في ظل التطور الهائل الذي تعرفه منصات التواصل الإجتماعي وقدرتها على جذب المحتوى الرقمي الحصري من المواقع الإخبارية بشكل خاص، وتمكّنها من جذب الملايين من المستخدمين، تستفيد المواقع والمنصات الرقمية من الخصائص الجديدة والمميزات فتجذب شريحة أوسع من الجمهور الذي لم تستطع اسطياده عبر منصاتها.

وفي الوقت الذي تركز العديد من المؤسسات الإخبارية خصوصاً العربية منها، جهودها وميزانياتها الإعلانية على منصتي فيسبوك وتويتر فقط، قد تغفل منصتين مهمتين وهما إنستاغرام وسناب شات وما توفرانه من مميزات وإمكانيات مهمة تساهم في تسويق وانتشار الخبر.

توفر هذه المنصات قواعد شعبية ضخمة، إذ وصل عدد المستخدمين النشيطين على منصة سنابشات في الربع الأخير من 2017 إلى أكثر من 178 مليون مستخدم نشيط يومياً حسب موقع الإحصائيات ستاتيستا، في حين بلغ عدد مستخدمي منصة إنستاجرام حوالي 800 مليون مستخدم نشيط شهرياً، بحسب نفس المصدر.

كما أن المتابع للتحديثات الجديدة والخدمات التي تقدمها منصتي إنستاغرام وسناب شات يلاحظ أن هاتين المنصتين يحاولان ما أمكن لتطوير خصائصهما ومميزاتهما مما يتماشى بشكل كبير مع متطلبات غرف الأخبار. ووصلنا لمرحلة أن هذه المنصات تقوم بمساعدة صنّاع المحتوى الإخباري والمنتجين الرقميين على تأدية عملهم بشكل أفضل.

تعرفوا على مميزات سناب شات وإنستغرام لتسهيل عمل الصحفيين

قصص سنابشات ليست للترفيه فقط!

ظلت إلى وقت قريب الفكرة الشائعة حول سناب شات أنها منصة ترفيهية فقط، ولكن قبل مدة ليست بقصيرة انطلقت المنصة في تحديث ونشر أدوات جديدة تحمل من الإمكانيات ما يؤهلها لتكون في ريادة المنصات المستفاد منها للعمل الصحفي، فالطبيعة المتجددة والسريعة التي بنيت عليها فكرة التطبيق والتي تقوم على مشاركة القصص القصيرة والتي تختفي بعد 24 ساعة من عرضها، ألزمت الصحفيين بالتركيز على ابتكار وسائل عديدة لاستخدام هذه المميزات.

قصص صحفية بالصور

تبقى هذه الخاصية من أهم الخصائص التي جاءت بها فكرة تطبيق سناب شات، الأمر الذي ميزه عن باقي التطبيقات والمنصات الأخرى في البداية. فكانت وما زالت مصدر إلهام للشركات الأخرى التي نسخت الفكرة لوضعها في تطبيقاتها.

هذه الخاصية يمكن الإستفادة منها صحفياً عبر عرض قصص إخبارية باستخدام الصور مع إضافة نصوص ورموز تعبيرية لكل صورة تساعد على سرد القصة.

كذلك التطبيق يدعم تغيير مكان النص واختيارات متعددة بين الألوان، كما أنه يوفر مزايا أخرى كإضافة ملصقات تعبيرية تضم حزمة من الخيارات المتعددة لإضافة الزمان والمكان وغيرها من الخصائص التي ندعوكم لاختبارها واعطائنا رأيكم بها.

كما يمكن استخدام هذه الخاصية في تجميع القصصات وردود أفعال من مصادر مختلفة لتدعيم عرض تقرير إخباري حول موضوع يستأثر باهتمام الرأي العام.

عرض القصص بالفيديو

من المعروف أن التطبيق يدعم تصوير وعرض الفيديوهات مع إمكانية إضافة كل المميزات التي ذكرناها سابقا، وهذا من شأنه تدعيم عمل الصحفيين بعرض قصص بالفيديو وهناك تجارب ملهمة من مؤسسات صحفية نجحت في تكييف هذه الخاصية مع العمل الصحفي مثل تجربتي مؤسستي CNBC newsو NBC في تغطية الإنتخابات الرئاسية الأمريكية باستخدام تطبيق سناب شات.

كما أن أهم ما يميز عرض الفيديو بسناب شات هو خاصية إضافة التأثيرات المعروفة ب Lens والتي يتم إضافة العديد منها حسب المناسبات.

