ليس ثمة شك أن اللقاء الذي عقدته لجنة العدالة والحقيقة للدفاع عن الصحفي توفيق بوعشرين، المتهم بجريمة الاغتصاب والتحرش والاتجار بالبشر، بفندق حسان بالرباط ، كان الهدف منه ليس البحث عن الحقيقة ولكن بسط مجموعة من المعطيات من اجل التدليس والافتراء عن طريق الدفاع عن المتهم بشكل اعمى في إطار "انصر أخاك ظالما او مظلوما" ولعل الاطلاع على اسماء مؤسسي هذه اللجنة او المشاركين في لقاء فندق حسان يكشف ان الجامع بينهم او المشترك هو الحقد الذي يكنونه تجاه المؤسسات.
إن العدالة والحقيقة تلزم اي حقوقي ان يستمع كذلك للضحايا وعدم هضم حقوقهم في إطار مقاربة حقوقية، كما هو متعارف عليه دوليا، وليس الاكتفاء بقاعدة وَيْل للمصلين، مع مراعاة أدنى شروط الموضوعية والحياد واستحضار الوازع الحقوقي لإعطاء المصداقية لعمل هذه اللجنة، غير ان المتتبع لإشغال هذه الندوة يخرج جازما وبقناعة ان هدفها هو نقل اخبار للرأي العام بعيدة عن كل ماهو حقوقي في هذا الملف مما يجعلها مجرد مسرحية حيث اغلب التدخلات لاصحابها كان هدفها تصفية الحساب مع الدولة في إطار مقاربة تبخيسية وسوداوية لا أقل ولا اكثر تحث شعار البحث عن الحقيقة، مع ان الحقيقة بريئة منهم براءة الذئب من دم يوسف. |