الجمعة 22 نونبر 2024
راصد إنتخابي
آخر الأخبار
مغاربة العالم - الجهة 13
تابعونا على الفايسبوك

ياسين الدرقاوي.. مغامر يمخر عباب البحار

كازا 24 الاثنين 15 يناير 2024

 بقلم الحسن بن يحيى / ومع/

من بين لجة البحر ومن رذاذ تلاطم الأمواج وفضول الحيتان القاتلة، تطفو قصص ياسين الدرقاوي من جولاته ومغامراته في الجانب الآخر من العالم، وتحديدا من جزر جنوب التايلاند.

هناك حقق هذا المغامر الشغوف بالبحار رقما قياسيا عالميا في الإبحار وحيدا، دون مساعدة وبلا توقف لمدة ثلاثة أيام وثلاث ليالي قطع خلالها ما يربو عن 250 ميلا بحريا، أي ما يقارب من 500 كيلومتر.

على متن زرقه من صنف "لازير" حقق ياسين الدرقاوي إنجازات أخرى بخليج التايلاند، وهي منطقة معروفة بخطورتها لدى ممارسي الرياضات البحرية، لكونها مليئة بزوارق الصيد السرية التي تصطاد بشكل غير قانوني وبدون أية أضواء، كما تعرف على مدى العام ظواهر مناخية متقلبة، من قبيل الأعاصير. يصفها المغامر المغربي باختصار بكونها "حقل ألغام حقيقي".

بعد عودته إلى أرض الوطن، وبعد كسر رقمه القياسي من قبل مغامر أمريكي، شرع ياسين الدرقاوي في محاولات حثيثة لاستعادة رقمه انطلاقا من مدينة طنجة، المدينة التي زرعت فيه شغف مجابهة الأمواج.

في مغامرته الجديدة التي يرتقب أن ينطلق فيها في الفترة بين 15 و 20 يناير الجاري حسب الظروف المناخية المواتية، يطمح ياسين لأن ينطلق في مغامرة بحرية وحيدا ودون توقف او مساعدة لقطع مسافة تصل إلى 340 ميلا بحريا (حوالي 600 كلم) بالإبحار في مسار مغلقة بين طنجة وأصيلة.

ويسر ياسين في حديثه مع وكالة المغرب العربي للأنباء أن "المغامرة ستكون شاقة بالتأكيد، هذا النوع من التحديات يتطلب استعدادا ذهنيا وبدنيا لتجاوز مختلف الصعاب بالبحر".

باستعماله فقط لوزن جسمه لضمان توازن الزورق الشراعي، على ياسين الدرقاوي التحلي بدرجة قصوى من اليقظة أمام تقلب الرياح للقيام بالمناورات الضرورية والدقيقة للرفع من أدائه على متن الزورق الشراعي.

وقال "يتعين علي أن أبقي منتبها للغاية لتغيرات التيارات البحرية وحركات المد والجزر، خاصة عند مخرج مضيق جبل طارق، المشهور بقوة تياراته ورياحه"'.

ولكي يتمكن ياسين من الحفاظ على لياقته البدنية، كان عليه أن يعدل نظامه الغذائي منذ عدة أسابيع، حيث يتناول فقط خليط "أملو" والزبدة وزيت الزيتون للاستفادة من مكوناتها الدهنية.

وعلى طول مسار المغامرة، يعتزم ياسين تناول كميات صغيرة من المعكرونة والتمر لغناها بالألياف، وكذلك الكركم لمحاربة الالتهابات، والمورينغا لخصائصها الحيوية، على حد قوله.

وشدد على أن الإبحار وحيدا يمثل في حد ذاته تجربة صعبة للغاية، ويمكن أن يؤدي بالمغامر إلى الهلوسة، مما يتطلب إعدادا عقليا قويا للبقاء على المسار الصحيح في اللحظات الحرجة.

وفي الواقع، تفقد دورة الليل والنهار وضوحها المعتاد في البحر المفتوح، كما أن الإبحار الليلي يضيف بعدا آخر من التوتر، مما يتطلب يقظة متزايدة وتوجيها دقيقا للقارب على الرغم من التعب.

وإلى جانب التحدي الرياضي، يأمل ياسين أن يكون مصدر إلهام للأجيال القادمة من خلال إظهار أن المثابرة والتخطيط والعمل الجاد هي مفاتيح النجاح، سواء في البحار الهائجة أو في الحياة اليومية.