ويمكن صنع واحدة خاصة تتناسب مع طبيعة العمل المراد تقديمه باستخدام هذا الرابط، الذي يوفر برنامجاً خاصاً لصنع هذه القوالب ويقدم شرحاً مبسطاً لاستخدامه أيضاً.

كما يمكن صنع فيديوهات أكثر احترافية باستخدام إحدى البرامج التي تتطلب مهارات خاصة كبرنامج أدوبي بروميار الشهير وAfter Effects أو برنامج Motion Appleلمستخدمي نظام IOS.

وتجدر الإشارة أنه يُنصح باستخدام هذه الخاصية في إجراء حوارات صحفية قصيرة خلال تغطية الأحداث العاجلة.

استكشاف وتجميع الأخبار

توفر منصة سناب شات ركناً إخبارياً تمّ بناءه خصيصاً للمؤسسات الإعلامية الكبيرة، والذي من خلاله يتم نشر قصاصات إخبارية بشكل تفاعلي تتناسب مع متطلبات مستخدمي منصة سنابشات، والتي غالباً ما تحمل روح التجديد في عرض قصص تعتمد على السرد أولاً.

لغاية الآن لا تزال هذه الخاصية حِكراً على المؤسسات الإعلامية التي تجمعها شراكات رسمية مع منصة سناب شات، وتنحصر الإستفادة منها بالنسبة لعامة المستخدمين فقط في متابعة وتجميع الأخبار من مصادر مختلفة.

إنستاجرام 10 مواد مرئية لقصة واحدة

من الأدوات الجيدة التي طورها فريق إنستاجرام هي إمكانية عرض منشور واحد بمواد مرئية متنوعة بين الصور والفيديو تصل إلى 10 مواد في المنشور الواحد.

من خلال هذه الميزة أُتيحت الفرصة للصحفيين بامكانية تدعيم قصصهم بموارد مرئية مختلفة وعرض الحدث وكواليسه.

أكبر مثال على ذلك تغطية مؤسسة NBC NEWS لحفل توزيع جوائز الكولدن كلوب على انستجرام. كما أنها جاءت كوسيلة مساعدة للمنصات الإعلامية التقليدية التي لازالت تجد صعوبة في تكييف قصصها مع الوقت القصير الذي تمنحه المنصات الرقمية لعرض الفيديو الواحد.

فكرة قصص الإنستاجرام المنسوخة تتفوق على أصلها

حينما قرر فريق انستاجرام بنسخ فكرة سناب شات في عرض القصص وإضافتها لتطبيقات واتساب وفيسبوك ومسنجر وطبعاً لانستاجرام اعتقد الكثير أن الفكرة المقلدة لن تستمر طويلاً إلا أن واقع الأرقام ينبىء بعكس ذلك. إذ أن الإحصائيات التي تقارن بين عرض القصص بين سناب شات وإنستاغرام أثبتت المنافسة الشرسة لهذا الأخير في عدد مستخدمي ميزة عرض القصص بل استطاعت في العديد من المناسبات التفوق على أصحاب الفكرة الأصلية خصوصاً وأن إنستاجرام طوّر الفكرة بإمكانية أرشفة القصص المهمة حتى يستطيع المتابع العودة إليها متى أراد دون التقيّد بضرورة رؤيتها خلال فترة 24 ساعة.

إذاً من الضروري استغلال منصة إنستاجرام في عرض القصص الإخبارية لكونها ستساعد على كسب عدد كبير من الجماهير التي تفضل استعمال هذه المنصّة. كما أن الفريق المشرف على التطبيق طور عدة أدوات أخرى من بينها خاصية البث المباشر وأضاف عليها إمكانية إرسال البث للمتابعين، وطور أفكار جديدة منها إمكانية متابعة هاشتاج معين وهي الخدمة التي من شأنها المساعدة في تجميع الأخبار.

إنستغرام وفيسبوك جهود واحدة بميزانية واحدة للوصول إلى جمهورين!

بعد استحواذ شركة فيسبوك على تطبيق إنستاجرام في صفقة المليار دولار ركز القائمين على قسم الإعلانات بالشركة على ابتكار أفكار ومميزات جديدة تدعّم هذه الصفقة، إذ قامت الشركة بدمج خاصية للمعلنين تمكن من استخدام خطة إعلانية واحدة لعرض الإعلانات على فيسبوك وإنستاجرام في آنٍ واحد. بالتالي أصبح بإمكان المؤسسات الصحفية استخدام ميزانية واحدة لحملة إعلانية في المنصتين بهدف الوصول لجمهورين مختلفين في آنٍ واحد كما تساهم هذه الخاصية في توفير الجهد والوقت المبذول في إنشاء الحملات الإعلانية.