وسط حي آدم سمورگن الراقي في مدينة واشنطن دي سي، الذي يسميه سكان المدينة بـ«المتلث الذهبي» يقف الشاب المغربي جواد السعداوي خلف«كونتوار»مطعم مكسيكي يستقبل زبائن مطعمه بابتسامة مرحبة بالوافدين على المحل الذي يقدم وجبات غذائية لزبائن أوفياء .
يقع المطعم في زاوية حي آدم سمورغن الراقي الذي يصل فيه سعر المتر المربع الواحد لأرقام فلكية ويقطن فيه رجال الأعمال، فإن الشاب المغربي جواد السعداوي تمكن بفضل كفاح مرير على مدار 23 سنة من أن يحقق نجاحا وإن كان قد بدأ من الصفر ليصبح حاليا هذا المغربي الطموح أحد رجال الاعمال اللذين يحضون بثقة المجتمع الامريكي وهو يشرف على مطعمين يشغلان 120 عاملا.
«لم يكن الطريق أمامي مفروشا بالورود،أذكر جيدا يوم التحقت بالولايات المتحدة الامريكية قادما من المغرب بتاريخ 23 غشت 1994 من أجل استكمال دراستي،تاركا خلفي أسرتي الصغيرة في مدينة مراكش،وقد اشتغلت في البداية في مطعم أغسل الصحون ثم صرت نادلا ألبي طلبات الزبائن ولم أكن يوما أعتقد أنني سأصبح أدير مطعمين في أحد أرقى الأحياء بالعاصمة واشنطن».
وعزا جواد السعداوي المزداد بمدينة مراكش سنة 1975،سر نجاحه في بلاد العم سام إلى شيئين اثنين هما«تمّارة والمعقول»،بمعنى العمل المضني والجدية المطلوبة ،مشددا على أن الانسان إذا أحب عمله واشتغل بإيمان وقناعة سيحقق نتائج مرضية مستقبلا قبل أن يستطرد في حديث لموقع «كازا24» قائلا«خاص بنادم يعرف علاش جا النهار الاول لأمريكا ويبقا ديما عاقل علاش جا ..باش ميتخربقوش ليه لموارة ديال المگانة ويخدم بالمعقول ..ولا يصبح مجرد قطعة بشرية متحركة وسط مدينة تشبه طاحونة وتفرض على الوافدين عليها العيش ضمن إقاع نمط عيشها اليومي الصاخب»ً.
يملك هذا الشاب المغربي عزيمة وإصرارين قويين قاداه إلى النجاح بدون أن يتنكر لأصله ووسطه الشعبي ،لذلك يحرص على أن يتعامل مع العاملين معه في المطعمات اللذان يديرهما بحس انساني نبيل ، جعل من المستخدمين يشتغلون بكد لخدمة الزبائن مما جعل مطعمه«المكسيكي» يحصل الماضي على تصنيف مشرف،اذ تم اختياره على قائمة 14 مطعما مميزا في واشنطن دي سي.
ورغم النجاح اللافت للانتباه الذي حققه المغربي جواد السعداوي فإنه يعتبر نفسه مجرد عامل بسيط في المطعمان الذي افتتح أحدهما في شهر مارس الماضي ، مشددا على أن العمل بصدق وحب المهنة التي يزاولها يجعله يشعر بالسعادة ،خصوصا عندما يثني زبائن المطعم على الخدمات وجودة المأكولات التي يتناولونها بمعيّة أفراد أسرهم.
|