الاثنين 25 نونبر 2024
راصد إنتخابي
آخر الأخبار
مغاربة العالم - الجهة 13
تابعونا على الفايسبوك

الكرسي الشرفي ينزلق من تحت أقدام مفسدي العمل النقابي والصحافي في المغرب

كازا 24 الاثنين 16 يوليوز 2018

بقلم: سعيد رحيم*

أكد الصراع المتفجر حول (المقعد الثامن/ الشرفي) بالمجلس الوطني للصحافة، إثر فشل انعقاد أول اجماع لهذا الأخير يوم الجمعة الماضي بالرباط، الطبيعة الجوهرية والمحورية التي ترتكز عليها مهنة الصحافة، والتي تتمثل أساسا في شرف المهنة نبلها والإلتزام بالتعهدات و بالابتعاد ما أمكن عن تزييف أو تحريف الحقائق.

لقد سبق لكبار الصحافيين في العالم أن أطلقوا على مهنة الصحافة ألقابا رفيعة تعكس المكانة التي تحظى بها في كل الأوساط عبر العالم، ومنها "صاحبة الجلال" و"المهنة النبيلة" و" والسلطة الرابعة"، بل منهم من ذهب في بعض الأحيان الحرجة جدا إلى تسميتها ب"السلطة الأولى".

وأمام الزيغ المهني والاخلاقي -لدى بعض ممتهني الصحافة- الذين عمقوا انحرافها في بلدان عدة، منها المغرب وساعدتهم على ذلك أجواء قمع حرية الرأي والتعبير وسوء التنظيم والتأطير وضعف وتردي أوضاع الصحافيات والصحفيين في المؤسسات العمومية والخاصة وانتشار الكثير من المعوقات والأمراض المهنية والأخلاقية- برزت لدى مجموع الفاعلين في المجال فكرة إقامة "مجالس وطنية للصحافة" تؤول إليها مهمة التنظيم الذاتي للمهنة.

وبما أن المغرب بلد من البلدان التي راكمت الصحافة فيها لسنين طويلة الكثير من المظاهر السلبية، تسببت في سلب حرية بعض المدراء الصحفيين وفي إغلاق مؤسسات إعلامية، كانت ملاذا للعشرات من العاملين بها، فقد تقرر أيضا

خوض تجربة خلق مجلس و طني للصحافة، كإطار مؤسساتي يسهر على وضع آليات الحكامة والشفافية، التي تحفز التنيظم الذاتي للمهنة، بما يضمن عودتها عموما إلى الرشد المهني والتدبيري والأخلاقي، إذ لا صحافة بدون أخلاق

و لإرساء هذه الآلية تجندت فعاليات مهنية إلى جانب وزارة الثقافة والإتصال لإخراج هذه المؤسسة إلى حيز الوجود. وكان من نتيجة ذلك، دون الدخول في االتفاصيل المرافقة، فوز لائحة (حرية،مهنية، نزاهة ) وكيلها الصحفي حميد ساعدني من قطاع السمعي البصري، في الإنتخابات المخصصة لذلك يوم 22 يونيو 2018..

لقد تأتى فوز هذه اللائحة بفضل التحالف بين النقابة الوطنية للصحافة المغربية والجامعة الوطنية للصحافة والإعلام والإتصال المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، الذي ينتمي إليه وكيل اللائحة الفائزة.

وفي خضم عملية إرساء هذا التحالف تعهدت النقابة الوطنية للصحافة المغربية، في شخص رئيسها عبد الله البقالي وأمين مجلسها الوطني الفيدرالي، بحجز المقعد الثامن (الصحفي الشرفي) لفائدة الجامعة الوطنية للصحافة والإعلام، كتعويض عن خلل التوان في اللائحة المشتركة المكونة من ستة أعضاء للنقابة الوطنية وعضو واحد فقط للجامعة الوطنية.

وعلى إثر هذا الإلتزام الأخلاقي تم -في أعقاب الإعلان عن نتائج الانتخابات- تحديد موعد السبت 14 يوليوز بمقر (إ م ش) بالدار البيضاء للحسم في اسم الصفحي الذي سيجلس على المقعد الثامن، الذي هو المقعد الشرفي، تتويجا لسلسة متاعب الإعداد لإخراج المولود الجديد بالشرف، الذي يليق بالمجلس.

لكن الذي وقع ثلاثة أيام قبل موعد اجتماع الجامعة الوطنية لاختيار من سيمثلها في هذا المقعد شكل انتهاكا صارخا لكل المبادئ والقيم الأخلاقية المعبر عنها في لقاءات تنسيق طموح العمل النقابي الوحدوي. بحيث تسبب الإسم المعلن عنه لهذا المقعد، في زوبعة واندهاش كبيرين وسط الصحفيين عموما، على اعتبار أن نقابتين من هذا الحجم لن يغامرا بقرار لم يخضع لشرف الثميلية الاختيارية وفق المعايير المعمول بها في الحالات المماثلة والنقابات والمنظمات وحتى الإدارات التي تحترم نفسها.

أما بعد، فقد تأكد فعلا أن هناك نقض للتعهد من قبل المسؤولين الذين أدارار الحوار المباشر بين طرفي التحالف ووضعا المؤسستين النقابتين تحت علامة استفهام بسبب سلوكهما التناوري والكولسة واحتقار هياكل التنظيمين النقابيبن ومسهما باستقلالية قرار الهياكل النقابية سواء في النقابة الوطنية أو في الجامعة الوطنبة … وفي نهاية المطاف فقد تسبب المسؤولان عن إدارة هذا الحوار -بفعل قصورهما البالغ في فهم طبيعة المرحلة - في انتهاك سافر لشرف المهنة وشرف العمل النقابي وأساسا تسببا في انتهاك شرف أول مجلس وطني مرشح لتصحيح الاختلال المهنية والأخلاقية بالصحافة الوطنية وإعطاء صورة مشوهةعن الحقل الصحفي والإعلامي بالمغرب. مما استدعى انزلاق كرسي الشرف من تحت أقدام مفسدي العمل النقابي والصحافي في المغرب.. واستمرار التفاعل مع اللحظة المفصلية التي ستحقق القطيعة بين واقع فساد قطاع الصحافة والإعلام في المغرب وآفاق شرفه المفقود.

*نائب رئيس الجامعة الوطنية للصحافة والإعلام والإتصال