حكيمة أوعميرى، أو سيدة الحافلات كما يفضل أن يناديها بعض الركاب، من المغربيات القليلات في ألمانيا اللواتي اخترن مهنة كانت ولفترة حكرا على الرجال، وهي أيضا المرأة الوحيدة من أصول مغربية التي تقود الحافلة في مدينة درامشتاط.
اختيار حكيمة لهاته المهنة جاء كتحدي لبعض المشاكل العائلية والأزمات النفسية التي مرت بها في فترة من حياتها في ألمانيا، كما جاء تحقيقا لحلم قديم منذ أن كانت طفلة في المغرب.
فحكاية حكيمة مع الحافلة بدأت وهي طفلة بمسقط رأسها، ونمت في منطقة القصيبة التي تبعد ب 45 كلم عن مدينة بني ملال حيث كانت تتابع دراستها، وتحققت في ألمانيا منذ خمس سنوات وبالضبط في مدينة درامشتاط التي تبعد عن فرانكفورت ب 36 كلم، وذلك بعد أن اتمت بنجاح تكوينها كسائقة إلى جانب 21 متدربا كلهم من الرجال.
وتحكي حكيمة مبتسمة أنها كانت تحاول جاهدة، خلال فترة التدريب، ألا تبدو أقل أو أضعف من الآخرين، خصوصا أنها كانت تتحمل مسؤولية أخرى وهي الاهتمام بابنها الوحيد الذي كان من دوافع عزيمتها وقوتها.
ففترة التكوين تضيف حكيمة لم تكن سهلة، حيث كان هناك الكثير من الرجال ، ومنهم مغاربة أيضا ، ينظرون لها على أنها في المكان والمهنة غير المناسبين لها، متغافلين بذلك جانب القوة الذي تتمتع به المرأة، حيث كان عليها أن تثبت لهم أنها على قدر كبير من المسؤولية والثقة في النفس، وهذا ما حققته وتعتز به، لأنها بشكل أو بآخر تساهم من جهة في تقديم صورة المرأة الأمازيغية المغربية كما تقدم من جهة أخرى صورة إيجابية عن اندماج المرأة المغربية وتكسير الصور النمطية اللصيقة بها. لذلك فعملها كسائقة لا زال يثير الكثير من الدهشة خصوصا عند الألمان، في حين تبدي المغربيات اللواتي يعرفنها الكثير من الاعجاب والافتخار. |