم شمال كوبنهاغن.

وأبرز أوبلعيد، وهو يعانق ابنه البالغ من العمر سنة ونصف، "لقد تبادلنا الزيارات. الرياضة أولا وقبل كل شيء شغف، إننا نتعلم مع فنون القتال الانضباط والاحترام".

وكشفت حكيمة لغريسي، الفاعلة الجمعوية، كيف أن "العمل النشط لهؤلاء الرياضيين والتزامهم الثابت صحح بشكل كبير النظرة المسبقة حول قدرة الشباب المنحدرين من أوساط مهاجرة على الاندماج".

وقالت لغريسي إنه "من خلال عملي وتواصلي مع السلطات الدنماركية على المستوى المحلي، يمكنني التأكيد أن عمل هؤلاء الشباب يحظى بالتقدير الكبير. فالرياضة رافعة قوية للاندماج".

وتندرج في هذا السياق الزيارة التي قامت بها، خلال نهاية الأسبوع الجاري، سفيرة المغرب في الدنمارك السيدة خديجة الرويسي، إلى مقر نادي مواي تاي الذي يضم أكثر من 65 منخرطا، من ضمنهم عشر فتيات.

وأكدت السيدة الرويسي، خلال هذه الزيارة، أن "المغرب، المهتم بجميع بناته وأبنائه، لا يمكنه إلا أن يقوم بتسليط الضوء على المبادرات ذات الأهمية، خاصة حينما يكون وراءها شباب متشبثون بالوطن الأم وبلد النشأة".

واعتبرت أن "هذا النوع من المبادرات الجادة والناجحة تبعث على الشعور بالفخر المزدوج"، مبرزة ضرورة تنمية الروح الإيجابية وإبراز قصص النجاح التي تعزز أكثر جسور التبادل والتواصل والمعرفة المتبادلة.

وأكدت السيدة الرويسي، خلال كلمتها أمام أعضاء النادي، أنه سيتم اتخاذ الإجراءات الضرورية لتسهيل التواصل مع الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين في الخارج وشؤون الهجرة، ووزارة الشباب والرياضة، من أجل تنظيم زيارات رياضية ولقاءات صداقة في المغرب والدنمارك.

وفي الوقت الذي كانت فيه الدبلوماسية المغربية تأخذ صورة تذكارية في الحلبة مع أعضاء النادي، كان طفل يبلغ من العمر ثلاث سنوات منشغل بتمارين رياضية تحاكي ضرب خصم وهمي، في إشارة إلى أن بذور النجاح تغرس مبكرا.